الفصل السادس

4.9K 148 2
                                    

مرت أيام كان يتمنى ألا تمر .. راحته بقربها ونبرات صوتها الدافئة تجعله مستكينا هادئا لا يتمنى سوى وجودها ، كل ما يعكر صفوه حالة اللا سلم واللا حرب بينهما ، يتساءل بإلحاح .. إلى متى ستظل بعيدة كلما حاول التقرب تهرب ؟ قام متجها إليها جلس بجوارها و هي تشاهد حلقة من مسلسلها المفضل .. اقترب قليلا وهي ثابتة تنظر باهتمام للتلفاز ، فاقترب مرة أخرى .. هذه المرة انتبهت فنظرت له .. نظرتها تحمل كلاما و أفكارا وكأن عينيها نافذة تريه كيف يدور عقلها بالداخل فأطال النظر لها فتحولت نظرتها للمستفسرة .. أخفض رأسه و صمت فاقتربت ولأول مرة تلمسه يداها فانتفض من المفاجأة و حدق بعينيها ، لقد كاد أن يفقد الأمل في أن تسمح له بقربها ، أول مرة يرغب حد الموت في رضا زوجة ممن تزوجهن ، لم يكن يعنيه قبلا ما تشعر به المرأة بقدر ما كان يعنيه رغباته هو فقط .. هذا كان منطقه قد كان ينقدها الثمن مقدما ومؤخرا فلا حاجة له برضاها ، أما الآن يشعر أنه صغير تائه يرى ملامح أمه في وجه امرأة فيطيل النظر إليها عله يجد ما افتقد ، كل هذا يدور في عقله بينما يتبادلان النظرات وكأنهما يتحاوران ، و كأنها فهمته و كأنه أجابها فرفع يده ليلمس شعرها ويزيحه ببطء من جانب وجهها ليضعه خلف أذنها ويربت على رأسها .. تلك الربتة التي يتوق إليها رأسه المتعب المفعم بالأفكار و فجأة تكلم :
- تيجي نخرج ؟ أنا أعرف مكان حلو على النيل .. هو بسيط بس نضيف .
- موافقة ثواني وتلاقيني جاهزة
خرج الاثنان معا لأول مرة .. كلاهما يرتجف كأنه يقابل شريكا محتملا لأول مرة ويرغب أن يترك انطباعا جيدا ، قرب منها و شبك أصابعهما بينما ينزل بهما المصعد الكهربائي .. شدد على يدها بحنان فهو أصبح يعلم أنها قد تهرب من قربهما وهو لا يريد سواه .. جلسا .. تحدثا .. ضحكا .. تحدثا في كل شيء إلا في ماضٍ كان له تأثير قاتل على قلبه ، و هي علمت أنه لم يقترب بما يكفي بعد .. و لن يقترب إلا حينما يتعرى قلبه أمامها من ذكرياته و يدل يدها على جروحه ويطلب منها أن تشفيه بقربها و حبها ، ولكن خطوة تبدأ الطريق أفضل حتما من لا شيء ، فكل طريق تبدأه خطوة ، تذكرت حينما حضر بغتة عند أمه بينما كانت عندها و ارتبكتا.. برغم التوتر و الخوف من افتضاح أمرها ابتسمت لمرآه ، لفت نظره ابتسامها المفاجئ فأنزل فنجان قهوت من على فمه مستعجبا :
- بتضحكي ليه ؟
- افتكرت حاجة تضحك .
- طيب ما تفتكريها بصوت عالي عشان نضحك سوا .
فاجأها طلبه .. هي لا تستطيع الكذب و بالتالي لا يحضر عقلها شيئا تخبره به
- لا دا موقف كده مع صاحبتي مينفعش أحكيهولك .. هبل بنات وكده
- طيب أنا عايز أسألك على حاجة .
- اتفضل .
- هو أنتي بتغني تقولي إيه ؟
- بغني ؟! أنا ؟!
- أيوة وانتي بتحضري الفطار
- لا .. هو مش غنا .. بعدين تعرف .
- بعدين أمتى ؟
- هتعرف لما ييجي وقته
- طيب أنا هروحك دلوقتي عشان عندي معاد .. مش هتأخر وهاجي أتعشا معاكي
- هستناك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دخلت غرفة ابنتها التي طال بها الوقت و هي تحبس نفسها بداخلها ، تألمت من حالها فقد أصابها الهزال ، واحتل السواد محيط عينيها الجميلتين فأصبحت تبدو أكبر عمرا .
- و بعدين يا حياة .
- بعدين إيه يا ماما ؟
- هتفضلي حابسة نفسك لأمتى و لا أكل و لا نوم و لا بتبطلي عياط ؟
- صعب عليا يا ماما .. اللي ضاع مني كتير .
- نقوم نضيع زيادة عليه كمان !! بصي يا حبيبت أمك .. أنا صحيح مش متعلمة و لا دخلت مدارس من أصله مش الجامعة الخواجاتي بتاعتك كمان .. بس أعرف كويس الدنيا ماشية إزاي ، مفيش راجل بيحب الست الضعيفة المدلوقة ولا راجل بيحترم مكسورة الجناح ، الراجل عايز ست تقدر تسند نفسها و يشوفها بتنور مهما كانت الظروف ، تعبك و حبستك وعياطك مش هيخلوه يندم أنه فرط فيكي ، ولا يلزمنا يخسر عشان ننتقم .. أنتي بس وريه أنك مش هامك و أنك واثقة أنك هتاخدي اللي يستاهلك و أن الدنيا مش واقفة عليه ، قومي شوفي حالك وجيبي شهادتك الكبيرة و شدي ضهرك وانزلي مصنع أبوكي واشتغلي في مالك ومتخليش أي حاجة و لا أي شيء يهدك .
- كانت تنظر لأمها بانبهار ثم احتضنتها بغتة وهي تغمض عينيها وتشد عليهما
- أنا بحبك أوي يا ماما ربنا ما يحرمني منك .
- ولا منك يا حبيبة قلبي .. قومي روحي كلمي أبوكي .. مستنيكي في الصالون .
- قامت من فراشها نفضت عن عينيها الحزن و غسلت وجهها و ذهبت لوالدها
- نعم يا بابا .. ماما قالتلي أنك عايزني
- مستغناش عنك أبدا يا حبيبة بابا .. الحمد لله يا بنتي أنك بخير وكل حاجة ربنا قادر يعوضنا باللي أحسن منها .
- ردت عليه و هي تحاول التماسك
- الحمد لله
- بصي يا حبيبتي أنا هشرحلك كل حاجة بالتفصيل و عايزك تشوري عليا
- اتفضل يا بابا أنا معاك
- دلوقتي لما عمك جه خطبك لعاصم كتب حتة أرض باسمك و هي دي الأرض اللي دخلتك بيها شريكة في ورشة التجميع و خدت بضمانها و ضمان عمارة كبيرة كنت بنيتها عشان أتاجر في الشقق خدت قرض للمكن اللي استوردته و المشروع قرب يبدأ و يشتغل بس أنا معدش معايا فلوس خالص حتى ال 100 ألف اللي كنت مدبرهم لصاحبتك عشان موضوع الشيك كنت سالفهم ورجعتهم عشان خلاص مالهمش لازمة
- طيب يا بابا كل ده كويس ، و عن نفسي هروح الإدارة مع عمي أسعد و أتابع الشغل بتاع الورشة الجديدة ، فين المشكلة ؟
- المشكلة يا بنتي إن مرات عمك اتكلمت وقالت إنهم عايزين أرضهم ترجعلهم طالما الجوازة متمتش .. أنا عارف أنها اتكلمت كده من ورا عمك ، بس ده لا يغني أنها مش هتسكت وهتتكلم وتعمل مشاكل و أنا خايف على أخويا .
- و الأرض دي عليها الورشة ومفيش سيولة نديها تمنها .. مش كده ؟
- أيوة يا بنتي .. دلوقتي أعمل إيه ؟
- الحل بسيط يا بابا .. عمي بدل ما هو ماسك وظيفة مدير يبقى شريك بدالي بقيمة الأرض و كده يبقى حقهم معاهم وكده كده حضرتك عامل حسابك أن عمي له في المشروع وده هيعجب مرات عمي أكتر طبعا عشان الفلوس هتبقى أكتر .
- صح يا حبيبة أبوكي .. أنا قلت التعليم بينور ومحدش هينورني غيرك .
- ربنا يخليك ليا يا بابا ، كل ده بفضلك بعد ربنا
- هتروحي الورشة أمتى ؟
- من بكرة لو تحب .
- أنا أحبك مبسوطة و عايزك تعملي اللي يبسطك ، ليا طلب عندك بس خايف تزعلي .
- يا خبر يا بابا .. أنا عمري ما أقدر أرفضلك طلب ولا أزعل منك .. أطلب عنيا يا حبيبي
- عمك أسعد مش عايز اللي حصل يأثر علينا و عازمنا عنده يوم الجمعة اللي جاية على الغدا
- ارتجف قلبها وصمتت وعيناها معلقتان في الهواء
- أنا عارف أنه صعب عليكي بس عايزك قوية .. ابن عمك هيفضل ابن عمك ومن بعدي هيبقى كبيرك
- ربنا يطول في عمرك يا بابا
- يا بنتي دي حاجات مفروغ منها .. مسيركم هتتعاملوا مع بعض و مش عايز حد يقول أنه كسرك لما سابك وألا كان يفرق معاكي .. أقوله إيه ؟
- اللي تشوفه يا بابا .. أنا مقدرش أكون السبب اللي يبعدك عن عمي أسعد
- ربنا يعوضك يا بنتي ويفرحك
رمت نفسها بحضن أبيها الذي شدد على احتضانها بيد والثانية تربت على شعرها و عيناه للأعلى وقلبه مفعم بالدعوات .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- عاملة إيه النهاردة يا حياة ؟
- الحمد لله يا حبيبتي بقيت أحسن .. أعذريني مسألتش عليكي الفترة اللي فاتت .
- بتقولي إيه بس ، إحنا مفيش بينا كده ، و الحمد لله إنك بقيتي كويسة والأزمة عدت على خير.
- الحمد لله .. المهم طمنيني عاملة إيه مع آدم ؟
- آدينا بنلاعب بعض شوية أغيظه وشوية أعامله حلو وهو شوية يبقى لطيف ويكلمني و يخرجني و شوية يبقى مش طايق يبص ف وشي ، بس الجديد إني اتعرفت على أمه
- أمه ؟! هي عايشة ؟
- أيوة .. هو مدخلهاش في الجوازة لأنه زي مانتي فاهمة واخد الجوازة مرحلة مؤقتة .
- احكيلي احكيلي .. انتي هتنقطيني بالكلام .. دي بينها احلوت
- ههههههه شكلها كده يا حياة بس برضو مش قادرة اتطمن .
- طيب قولي بقى هموت و أعرف
- لا متموتيش هقول من غير حاجة .. نزل ف يوم ونسى تليفونه على الأنتريه و رن فمسكته لقيت مكتوب ماما من الخضة اتزحلق من ايدي و حاولت امسكه قبل ما يقع راح الخط مفتوح وكلمتها وكنت خايفة تاخد عني فكرة وحشة و طلبت نتقابل و رحتلها واتكلمنا و حكيتلها عن كل اللي حصل وحكتلي كل حاجة عن آدم و قبل ما أمشي رن جرس الباب وقامت تفتح لقته آدم و كنت هموت
- يا نهار أبيض .. و عملتوا إيه ؟
انتابها الضحك رغما عنها فهو فعلا كالطفل أمام والدته :
- قالتله معايا صاحبتي و زوجها غيور جدا ممكن يرتكب جناية لو عرف أنها كانت هنا و أنت موجود ، ادخل الأوضة بتاعتك متخرجش لحد الست ما تمشي ، مش عايزين نخرب بيتها .
و ادته بسكويتة مكافأة و هو داخل أوضته
- بجد !! دا شكله طيب أوي .. أومال ماله بيعمل كده مع بنات الناس ليه ؟
- طيش بعيد عنك .. نصيبي يا حياة .
- انتي نصيبك زي الفل بإذن الله .. اصبري بس وربنا يهديهولك
- خايفة يا حياة .
- متخافيش يا عبيطة .. يعني آخرتها إيه هيطلقك وتقعدي جنبي ونعمل ركن المطلقات هههههه
- ههههههههه على رأيك .. بالمناسبة السودا دي أخبار المرحوم إيه ؟ قاطعكم خلاص .
- لا يا ستي .. عمي عازمنا ع الغدا عنده يوم الجمعة
- و ده ليه ؟ في ذكرى جمعة الطلاق ؟!!!
- أيوة يا حوحو .. بنحتفل بالطلاق المجيد هههههه
- طالما قلتي حوحو تبقى روقتي .. عايزاكي تجمدي وتتعاملي عادي كأن مفيش حاجة حصلت .
- ماما برضو قالتلي كده .
- ربنا يقويكي يا حيحي
- حي إيه يا ختي ؟
- حيحي .. زي حوحو كده هههههههههههههه سلام قبل ما تشتمي
- سلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- ألو .. آدم أنت فين ؟
- أنا موجود يا عاصم .. خير ؟ حصل حاجة ؟
- لأ بس انا محتاجك .
- طيب أجيلك البيت و ألا افوت عليك آخدك نقعد في مكان هادي .
- قابلني برا الشارع مش طايق أقعد ف البيت
- بعد قليل
- اركب .. أتأخرت عليك
- ركب عاصم السيارة
- لا يدوب لبست و نزلت .. ودينا أي حتة نتكلم براحتنا
- ياللا عند النيل
- بعد فترة
- أقعد يا عاصم .. تشرب إيه
- ماليش نفس .. أنا مخنوق أوي ، عايز أرجعها .. مكنتش أعرف إني عايزها ولا تفرق معايا بالشكل ده
- طيب بس حاول تهدا عشان نعرف نفكر
- مش عارف حاسس أن دماغي وقفت ، هتكلم إزاي و أرجعها .. هقول لبابا إيه ؟ و عمي .. أنا مش عارف هحط عيني ف عينه إزاي ؟
- طيب ما تكلم باباك و هو يتولى الحكاية دي .. دا هيفرح أوي
- بابا أكتر واحد هينفعل عليا و مش هيرضى و يمكن أكتر من عمي .
- طيب ما تقرب واحدة بواحدة .. أنت كان عذرك قبل كده أنك مكنتش عارفها كويس غير و هي طفلة ، و يمكن ساعتها هي تقدر تساعدك .
- أنت عايز تفهمني أنها ممكن تنسى 8 سنين و ف الآخر طلقتها و تبدأ معايا من أول و جديد وتدافع عني؟
- طيب هتعمل إيه ؟
- مش عارف .. حتى مش عارف هقابلهم إزاي .. بابا عازمهم على الغدا يوم الجمعة و مأكد أنها تيجي و منبه عليا لازم أبقى موجود و أحاول أستسمح عمي .
- موقف صعب يا عاصم بس لابد منه .. عمك ميستاهلش منك تقاطعه .
- طيب أقابلها إزاي ؟ أتجاهلها و ألا أكلمها و ألا أعمل إيه ؟
- حاول يكون عادي .. يعني قولها إزيك اتفضلي .. أهلا وسهلا و متحاولش دلوقتي تقرب منها بأي شكل ، اصبر شوية الجرح لسة سخن ورد الفعل هيخبط في صدرك يموتك ، الست لما بتتجرح بتتجنن .
- نظر له بذهول :
- و أنت ؟ الستات اللي انجرحوا منك عملوا فيك إيه ؟
- مجرحتش حد يا عاصم .. دا كان اتفاق و بياخدو تمنه و محدش غصبهم على حاجة
- طيب و مراتك اللي معاك دلوقتي .. هتعمل إيه معاها ؟
- مش عارف يا عاصم .. أكذب لو قلت إني عايز أسيبها .. لكن في نفس الوقت ظروف جوازنا تخليني أتراجع ألف مرة عن قرار الاستمرار معاها .
- ربنا يعملك الخير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ناولتها فنجان القهوة و جلست جوارها و هي تتساءل :
- إيه رأيك في قهوتي يا طنط
- رشفت رشفت تلذذت بها ثم قالت :
- أنا أدمنت قهوتك .. تسلم ايدك
- ربنا يخليكي .. بالهنا و الشفا ، دلوقتي بقى معتش عارفة أعمل إيه ؟ لما كنت بفكر أنتقم منه كان سهل بالنسبالي أشوف و أدور وراه ، لكن دلوقتي و أنا بفكر أقربه ليا مش عارفة أتصرف .. كل ما نقرب شوية يا أنا أخاف يا هو يبعد
- اتصرفي معاه بعفوية يا حوا .. إديله فرصة يحبك زي ما انتي و يرتاح من كل الوساوس اللي في دماغه .. هو أنتي قولتيله انك عند صاحبتك برضو
- ههههههههه أيوة خلاص ضميري مات وبقيت بقوله عادي من غير ما أتوتر زي الأول ، يمكن عشان بقينا صحاب بجد وحاسة أني معتش بكذب
- ربنا يديمها يا حبيبتي .. النهاردة عايزاكي تتزوقي وتستنيه والبسي أي حاجة عندك لونها فيروزي هو بيحب اللون ده ، كمان حطي برفيوم هادي من الازازة دي .. بيحب هو الريحة بتاعته ، كنت بحط منها زمان لباباه الله يرحمه .
- تناولت منها الزجاجة وقربتها لأنفها شمتها
- الله .. ريحتها هادية و بتريح الأعصاب ، خلاص اتفقنا و هبقى أكلمك بكرة بعد ما ينزل أقولك على التطورات .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- عاصم ! أبوك كويس يابني ؟
- الحمد لله كلنا كويسين .. أنا جاي لحضرتك ياعمي
- خير يابني
- أنا طالب تسامحني يا عمي .. مقدرش على زعلك مني .. الدنيا مالهاش قيمة و حضرتك زعلان مني .
- يا بني أنا مش زعلان .. كنت صحيح أتمنى أنك تبقى سند بنتي من بعدي بس كل شيء قسمة ونصيب ، وبعدين أنتوا ولاد عم و هتبقى برضو سندها مالهاش غيرك بعد ربنا يابني .
- ربنا يخليك لينا يا عمي و تفضل حياة في رعايتك و حمايتك .
- هو ده اللي كنت عايزني فيه؟
- و هو فيه أهم من كده ؟!
- طيب ياللا بينا أبوك مستنينا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- اتفضلي يا غالية
- كان هذا أسعد يستقبل حياة بنفسه ويقبل رأسها فانخفضت لتتناول كفه تقبله ولكنه لم يرض
- كفاية عليا يا بنتي أنك تنوري البيت
- ربنا يخليك ياعمي .. حضرتك عندي زي بابا تماما
- اتفضل يا إبراهيم .. نورت بيتك يا أخويا
- تعانق الأخوان بصدق 
- أهلا وسهلا .. نورت يا عمي .. نورتي يا طنط أنتي و حياة
- منور بصحابه يا بني .. أمال فين الست والدتك ؟
- أتت أم عاصم من الداخل :
- أهلا وسهلا نورتونا .. أنا أقدر أتأخر علي يا أم حياة .. منور يا حاج إبراهيم .
- سلم الجميع
- اتفضل يا ابراهيم .. اتفضلي يا ست أم حياة .. الغدا جاهز
- التف الجميع حول المائدة حول أشكال الطعام الشهي الذي صنعته أم عاصم ابتهاجا بخلاص ولدها من نسب لديه فرصة أفضل منه ، و ابتهاجا بعودة الأرض التي أصبحت بالملايين من الجنيهات بعد مرور ثمان سنوات .
- كلي يا حياة .. مش عايزك تتكسفي يا بنتي دا بيتك قبل أي حد
- ربنا يخليك يا عمي .. معقولة هتكسف منك
- ربنا يا بنتي يعوضك ويكتبلك الخير
- كادت اللقيمة تتوقف في فم عاصم الذي انتابه الرعب من فكرة أنها قد تتزوج غيره
- قولها يا أسعد .. الدنيا مبتقفش ، كانت بتقول هتكمل الدراسات العالية و معدتش عايزة تفكر في الجواز
- تدخلت والدة حياة في الحديث
- الجواز ده قسمة ونصيب وساعة ما نصيبها ييجي محدش هيقدر يوقفه
- جرى إيه يا جماعة .. إنسوا وخلوني أنسى ، بجد محتاجة مفتكرش تاني ، دي ميلة البخت صعبة أوي دانا اتطلقت من قبل ما اتجوز ولا حتى أتخطب ، و ألا أنتوا عايزين تسدوا نفسي عن الأكل الحلو ده ؟ و ألا إيه يا طنط ؟!
#ماجدة_بغدادي
#ماجووو

حيـــــاة .. على يمين طلاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن