سَمَع تِلك الكَلمَات التِي خَرجت مِن فَم الجُندي فجهَز سِلاحَه وهَم بِتصويِب عيِنيَه نحَو هَدفَه غيَر أبَه بِحيَاتَه فإنهُ لشَرف لَه أن يَموت فِي سبيِل خِدمَة وطنِه ولكِن مَا أقَلقَه هَو أن يلفَحه المَوت دَون أن يَراهَا مُجَدداً.
صَرخ مَارتِن فِي صَديَقه بيِنمَا يَوجَه بَصره نحَو العَدو قَائِلاً.
"ليِڤاي تحَرك لقَد جهَزوا مدفعيِتهُِم"
بَدء الجُندي المُكلف بِأطِلاق المِدفعيِة بالتحَدُث بِقلق مَمزوج بِخَوف.
"سيِدي أنهَا فَارِغَة!!"
شحِب لون الجُنود وكَذلِك القَائِد ليِنونَاردو الذِي صَرخ قَائِلاً.
"بحَق الجحيِم أرثَر مَالذِي تقَصِدُه!"
"لا توجَد ذخيِرة يَا سيِدي لقَد تَم أفِراغُها"
"اللعنَة لقَد كَان هُنَالِك خَائِن بيِننَا!!"
بَدء الجميِع بالقِتَال مُحتميِن بالصَخور، سَمع ليَڤاي صَوت إطَلاق قَذيِفة فتحَرك مِن مكَانِه راكِضاً موجِهاً سِلاحَة نحَو العَدو ليِسقِط ثَلاثَة مِنهُم بِتصويِبه الدقيِق.
أطَلقت المَدفعيَة بِما فِي أحشَائِهَا لتُسقِط عَدداً كبيِر مِنهُم المُصَاب ومِنهُم مَن نجَى ومِنهُم مَن سُحِق، نَاظَر زُمَلائه الغَارقيِن فِي دمَائهُم مفَارقيِن الحيَاة التَي يَتَلذِذ بِهَا الجميَع، فَِي تِلك اللحظَة أدَرك أن المَوت سيَأتِي فِي أقَل مَن ثَانيَة لِذلك دعَا فِي سِره بِأن يعَود سَالِماً هَو وبَاقِي زُمَلائِه.
فتَحَت عيِنيِهَا ونهَضت عَن السريِر وذهَبت للحمَام وهِي تفَكِر بِطريِقة لتتَواصَل بِهَا معَه حتَى خطَرت لهَا فِكرة فخَرجَت بَعد أن أنهَت حمَامهَا وأرتَدت ثيَابهَا وأتجهَت نحَو المشَفى.
تَلقَى ضَربَة مُؤلمَة أرجعَته للخَلف بَقوة نِظر لمَكان الضَربَة فَأتضَح بِأنهَا رصَاصة ولكِن لَم تكَون رصَاصة لِتوقَفه عَن هَدفَه.
نَزع قميِصه سريِعاً ليِأخُذ بعَض الرِمَل ويَدفعَه نحَو الجُرح كِي لا يَنزِف وأرتَدى قميِصه وعَاد ليُكمِل مَا بَدأه.
تَراجَع العَدو لأسبَاب مجَهولة وغَادر السَاحة رُبمَا بِسبب عَدد القتَلى أو بِسبب نفَاذ الذخيِرة أو بِسبب أوامِر عَاجِلة لا أحَد يَعلم.
تَوقَف إطَلاق النَار معَ أقِتراب فجَر يَوم جَديِد ليِبَدء بالبحَث عَن صَديَق عُمره الوحيِد فبَدء بالركَض فِي الأرجَاء خَائِفاً مِن رؤيِتَه ميِتاً.
أنتهَت مِن تَدريِب اليَوم فغَادرت لِمكتَب سَاعِي البريِد فَدخَلت إليِه وبَدأت تبحَث بعيِنيِهَا عَن جَاك، دقَائِق معَدودة حتَى رأتَه فذهَبت إليَه فَرحَب بَهَا مُستفسِراً عَن سَبب قُدومهَا فتحَدثَت قَائِلة.
"جَاك أُريِد مِنك أن تِسديِني خِدمَة وسَأكون مَديَنة لَك مَا حيِيت"
"تفَضلِي أنِسَه ميِكاسَا"
"إلى أيِن أتجَه الجُنود البَارِحَة؟"
وجَد ليِڤاي مَارتِن بعَد بَحث طويِل وقَد أُصيَب الأخيِر فِي سَاقِه بِجُرح عميِق فنَزع ليِڤاي قميِصه ولفَه حَول جُرحِه السِيء الذِي يَنزِف صَارخَاً.
"أحضَروا الأسَعَافَات!!"
-
"ميِكاسَا أنَا لا أستطيَع، هَذه أمَور سريِة"
"أرجَوكَ جَاك أرجَوك، لدِي شخَص أريِد مُراسَلتَه"
حَاولت معَه ميِكاسَا عِدة مَرات حتَى أقتَنع بالفِكرة فَتفقَا عَلى موعِد اللقَاء ليَتسَلم الرِسَالة فشَكرت ميِكاسَا جَاك وغَادرت نحَو مَنزِلهَا.
ركِب جميِع الجُنود البَاقيَين فِي عَرباتهُم مُتجِهيِن نحَو القريَة يَائسيِن حَزيِنين عَلى رِفَاقِهُم القتَلى أمَا ميِكاسَا فقَد دخَلت غُرفتهَا بعَد أن تَأكَدت مِن نَوم الجميَع وفتحَت نَافِذة غُرفتهَا ليِدخِل بعَض الهَواء وليِرسِل القمَر بعَضاً مِن ضَوئِه
جَلسَت عَلى مكتبِهَا وأخَرجَت عِدة كِتَابتِها وأشعَلت شمعَدانِهَا ليَنيَر لهَا ورقتَهَا فَأدخَلت ريَشتهَا داخِل حِبرهَا ليَتنَاغَم ويَتنَاسَج حَديَث قلبِهَا معَ خَط يَدهَا لَتكتَب مَا تشَعر بِه أتِجَاهَه.
"لستُ أبَرع بِأختيَار جُملِي وأحَاديِثي ولكنِ بَأمكَانِي معَ بعَض المَحاولة أيَصال مَا يجَول بِخَاطِري وقلبِي...مَا رأيتُه فيِك لَم أره فَي رجُل غريِب قَط، تعَامُلك معِي وشهَامتُك ورجَولتِك ونُبَلك أنتَ شخَص لا يُعَوض...لقَد عَرفت بَأنك رحَلت إلى تِلك الحَرب التِي لا تَرحم، أنتَ رجُل بِأمكَانِه أن يحميِني ويَدافِع عنِي فَرجُل يُضحِي بحيَاتَه وشبَابَه لأجِل وطنَه هَو رجُل أثِق بَأنَه سيَحميَنِي ويِسعِدنِي...راجعَت عَقلَي وقلبِي ليَدور بيِنهُمَا شِجَار، أنتَصر عقلِي فِي البِدايَة بَأجَابة أنَنَي أحتَاج وقتَاً وأجَاب قلبِي الأن بِكلمَة واحِدة وصَفت لِي حَالة قلبِي البَائِس بعَد معَرفَة وجهَتِك بَأنَنِي أحِبُك، فعُد لِي سَالِماً ليِڤاي"
----------------
أنتهَى الفَصَل، رأيِكُم فيِه؟
-سَايِونَارا.
أنت تقرأ
لأنكَ معِي||ريِڤاميِكا
Romance-رِوائِيَة؛ ريِڤاميِكا. -أحِب مِن قَلبِك لِتَرى ثِمَار حُبِك.