دخَلت لِغُرفتِها وهَمت بِأغلاق البَاب مُتجِهة نحَو مكتبِهَا الصغيَر الذِي وضعَت شمعَدانهَا فوقَه فتلونَت الغُرفَة بِلون بُنِي فَاتَح، هِي حقاً لَم تستطِع أستيَعَاب أي شِي مِن حَديِثه المُريِب الذِي بَدأت تحَاول فهَمه بَلا جَدوى.
"أبَي!!"
"عزيِزتِي ميِكاسَا!!"
تقَدمَت مَنه فحتضنهَا بِشوق دافِناً إياهَا فِي صَدره لتشعُر بِدفِئه الَذي لطَالمَا أحبَته، مَسد عَلى شعَرهَا بِرفق وقبَل رأسهَا ففصَل العِناق قَائِلاً.
"تسَرنَي رؤيَتك بخيِر، أيِن أُمِي؟"
تقَدم نحَو والِدته وهَم بالسَلام عليِهَا بحَرارة بيِنمَا هِي ضمتَه فِي عنَاق طويِل مليِئ بالكثيَر مِن مشَاعِر الأشتيَاق والحنيِن.
جَلس ثَلاثتُهم وبَدؤا بالحَديِث حَول سفَره ومَا جَرى لَه كعَادتِهم عِند مجَيئه حتَى صمَتوا لثَوانٍ معَدودة فقَال مَايِكل بحَزم وجديَة واضِحة للنَاظِرات.
"ميِكاسَا، أُريِد مِنك الذهَاب غَداً لمَشفَى القَريَة لِتعَلم بعَض الأشيَاء التِي تخُص التمَريِض مِثل خيَاطة الجَروح والتضميِد وأيَقاف النزيَف أفهِمتِ مَا أقَصِدُه؟"
"أجَل فهَمت ولكِن لِماذا؟"
"أذهبِ وحسَب، سَأُخبِركُما فِي الوقَت المُنَاسَب، والأن تُصبحَان عَلى خيِر"
أنهَى جُملتَه تِلك وصعَد نحَو غُرفَته بيِنما تبَادَلت ميِكاسَا وليِزا نظَرات التعَجُب لكِنهُما ذهبَتَا للنَوم فالسَاعة تخَطت الثَانيَة بعَد مُنتصَف الليَل.
جَالس عَلى مكتبَه الصغيِر يُنَاظِر كتاباً تحَت ضَوء شمعَة صغيِره كِي لا يِوقِظ ويُزعِج رفيِقه النَائِم الذِي أستيِقظ مفزوعاً فَور سمَاعِه صَوت القَائَد ليِونَاردو عبَر مُكبِر الصَوت يَدعَوهُم لأجتمَاع طَارئ.
خَرج كِلاهُمَا بِتعجُب نحَو السَاحة ليِصطفَا معَ الجنَود ليِجدا الكُل راسِماً عَلامَات الأستِغراب والتعُجب عَلى ملامِحهِم التِي درسهَا ليِونَاردو فتحَدث بِصوتِه الجهَوري الخشِن الدَال عَلى قوتِه.
"لقَد وصَلتنَا أخبَار مِن قَائِد جيِش الحَدود بَأنَهُم رَصَدوا حَركة العَدو مُتحَرِكاً نحَونَا لِذلِك عليِكُم التَأهُب فنَحن سنُغَادِر بعَد غَد لَذلك هِيَا أذهبَوا وجهِزوا أشيَائكُم وأقضَوا حوائِجكُم قبَل أن نُغَادِر...إنصَرفَوا الأن!!"
دخَلا لِغُرفتِهمَا كبَاقِي الجُنود وهمَا بِلم أغَراضِهمَا حتَى قَاطع مَارتِن عمَل ليَڤاي قَائِلاً.
"لِنتحَدث"
"أننِي أسمعُك"
"ليِڤاي أنتَ صَديِقي المُقَرب لا بَل أنتَ أخ لَي، أسمَع لقَد رأيِت نظَراتِك لميَكاسَا ولقَد لاحظَت جيِداً هيِامَك بِهَا، أذهَب وأعتَرف لهَا فنحَن ذاهِبون نحَو مصيِر مجهَول، أعتَرف لهَا كِي لا تنَدم وتتحسَر لاحِقاً"
"ولكِن..مَاذا أن لَم تُبَادِلنِي؟"
"عَلى الأقَل لَن تُعانِي مِن عَلاقَة حُب مِن طَرف واحِد ستَتسبب لَك بالكثيِر مِن الحُزن عِند أرتِباطِهَا فَأن لَم تقبَل بِأمكَانِك الأنسحَاب بِهدوء قبَل أن تغَرق أكثر، هيَا أذهَب"
"الأن؟"
"ومَاذا تنتَظِر يَا سُلحفَاة!!"
"ولكِن أغراضِي غيِر جَاهِزة!!"
"عيَب عليِك أن تتحَدث هكَذا وأنَت صَديَق لَمارتِن، أذهَب وأنَا سَأهتَم بِكِل شِيء"
غَادر ليِڤاي مُسرعاً نحَو مَنزِلهَا وهَو يَتمنَى أن تُبَادِلهُ شعَوره المكبَوت، فَور أن وصَل تسَلق سَور المَنزل لأنهُ مُغلق فوقَف أمَام المَنزِل وأمَامه خمَس نَوافِذ لا يَعَرف أي واحِده هِي خَاصتُها!!.
فكَر فِي فِكرة أقَل مَا يُقال عَنهَا جنونيَة فقَام هَذا المُتهَور بِحمَل حصَى صغيَرة وجدهَا أرضاً وهَم بِقذفِها عَلى نَافَذة بِهَا أزهَار أمِلاً أن تكَون غُرفتهَا.
رفعَت رأسهَا بِتمَلل بِسبب هَذا الضجيِج الذِي قَاطع حُلمهَا فتَوجهَت نحَو النَافِذة مُستفَسِرة عَن سَبب هَذا الأزعَاج المُدوي، مهَلاً أهَذا حقيِقي أم أنهَا تهَذي، مالذِي يفعَلُه ليِڤاي فِي حَديَقة مَنزِلهَا السَاعة الثَالثَة فجَراً!!.
أخَذت شَالهَا مِن السريِر بِسُرعة وحمَلت خُفيِها فِي يَديِها ونَزلت مُسرعة كَي لا يَتسبب هَذا الأهَوج بِمُصيبة، وصَلت للأسفَل ولفَت وشَاحهَا حَول جسَدهَا وأخَذت شَمعَاداناً أشعَلته وخَرجت لهُ مُسرعَة قَائِلة بِتعَجُب.
"مالذِي تفعَلهُ فِي هَذه السَاعة هُنا!!"
"لقَد أردت الحَديَث معَكِ"
سحبَتهُ مِن يَده وذهَبت بِه خَلف المَنِزل هَو كَان فقَط مُركِزاً فِي مَلامِحهَا عَن قُرب وشكَل شعَرها الأسَود الطويِل المُنسَدِل وعيَنَاهَا الكحيِلة التِي تِنَافِس سَواد الليِل ونُجومِه.
سمحَت لهُ بالحَديِث بَعد أن أطمئَنت أنهُمَا تَوراى عَن أنَظَار نَوافِذ مَنزِلهَا ومنَازِل الجيِران فوقوفهَا هُنَا معَ شَاب وحَدها فجَراً قَد يَتسبب بِكَارثَة، أبتَلع ليِڤاي مَا يَلوث حَلقه ونظَر لعيِنيِهَا بعَد أن أطَلق نفسَاً طويِلاً قَائِلاً.
----------------
أنتهَى الفَصَل، رأيِكُم فيِه؟
-سَايَونَارا.
أنت تقرأ
لأنكَ معِي||ريِڤاميِكا
Romance-رِوائِيَة؛ ريِڤاميِكا. -أحِب مِن قَلبِك لِتَرى ثِمَار حُبِك.