ذَلِك الجَو الجميِل الَذِي تغيِبَت فيِه الشَمَس ليِستظِل النَاس بِظل غيِومَه، فصَل الشِتَاء قَد حَل ويَالَ سعَد الجميِع بِه فالجميِع رحَب بِه بِحُب وسعَادة.
الفِتيَة يِلعبون لُعبَة الشُرطِي واللِص بحمَاس ظَاهِر والفتيَات يِلعَبن بِالحبَل بِسعَادة يِرتَديَن فسَاتيِنهُن وتنَانيِرهُن وهِي كَذَلِك تفَعل فهِي ليِست إلا أبنَة ثمَانيَة سنَوات، تعَثرت بالحبِل فسقَطت عَلى الأرض مُخَلِفة جُرح بسيِط فِي رُكبتَها جعَلهَا تصَرُخ بِكَلِمَة أُمِي!!
أتَت المَرأة المنَشَودة فَور سمَاع صَوت أبنتِهَا فهُن يِلعبن بالقُرب مِن منَزِلهَا، خَرجت وهِي تَربِط مريِلة المطَبخ حَول خصَرهِا النحيِل بيِنمَا شعَرُها الأسَود الطويِل مَربَوط، وصَلت لِمستَوى أبَنتِهَا وأزاحَت بِضع خُصلات مُتنَاثِرة قَائِلة بِعتَاب لطيِف.
"لا بَأس عليِكِ يَا ميِكَاسَا، أُمكِ هُنَا"
"أُمِي لقَد جَرحَت رُكبتِي وهِي تُؤلمُنِي كثيِراً"
"لا تبَكِي يَا عزيَزتِي أنَهُ جُرح بسيِط سَأُعقِمُه وستَكونيِن بخيَر، عليِكِ أن تكَونِي أقَوى مِن ذَلِك"
"هَاا؟"
"عليِكِ أن تتحمَلِي بعَض الأمَور ليِس عليِكِ البُكَاء مِن أشيَاء يَسيِرة كهَذه حسَناً؟"
"أعِدُك بِأننَي سَأغَدو قويَة ولكِن أيِن الطعَام بطنِي أصبَحَت تُصَدِر أصَواتاً"
أنهَت جُملتهَا تِلك بِأبتِسَامة بَلهَاء فضحِكت أُمهَا بِخفَة ووعَدتهَا بِمُنَاداتِهَا فَور أن يَجهَز الطعَام بعَد ثَوانِ معَدودة تقَدمَت مِنهَا وعَقمت جُرحَها فعَادت هِي لصَديِقاتِهَا اللواتِي أتفَقن عَلى لِعب الغُميِضة فَوفقَت شريِطة أن تكَون هِي مَن ستبحَث عنهُن فبَدأن بَاللعَب بيِنمَا ذهَبت ميِكَاسَا وبَدأت تعُد فِي مكَان بعيِد عنهُن كِي تعُطيِهن فُرصَة للأختبَاء وبَدأت بالعَد.
"واحِد"
"أثنَان"
"ثَلاثَة"
"أربعَة"
"خمسَة"
"سِتَة"
"سبعَة"
"ثمَانيِة"
"تِسعَة"
"عشَ.."
لَم تُكمِل جُملتهَا لأن صَوتاً عَاليِاً داهَم أُذنيِهَا بقَوة وهَواء قَوي قَذفهَا بعيِداً كالريِشَة، فتحَت عيِنَاها لِتجَد المنَازل والحَدائِق قَد أصبَحت رمَاداً منثَورا، بِفَصِل خطَوات بسيِطة كَانت ستَغدو مِن هَذا الرمَاد لولا أختيَارها لهَذا المكَان، نهَضت بِسُرعة تجَاه منَزِلهَا الذِي تبَقى مِنهُ الأسمَنت المهَروس.
وجَدت يَد خَارج الأنقَاض فتَسعت عيِنَاها وذهَبت تِجَاهَها وأمسَكت بِهَا تتفحصهَا أذ بِهَا يَد والِدتَها تَرتَدِي خَاتم زَواجِهَا المَألوف لميِكاسَا الَتِي سمعِت قصَة شِرائِه مَلاييِن المَرات، بَدأت تصَرُخ بِحُرقَة وألم تُهاتِف مَن تحَت هَذه الأنقَاض عَلهَا تسَمعُهَا فتنهَض.
"أُمِي أرجَوكِ أنهَضِي ألم تُخبريِني قَبل قليِل بِأنك تُحضريِن الطعَام؟، أُمِي أرجَوك أنهَضِي أنَا لا شِيء بِدونَك أنَا لا شِيء أرجَوكِ أنهَضِي، أعِدُك بِأن لا أُعصِي لكِ أمراً، لَن أخَرُج وقَت الظهِيِرة، لَن العَب إلا بعَد أنهَا واجبِاتِي ولكِن أرجَوكِ أنهَضِي لا تترُكيِني وتذهَبِي!!"
لا أحَد يَسمع سَوى صَوت نيِاحهَا وبُكَائِهَا المُتَألم الجميِع هُنَا مَصدَومون مكَلومَون مُصَابَون ميِتون بِسبب غَدر العَدو بِهم الَذي قَذفهُم بِقُنبَلة مُدَمِرة بِدون أشعَار حَرب أو أشَارة أبِحَق السمَاء كَان هَذا هَو أتفَاق أخِر هُدنَه!!.
تقَدم رجَل مُصَاب مِنهَا قَائِلاً بِأسَى واضِح مِن نبَرة صَوتِه المُرتَجِفة.
"ميِكَاسَا تعَالِي لِنُغَادر أرجَوكِ.."
"عمِي أن أُمِي هُنَا بالأسفَل أرجَوكَ أنقِذهَا"
نكَس رأسَه للأسَفل قَائِلاً بِحُرقة بِأن أُم تِلك الصغيِرة تَوفَت هِي تعَلم جيِداً بِهَذا الأمَر ولكِنهَا غيِر مُصَدِقة هِي لا تُصَدِق بِأن صَديِقتُهَا وأمهَا ومُلهِمتهَا قَد غَادرت دُنيِاهَا وتَركتهَا، حمَلهَا الرَجُل بيِن يَديِه وغَدر بيِنمَا هِي خبَئت رأسهَا فِي كتِفه وأجهَشت بِالبُكَاء بِمَرارة لأنهَا تعَلم جَيِداً بِأن جَسد أُمهَا سكَن وتَوقفَت حركتُه وتَوقَف جَريَان الدَم بِشرايِينَه
----------------
أنتهَى الفَصِل، رأيِكُم فيِه، الفَصَل كُله طَاقَة سلبيِة سَوري أم رِيِلي سَوري:)).
مُلاحَظة بَسيِطة:
الفَصَل ذَا تَوضيِح لطَفولة ميِكاسَا عشَان يِتَوضَح مَاضيِهَا لكُم ومَا تصيِر لخبَطة بعَديِن🧡.-سَايِونَارا.
أنت تقرأ
لأنكَ معِي||ريِڤاميِكا
Romance-رِوائِيَة؛ ريِڤاميِكا. -أحِب مِن قَلبِك لِتَرى ثِمَار حُبِك.