الفصل التاسع

4.5K 126 3
                                    

- وقاحة ليه ؟ هو يعني كان يعرف أنك كنت جوزها ؟!
-  لأ ميعرفش .. بس هو عايز يبقى جوزها .. أنا مش عارف أنا مش مالي عينه ؟! المفروض يخلي عنده دم من نفسه ويسيبها ليا .. أنا مش عايز غيرها
- لا .. أنت حالتك بقت صعبة قوي .
- أصعب مما تتخيل .. طمني على حالتك أنت كمان .. أخبار السنيورة بتاعتك إيه؟
- هههههههه حصل حتة موقف كل ما أفتكره أموت م الضحك .
- يا مسخرتك .. إحكي بقى خليني أطلع من جو الاكتئاب اللي أنا عايش فيه ده
- كل يوم أسمعها بتغني أو بتدندن مش عارف ولا واصلني بتقول إيه .. فقررت أفتح الباب بشويش فتحة صغيرة أتابعها و أسمع كويس بتغني إيه .. لسة بفتح الباب و أتابع راحت فين قامت فتحت الباب مرة واحدة زقتني بيه رحت متكوم ع الأرض قدامها وقعدت تضحك عليا فعملت نفسي مقموص ونزلت ومكلمتهاش .. هموت و أروح وأكلمها بس كرامتي وجعاني بعد الوقعة .
- ههههههههه ليه أنت وقعت فوق كرامتك ؟ ههههههههههه
- ظريييف .
- هنفضل كده لحد أمتى يا آدم ؟ أنا قربت أيأس
- لا .. أوعى تيأس .. حارب أي حد ييجي بينك وبينها حارب عشان ترضيها وتستردها
- أحارب مين مش عارف .. أحارب نفسي لما طلقت بتسرع و ألا أحارب الواد الملزق ده اللي بيجري وراها من هنا لهنا وألا أحارب عمي اللي مش هيآمن عليها تاني معايا و ألا أحارب أبويا اللي شايفني قصرت رقبته
- وألا تحارب مامتك اللي مش عايزاها وعينها على مريم
- لا .. أمي خرجت برا اللعبة بطريقة عمري ما أتمنيتها أبدا ، أنا موجوع أوي على أمي يا آدم يمكن أكتر ما أنا موجوع على بعدي عن حياة .
- أنت مش جبتلها حقها يا عاصم ورحنا عملنا محضر لمرات خالك بسرقة الأسورة و التعدي واطمنت عليها عند أختك .. اطمن هي أكيد مرتاحة مع أختك أكتر
- مش عارف قلبي مش مطمن برضو .. ربنا يستر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- مش عارفة هفضل ألاعبه كده لحد أمتى ؟ أنا خايفة يزهق مني .
- لا .. من الناحية دي متقلقيش .. آدم مش هيزهق بالعكس دا بدأ يحبك ومهتم بيكي ، و الدليل تليفوناته اللي بيتصل بيكي كل نص ساعة بحجة شكل عشان يسمع صوتك .
- من امبارح مكلمنيش حتى فضل طول النهار برا ولما رجع دخل أوضته بسرعة وخرج الصبح بدري عن معاده .
- ههههههههههه أصلك كسفتيه .. أنا عارفة آدم لما يتكسف من حاجة عملها بيتدارى .. من و هو صغير فيه نفس الطبع .
- تفتكري يا طنط ؟! أنا خايفة نكون بنبي خيال في الهوا
- لا .. مش خيال .. اصبري بس و كل حاجة هتتحل ، قبل ما أنسى .. مامتك بتسلم عليكي
تفاجأت حوا بقول حماتها ففغرت فاها :
- حضرتك شفتي ماما وبابا إمبارح ؟
- كنت بزورهم إمبارح .. إحنا نسايب .. مش كده وألا إيه ؟!
اقتربت منها و احتضنتها بامتنان :
- ربنا يخليكي ليا .. دايما بتجبري بخاطري ، مش عارفة من غيرك كنت هعمل إيه ؟
- متقوليش كده إحنا أهل وسعادتك من سعادة ابني وراحته .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- ما تعمليلنا شوية فشار و تعالي نتفرج على فيلم جديد جاي النهاردة .
- حاضر
التفتت له ثم شهقت :
- أنت هتخرج كده بهدومك الداخلية ؟!
- يييييه .. حاضر هلبس .
- إيه بس يا محمد ؟! معلش مش هيحصل حاجة البس البيجامة بس .
- أقولك .. ما تيجي نطنش الفيلم ونقعد سوا
اقترب منها برفق و هو يتحسس شعرها ويهمس بهيام :
- موحشتكيش قعدتنا سوا يا لولو ؟!
تملصت من يديه و دفعته قليلا من صدره :
- وبعدين معاك بقى يا محمد .. ميصحش نسيب ماما قاعدة لوحدها .. هتقول علينا إيه ؟!
انتفض في غضب :
- ياااادي الموال اللي مبيخلصش .. كل حاجة لأ .. كل حاجة ميصحش ، هو إحنا مش هنخلص من القصة دي بقى ؟
- شش شش خلاص .. محمد عشان خاطري وطي صوتك ماما تسمعك .
- حتى مش عارف أتكلم في بيتي براحتي .
- يا محمد عشان خاطري ماما تسمعك وتزعل .
- كل حاجة ماما هتزعل .. ماما هتزعل .. خليكي جنب أمك ياختي أديني سايبهالكم .. أشبعوا ببعض .
- يا محمد .. عشان خاطري .. طيب معلش هسهر معاك
يرتدي ملابسه بغضب و قد إحتفنت أوداجه :
- لا عشان خاطرك ولا عايز أشوف وشك أصلا .
- أرجوك يا محمد .. طيب أقعد هقعد معاك هنا
غادر دون أن ينظر لها و أغلق الباب بعصبية فأجفلت من صوته .
- ماله جوزك شايط كده ليه ؟
- ماما ! ها .. لا .. مفيش حاجة .. دا .. دا خارج مع صحابه ، تعالي نتفرج على التليفزيون عما ييجي .
جلست تنتظر زوجها بعد أن نامت والدتها ولكنه لم يأتِ .. تآكلها القلق و حاولت كثيرا أن تهاتفه إلا أنه كان لا يرد وفي النهاية أغلق هاتفه ..
في الصباح استيقظ الجميع و أعدت والدتها الأفطار بينما هي تساعد الصغار في ارتداء ملابس المدرسة ، تفعل كل شيء بآلية .. لا تنظر لما تفعله ينتابها القلق ولا تستطيع إظهاره حتى لا تجرح والدتها
- إيه يا لميا بقالي ساعة بكلمك سرحانة في إيه ؟
- هاه .. لا أبدا يا ماما ، كنتي بتقولي حاجة ؟!
- بقولك ياللا قبل الفطار ما يبرد وصحي جوزك عشان يلحق يفطر قبل ما ينزل
- لا ماهو نزل .
- نزل ؟!
- أيوة أصله عنده شغل ومشى بدري
- من غير ما تفطريه ؟!
- لا ماهو مرضاش .. قال هيفطر أي حاجة في الشغل
ارتدت عفاف ملابسها وغادرت بينما عقلها يدور في حلقات لا تنتهي .. هي ليست غائبة عما يجري فقد سمعت ما يدور بينهما .. صوت زوج ابنتها عالٍ واقتحم آذانها ، تعلم جيدا قلق ابنتها ، لم يغب عنها أن تدرك أن زوج ابنتها قضى ليلته خارجا .. فهي أمٌ أولاً وتقرأ إحساس ابنتها حتى ولو لم تنطق بحرف ، تغافلت فليس بيدها حل .. لقد أنفقت راتبها هذا الشهر أيضا في بيت ابنتها حتى لا تعيش عالة على زوج ابنتها ، أبعد هذا العمر تعيش وحدها ؟! أم تتسول الرفقة ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أن غادرت والدتها و الأطفال نزلت مسرعة عند حماتها تبحث عنه ، لم يكن يخطر ببالها أنه سيأتي يوم يغضب منها ويبيت خارج فراشه :
- صباح الخير يا طنط
- صباح ياختي .. أهو صباح و السلام .
تنفست بعمق كاظمة كل ما تريد نطقه فهي تريد الاطمئنان على زوجها لا إضافة عراك جديد :
- هو محمد راح الشغل و ألا لسة ؟
- هامك أوي ياختي .. أهو عندك جوا شوفيه .
- حاضر يا طنط
دخلت وهي تمسح دمعة من عينيها فوجدته يرتدي ما كان يرتديه بالأمس وهو غاضب هارب من عشه :
- طيب ما تطلع تلبس ، الهدوم دي مكسرة .
- عايزة إيه ع الصبح يا لميا ؟
- هونت عليك تبات بعيد عني ومتردش عليا .. طيب كنت طمني عليك .
التفت لها وعينيه تصدران الشرر :
- يعني هو أنتي اللي همك .. محاولتيش تنزلي تشوفيني
- يعني يا محمد أنا محاولتش أكلمك وأنت قفلت التليفون ؟! ومحبتش حد يعرف أننا متخانقين .
- قصدك محبتيش تضايقي مامتك .
- تاني يا محمد .. طيب بلاش نتكلم دلوقتي وأنت متضايق .. إطلع غير هدومك وافطر دلوقتي ونبقى نتكلم لما ترجع
- إنتي لسة عايزاني ؟
- ده سؤال يعني ؟! أنا عمري ما أقدر أستغنى عنك .. تعالى ياللا أنا مرضيتش أفطر من غيرك
صعد الاثنان تحت نظر حماتها التي مصمصت شفتيها اعتراضا ثم أغلقت الباب بعنف خلفهما فضحك الاثنان وأكملا صعودهما لعشهما .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- إزيك يا حياة .. وحشتيني أوي ، هتفضلي تقلانة عليا كده لأمتى ؟
ارتبكت من حديثه .. تعبيره عن مشاعره وضعها في مأزق ليست مستعدة للدخول فيه :
- الله يسلمك .. لو سمحت يا باشمهندس يا ريت منتكلمش مع بعض بالأسلوب ده ، إحنا لسة مفيش بينا حاجة رسمي .
- طيب ما أنا مستني من شهر وأنتي مش عايزة ترسيني على بر
- معلش أنا آسفة بس ده قرار صعب و مينفعش أتسرع فيه
- شهر كامل ولسة بتقولي مينفعش أتسرع ؟! يا حياة أنا نشفت وأنا مستنيكي .. مصعبتش عليكي طيب ؟!
- خلاص إبقى كلم بابا وخد منه معاد
- بجد ؟! أنا سعيد أوي .. ده أسعد يوم في حياتي النهاردة لأنك من النهاردة بقيتي حياتي .. أنا من النهاردة هاجي عندكم أنا و الحاج و الحاجة
انصرف تاركا إياها تعض شفاهها من التوتر ، فلم تكن تقصد موعدا لقراءة الفاتحة .. كانت تقصد موعدا للرد النهائي !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تصنعت النوم طيلة الوقت مدعية الارهاق ،خاصة بعد عودة زوج ابنتها من عمله و طيلة يوم الجمعة ، لم يكن بيدها ما تفعله ، فقدح زناد عقلها أنبأها أنها لن تستطيع العيش بمفردها .. حتى و إن استطاعت فأين ستعيش ؟ راتبها بعد كل هذه السنوات ضعيفا لن يكفِ إيجار شقة صغيرة ، و إن كان كافيا فمن أين لها بالأثاث .. تسربت دمعة مكبوتة على استحياء وهي تتذكر أسعد وحياتها معه .. أيعقل أنه قد نسيها ؟! أحقا هو مرتاح بدونها ؟ ألا يتساءل كيف تنام أو كيف تصحو بعيدا عنه ؟! أبعد بضع و ثلاثين عاما مروا على زواجهم وقد قارب كلاهما على الستين يفترقا للأبد ؟
دخل أمير حفيدها فمسحت عينيها بخفة حتى لا يرى دموعها ، جلس جوارها موقظا إياها :
- تيتة اصحي .. تيتة نادية برا عايزة تسلم عليكي .
- حاضر يا حبيبي هقوم أهو .
أحقا تريد أن ترحب بها أم أنها تريد التساؤل عما جعلها تترك بيتها ، قامت متثاقلة تشدها أفكارها للأرض وتجر أقدامها جرا ، وتخشى على ابنتها من لسان حماتها و ازدياد المشكلات فيما بينهما .
- أهلا يا حاجة .. توك ما افتكرتي تسلمي عليا ، أنا هنا داخلة على أسبوعين .
- أهلا بيكي في بيت ابني يا حبيبتي ، أصلي كنت تعبانة شوية مقدرتش أطلع إلا لما خفيت .
- اصطنعت الفزع و خبطت على صدرها :
- يا خبر !! ومحدش يقولي عشان أجي أشوفك ..معندهمش حق ، ألف سلامة عليكي
- الله يسلمك ، تلاقيهم محبوش يزعجوكي وخصوصا إن كان بيجيلي ضيوف كتير وفيه ضيوف منهم كانوا بيطولوا .. ويا بخت مين زار و ههه .. وخفف .
- آه يا حبيبتي طبعا .. خصوصا لو أهل البيت صارفين عليه ضيافة وتعبانين فيه خدمة .
- ألا يا حبيبتي لو مفيهاش إساءة أدب .. أنتي سايبة الحاج و قاعدة كل ده ليه ؟ خير هو فيه مشاكل كفانا الله الشر ؟
- أبدا يا حبيبتي ربنا ما يجيب مشاكل .. بس حمل الولاد تقل على لميا قلت على الأقل أساعدها شوية .
- سألت عليكي من امبارح كل شوية يقولوا نايمة .. أنتي تعبانة وألا إيه ؟
- أبدا يا حبيبتي هو إرهاق بس .. برجع من الشغل أساعد لميا في شغل البيت و الطبيخ  ربنا يكون في عونها الولاد مش مدينها وقت وبياخدوا وقت كتير عما يخلصوا الواجب ، وأشطب المطبخ بعد الغدا وارتاح .. هقعد أعمل إيه ؟!
- آه يا حبيبتي ما هي بنتك برضو مش غريبة
- طبعا .. بيت بنتي دا أنا أزوده
- آه .. طيب يا حبيبتي أمشي أنا ، أحب أمشي قوام قوام عشان أبقى خفيفة
- مالكيش حق يا حاجة .. إنتي ف بيتك .. أقعدي شوية ملحقناش نشبع منك
- لا كفاية كده عشان تاخدوا راحتكم
- شرفتي و آنستي يا حبيبتي
بمجرد إنصراف والدة محمد دخلت عفاف لغرفة الأطفال حيث تعزل نفسها طيلة اليوم وقد أثرت بها كلمات حماة ابنتها وأثارت أحزانها مشكلات ابنتها مع زوجها بسبب وجودها .. أمامها على الأقل أسبوعان آخران لتحاول الصمود فيهما إلى أن تتصرف في مكان يضمها ، تحزنها نظرة عاصم كلما أتى إليها وتتصنع الابتسام حتى لا يضيق ولكنه لا يصدق بسمتها ، وبينما هي شاردة الفكر في حل لوضعها يأتيها صوت ابنتها من الخارج و هي تتشاجر مع زوجها
- عاجبك كده كلام مامتك ؟! جاية تطرد أمي من بيتي !!
- يا لميا محصلش الكلام ده .. ما كانوا بيتكلموا قدامك زي السمن ع العسل ، أنتي عايزة مشكلة و السلام ؟
- أنا اللي بعمل مشاكل ؟!! شوف نفسك يا أستاذ .. مكنتش مستحمل أمي وقعدت تتخانق وتغضب لما خليتها تحبس نفسها في الأوضة وتعمل نفسها نايمة طول اليوم والنهاردة الست أمك تقولها يا بخت مين زار وخفف
- يا لميا أمي على نياتها متقصدش الكلام ده
- لا تقصد يا محترم .. تسمح تقولي لما بيتي ميسعش أمي يبقى بيتي منين ؟
- متكبريش الحكاية يا لميا
- هي كبيرة لوحدها يا محمد .. لو سمحت أنا معتش طايقة أتكلم ، أنا داخلة أنام عند الولاد ولما تبقى تعرف تتصرف أبقى أجيلك
- خرجت عفاف بيدها حقيبتها :
- بس يا ولاد .. مينفعش يا لميا تتخانقي كده مع جوزك .. حماتك عندها حق أنا طولت عندكم ولازم أرجع لبيتي
- لأ يا ماما البيت بيتك واللي مش عاجبه يمشي هو
قالتها وهي تنظر لزوجها بلوم وغضب ووجع :
- مين بس اللي مش هيبقى عاجبه يا لميا ، أنتي منورانا يا حماتي و مش هقولك دا بيتك لأنه بيتك فعلا .
- ربنا يخليك يا بني .. أشوف وشكم بخير
- لأ يا ماما لو مشيتي أنا همشي معاكي
- تمشي تروحي فين أنا مروحة أقعدي في بيتك يا بنتي .. متقلقيش عليا أنا كويسة
- إزاي يا ماما .. إفرضي بابا اتعصب عليكي
- باباكي طيب هو بس كان محتاج يهدا شوية بعد سوء التفاهم بينا وعمره ما هيطردني .. أنا اللي غضبت ومشيت يا بنتي بس الواحدة مالهاش غير بيتها
- برضو ماشية يا ماما ؟!
- أيوة يا حبيبتي .. كفاية كده .
- أستني يا حماتي هاجي أوصلك
- لا يا حبيبي ارتاح كتر خيرك أنا كلمت عاصم و زمانه وصل
- طيب حتى أسلم عليه يطلع ياخد واجبه الأول
- معلش يا بني أصلي مرهقة أوي ويدوب أروح أصلي العشا و أنام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هتفت باسمه وهي بين ذراعيه ورأسها يتوسد صدره العاري وقد تلون وجهها بلون الخجل وهو يتوارى خلف خصلات شعرها المنتشرة  :
- آدم .
- نعم .
- أنت بتحبني و ألا لسة محبتنيش ؟
- إيه السؤال ده ؟
- جاوب السؤال متتهربش منه .. أنا خايفة ، حاسة أني بالنسبالك كام يوم حلوين و هينتهوا زي اللي قبلي
- مفيش مقارنة بينك و بين اللي قبلك
- يعني مش هتتخلى عني ؟
- أبدا .. أنا أول مرة أحس بالاستقرار ده و أحس أني هادي ومرتاح .. خليكي أنتي جنبي متسيبينيش
- أنا مش هسيبك إلا إذا اتخليت عني الأول
- عمره ما هيحصل أبدا .. أنا ما صدقت لقيتك
- رفع وجهها باصبعه و أزال شعرها من على وجهها ورتبه على جانب وجهها وهو ينظر بعينيها وقد أسرتاه تماما وما كاد يقترب من شفتيها حتى صدح هاتفه فنظر له بضيق
- رد يا آدم يمكن حاجة مهمة
أدار نظره عنها للهاتف ليجد اسم عاصم يحتل الشاشة
- أيوة يا عاصم .. فيه حد عاقل يـ.........
- قاطعه عاصم على الطرف الآخر لينتفض آدم من مكانه :
- قولي أنت فين و أنا مسافة السكة و أكون عندك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلس شاعرا بالنصر يزهو بنفسه .. لقد نال ما كان يبحث عنه و يعمل من أجله ، انتزع نصرا ظن في لحظه استحالته ، ولكن من الآن ستختلف كل الأوضاع وسيقود بنفسه الدفة ولن يترك المجال لأحد ، وضع يده في يد الحاج إبراهيم وتتلو كل الأفواه الفاتحة حتى أسعد يتلو الفاتحة بشرود وتكاد عيناه تقطر الدمع حزنا على خسارة ولده الذي كان قلبه يتمنى أن يسترد مكانته وسكانه ، وقبل أن تتم قراءتها اقتحم عاصم المجلس وهو يصرخ :
- بابا .. عمي .. إلحقوني أمي اختفت مش لاقيينها من امبارح .
#ماجدة_بغدادي
#ماجووو

حيـــــاة .. على يمين طلاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن