𝟐𝟏

1.5K 149 82
                                    

أنهَى مَارتِن جُملتَه وخَرج ذاهِباً بِأتِجَاه مكتَب القَائِد كِي يُشَارِكَه أفكَاره المَدروسَة، تَوقف أَمام البَاب طَارقاً أيَاه فسُمِح لهُ بالدخَول فقَال بيِنمَا يُريِح جَسده عَلى الكُرسِي المُقابِل لليِودنَاردو.

"لَدي خُطة وأن أعتمَدنَاهَا سنَصمَن نصَرنَا بِنسبَة تفَوق الخمسَة وتسعيِن بالمِئة!"

"قُل مَا عِندك مَارتِن فَأنَا أثِق بِأفكَارِك"

"سنَوزِع قَواتِنَا عَلى ثَلاث منَاطِق وهِي أقصَى اليِميِن وأقصَى اليَسار وفَي الوسَط، مدفعيِتنَا ستَكون فِي الوسَط وسنضَع فِي المُقدِمة عِدة جَنُود لِكي يِرسَلوا لنَا إشَارة عِند أقتِراب العَدو وحيِنهَا نُطلق المِدفعيَة وهكَذا نكَون قَد تخَلصنَا مِن أول دُفعَة..."

" أكمِل.."

أكمَل مَارتِن بقيِة الخُطة المُتقنَة تَحت أنَظار ليِونَاردو الفَخورة الذِي قَال بيِنمَا ينَهض.

"أنتَ شخَص ذكَي ولدِيك تفكيِر أستِراتِجي وتكتيكِي مُبهِر، عِند عَودتنَا سَوف أقَوم بِترقيَتك لتكَون مُساعِدي الأول والمُراقِب بَدل ذَلك اللعيِن الخَائِن جَاستِن"

"شُكراً لِثقتِكَ بِي!"

قَالهَا مَارتِن بِأبتِسَامة وتَوجَه خَارجاً ليُخبِر الجميَع بالخُطة أمَا ميِكاسَا فكَانت فِي المشَفى وبيَنمَا هِي تقَوم بتَرتيَت العُدة سَمَعت حَديِث غيِر مُطمئِن دَار بيِن فتَاتيَن تهَامسَتا قَائِلتَان.

"هَل سيَعود الجُنود سَالميِن يَا تُرى؟؟"

"لا أعَلم شيَئاً سِوى أن العَدو قَوي وأن أنتهَى الأمَر بِخسَارة قَواتِنَا فسيَأخذَونهُم أسَرى لديِهُم"

"حسناً أغَلقِ هَذا المَوضَوع فَإن سمعَتنَا المُديِرة ستَغضب وستتَهِمُنَا بِمُحَاولة أفِزاع الأخَريِن!"

أنتهَى اليَوم وحَل الظَلام ليَبدء الجميَع بالعَودة لبيِوتِهم أمَا الجَنُود فتَأهبَوا للهَجوم فقَد وصَلتهُم الأشَارة المُتفَق عليِها للهَجوم فَأطلقَوا مَا بِأحشَاء مدفعيِتهم مُسقطيِن أول دُفعَة تقَدمَت مِنهُم.

لَم تكُن الرؤيَة جيِدة بالنِسبة لهُم فهُم يعتَمدون عَلى ضَوء القمَر وعِدة مصَابيِح صغيِرة، كَان ليِڤاي خَلف إحِدى الكُثبَان الرمليَة يقَنِصُ مَا يقَدِر عليِه مُسدداً بصَره وتَركيِزه نحَو هَدفَه فَلم يَشعر بِتَسلل أحَد جَنُود العَدو خَلفه الذَي هَم بِضربه فِي مُؤخِرة رأسِه بطَرف بُندقيَته الفَارغَة ليَأخَذ سِلاح ليِڤاي ويهُم بالمُغَادرة تَاركا ليِڤاي الذِي سَال الدَم مِن رأسِه لِحدة الضَربة فَأُغمِي عليِه.

وصَلت ميِكاسَا للمَنزِل لتتَحدث بَصوت عَال لتُعلم جَدتهَا بِمَجِيئهَا لكِن عَلى غيِر العَادة لَم تَرُد ليِزا فَذهبت ميِكاسَا لغُرفة المعيِشة لتَجد جَدتهَا تجَلس عَلى كُرسيِها الهَزاز أمَام المِدفَأة وإبَر الحيَاكة فِي يَدهَا رفِقة كُرتيِن مِن الصَوف فتَقدمَت مِنهَا ميِكاسَا وجَلست أمَامهَا قَائِلة بِمَرح.

"أتتَجَاهَليَننَي يَا ليَزا أم مَاذا.."

"لا ليِ-س الأمَر كَذلِ-ك"

"جَدتَي هَل أنتِ مُتعبَة؟، مَابِك تتحَدثيِن بِصعوبَة هَكذا؟"

"أشعُر بِأننِي سَأرحَل ميِكاسَا.."

فجَأة تبَدلت مَلامِحهَا للصَدمَة فتَحدثَت بِسُرعَة قَائِلة بيِنمَا تشُد عَلى يَد جَدتَهَا.

"أنتِ بخيَر مَا يِرام سنَذهَب للطبيِب وستعَوديِن كمَا كُنتِ.."

"أن عَاد مَايِكل أخبِريِه بِأننِي أُحِبُه"

"تَوقفِ!...سيَعود وستُخبريِه بِنفَسك جدتِي لقَد بَدأتِ تُخيِفيِنَنِي"

"ميِكاسَا أنتِ أجمَل مَا حَدث فِي حيَاتِي بِأسَرهَا لقَد كُنتِ صَديِقة وأبَنة وحفيِدة لِي، أنَا أُحبَك للغَاية، أنتِ غَاليِة وعَزيِزة وقريِبة إلى قلبِي كُونِ بخيِر دائِماً.."

أنهَت ليِزا جُملتهَا لتَمسَح عَلى خَد ميِكاسَا الذِي أصبَح مليِئ بِالشَلال الذِي بَدء يهَطِل مِن عيِنيِها بِتدفَق شَديِد فوضعَت ميِكاسَا رأسهَا فِي سَاقِي جَدتهَا وبَدأت تبَكِي بِحُرقَة قَائِلة بِألم.

"لا تبتعِدي عنِي أرجَوكِ، أنَا أحتَاجُك جَدتِي ليَزا أنَا أُحبُكِ ولا أستَطيِع العيَش بِدونكِ.."

رفعَت ميِكاسَا رأسهَا لَتُفَاجَئ بِليِزا مُغمَضة العيِنيَن سَاكِنة الحَركة فشَدتهَا ميِكاسَا فِي عنَاق وسَمحت لِنفَسهَا بالصُراخ والبُكاء عَلى رَوح جَدتهَا التِي لطَالمَا أحبتهَا وأحبَت مُجَالستهَا ووجَودهَا بِقُربهَا، لِماذا دائِماً القَدر يَسلب أشيَائهَا الجيِدة مِنهَا بِقسوة ليِجعلهَا تتَألم دائِماً ألِهَذه الدَرجة هِي سيِئة الحَظ!

فتَح ليِڤاي عيِنيِه بِسبب أصَوات المِدفعيِات والرصَاص الذِي يختَرق مسَامَعه فنهَض بِسُرعة وبِتشَوش فتَذكَر عِدة أشيَاء مِن بيِنهَا عَائِلتُه ومَنزِله الدافِئ وبالتَأكيِد تِلك الفتَاة التِي سَلبت قلبَه وعَقله فتحَدث بِهمَس بيِنمَا يبَحث عَن سِلاح يحتَمَي بِه.

"لَن أمَوت هُنَا سَأعَود كمَا وعَدتُكِ ميِكاسَا.."

----------------

أنتهَى الفَصَل، رأيِكُم فيِه؟

أسِفة لنَفسِي ولكُل شَخص كَان يِحب ليِزا:))

-سَايِونَارا.

لأنكَ معِي||ريِڤاميِكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن