حَل المسَاء لِيُخيِم الظَلام فِي الأرجَاء وتُقِل حَركة النَاس هُنَا وهُنَاك فقَد بَدأو بالعَودة لمنَازِلهُم يِطَالبَون بِالراحَة بعَد يَوم طويِل مُجهِد.
خَرجت مِن الحمَام لِترتَدِي قميِصاً طويِلاً بِلون أبيِض وقَد تَركت شعَرهَا مُنسَدِل وتوجهَت نحَو المِرأة وجَلست أمَامهَا وبَدأت بِتمشيِط شعَرها، مَر بِخَاطِرهَا فِعَل ذَلِك الشَاب فَلمسَت وجههَا وحَادثَت نفسَهَا بِخفَوت بيِنمَا نتظُر لأنعِكَاسِهَا فِي المِرأة.
"كيِف تجَرأ وفَعل ذَلك، أنَا لسَت بِذَاك الجمَال حقاً"
سمعِت صَوت جَدتِهَا مِن الأسفَل يُنَادِي عليِها فنَزلَت للدَور الأرضِي كِي تُلبِي النِداء بيِنمَا فِي الجَانِب الأخَر مِن القَريَة تعِب وتمَلل ذَلِك الرفيِق مِن رؤيِة الشَارِد أمَامَه فتحَدثت بِصوت عَالِ مُقاطِعاً شَرود الأخَر.
"ليِڤاي!!"
"لِمَاذا تصَرُخ أنَا بِقُربِك!"
"بِمَاذا تُفكِر يَا هَذا مُنذ أتيِت وأنتَ شَريِد الذهِن، مِن الَتِي سَرقَت عقَلك؟"
"أأنَت أحمَق أم أحمَق!!"
"ليِڤاي أنتَ صَديِقي وأنَا أعَرفُكَ أكثَر مِن نفسَك مَاذا هُنَاك؟ "
"سَأُخبِرُك فِي الوقَت المُنَاسِب"
"حَسناً لِنذهَب ونحتَسِي كَأس"
"لا"
"أعِدُك سنَشَرب كَأساً واحِداً فَقط واحِداً"
"لنُغَادِر اذاً لكِن تذَكر كَأس واحِد"
توقفَت أمَام جَدتِهَا بِأستغَراب وقَالت بيِنمَا تجَلِس عَلى الأريِكة عَلى يَسَار المُنَاديَة.
"نعَم جَدتِي"
"مِزاجِي جَيِد اليَوم هَلا عزفَتِ وغنيِتِ لِي قَليِلاً؟ "
"أأنتِ جَادة!!"
"بِالطبَع ولِمَ العجَب؟ "
تحَدث بغَضب مِن ذَلِك المُتَبَطِئ الَذي يقَوم بِربَط حِذائِه.
"لقَد عَلِمنَا بِأنكَ سُلحَفَاة هيَا أمَشِي"
رمقَه الأخَر بِأنزِعَاج ونهَض وأكمَلا سيِرهُمَا حتَى مَرا بِأحَد المنَازِل وأستَوقفهُمَا الصَوت الَذِي يخَرُج مِنه، صِوت عَذَب هَادِئ يتَمتَع بِأحسَاس عَالِ ومُرهَف، كَانت تُغنِي تِلك الأغنيِة الَتِي تعَلمتهَا مِن والِدتهَا بيِنمَا تعَلمت العَزف عَلى البيَانَو مِن والِدهَا.
"أيِهُا السَاري..تقَدم..فَظِلال الأمَس تَوارت بيِن جِبَال الشَمس..مصيِري وعَزمِي قَد بَلغَا ذُروة اليَقيِن لَم أعُد ذَاك السجيِن..هيَا فتِش بيِنَ ثنَايَا ذِكريَاتِك..عَن يَوماً قطعنَا فيِه عهَدا أغَارة العُدا..أن الأوان لأن نستَفيِق ونستَرجِع مَا مَضَى، لَم يَغِب عنِي بريِق أمَل قَد بَدا..فِي عيِون بَريِئة قَد ذَاقت العنَا..وكُل مُر سَيِمُر وكُل دَمع قَد أنهَمر سيَطوى سَيَغيِب معَ الشَمس حيِن نُبصِرُ المُحيِط"
أنبَهَر كِلاهُمَا مِن صَوتِهَا ودِقَة عزفِهَا المُتقَن فقَال المَدعَو مَارتِن بتعَجُب واضِح.
" أسَمِعت مَا سَمِعتُه؟ "
"هَذِه مَن كُنت شريِداً بِهَا مَارتِن"
"مَاذا!!"
سحَب ليِڤاي مَارتِن مِن يَده وذهَب بِه عِند شجَره قَريِبَة قَائِلاً لَهُ بِأن يُخفِض صَوته وذهَبَا للحَانَة حيِث أستقَرا فِي كُرسِيان أمَام السَاقِي مُطَالِبَان بِكَأسيِن وبَدء مَارتِن بسَؤال ليِڤاي حَول الفتَاة الغَامضَة فَأجَابَه عَن كيِفيِة لِقَائِه بِهَا ومَا جَرى فِي مَنزِلهَا.
"أأنتَ واثِق؟ "
"واثِق مِن مَاذا؟ "
"فتَاة بِهَذه الصَوت لا بُد مِن أنهَا فَاتِنَة أوَاثِق بِأنَك لَم تُقبِل عَلى أي فِعل غيِر أخَلاقِي أمَامهَا؟ "
"أغَلِق فمَك يَا هَذا أنَا لستُ مُنحَرِفاً!!"
دخَلت غُرفتهَا بعَد أن أطمئنَت بِأن النَوم قَد أخَذ جَدتهَا لِعَالمه فَأشعَلت بِضع شُموع تَراقصَت يُمنَى ويُسَرى فأنَارت الغُرفَة بِضَوء ذهَبِي، جَلسَت عَلى سريِرهَا وأخَذت اللوحَة الجَاثِمة عَلى دُرج بِقُرب سريِرهَا وحمَلقت فِي وجَه والِدتهَا بَأسِى فقَد تَذكَرت ذَلِك اليَوم الشَنيِع الَذِي لَم يَحمِل فِي طيَاتِه سِوى الألَم والحُزن والمُعَانَاة لِذاكِريِه وحَاضريِه.
----------------
أنتَهى الفَصَل، رأيِكُم فيِه؟
مُلاحَظة بَسيِطة لطيِفَاتِي الأُغنيِة الِي بالفَصِل هِي أُغنيِة أسِم الحُب لهُجَوم العَمَالِقَة بَس بالعَربيِة💗.
-سَايِونَارا.
أنت تقرأ
لأنكَ معِي||ريِڤاميِكا
Romance-رِوائِيَة؛ ريِڤاميِكا. -أحِب مِن قَلبِك لِتَرى ثِمَار حُبِك.