جَو ضبَابِي مُغيِم والسَماء مُكتَسيِة بِلون رمَادِي كئيِب، أُنَاس يقِفون بِحُزن يَرتَدون الأسَود يَحمِلون أزهَار بيِضاء يقِفون أمَام حُفرة عميِقة ستَكون مسكَناً لتِلك المَرأة.
صَرخ مَارتِن بحمَاس وصَوت عَالٍ بيِنمَا عيِنَاه تُنَاظِر تِلك السَاحة التِي بَاتت شِبه خَاليِة.
"سننتصِر!!"
أخَرج مَارتِن قِطعة قُمَاش ذَات لَون أبيِض وربطَهَا حَول جبهتِه وقَذفَ أُخرى لليِڤاي قَائِلاً.
"أربِطهَا أيُهَا الأحمَق!"
"مَارتِن، ذَلِك الوغَد جَاستِن قَام بِمُهَاجمتِي!"
"لقَد تذكَرت!!"
"مَالذِي تذَكرتَه؟"
"قِصة طويِلة سَأرويِهَا لكَ لاحِقاً"
وصَلت ميِكاسَا لِمنزِلهَا الذِي بَات كئيِباً وتَوجهَت نحَو غُرفتِهَا وأرتَمَت فِي سريِرهَا وبَدأت عيِناهَا تَدمَع بِلا تَوقف حُزناً عَلى ليِزا التِي فَارقت دُنيَاهَا مسَاء البَارحَة.
جَلس جميِع الجَنُود عَلى الأرض والأبِتِسَامة تشَقُ وجهَهُم فهَذه المَرة أنتَصروا بِلا خسَائِر تُذكَر، أرتمَى مَارتِن عَلى الأرضيِة ونَظر للسمَاء صَارِخاً.
"لقَد أنتَصرنَا!!"
"هِي مَارتِن أسمعنِي مَالذِي كُنت تقَصِدُه هُنَاك؟"
"يَارجُل لقَد فقَدت ذَاكِرتك، وأيِضاً لقَد أتَضح لنَا أن جَاستِن هَو الخَائِن"
"أحقاً مَا تقَوله أم أنهَا إحَدى مزحَاتِك السَمِجة؟"
"لا الأمَر حقيِقي واذا أردت التَأكُد أسَأل ميِكاسَا عِندمَا تعَود"
"حتَى ميِكاسَا تعَلم؟"
"لقَد نفيَت معَرفتِك بِهَا نهَائِياً يَا رجُل، لقَد أنهَارت وبكَت كثيِراً ولكِننَي حِكت تمثيِليِة جيِدة ستشكُرنِي عليِهَا"
"مَاذا فعَلت؟"
"لقَد أخبَرتهَا بِأنكَ تَذكرتهَا وغَادرنَا عَلى هَذا الأسَاس"
"أهَذا جيِد أم سيء فَأنَا لا أفهَم شيِئاً"
"جيِد، لا تقلق"
نهَض كِلاهُمَا عَن الأرض وسَارا نحَو العَربَات التِي ستَقَلهُمَا للمُعسكَر حتَى ضَرب مَارتِن ليِڤاي فِي مُؤخِرة رأسِه بِقوة وركَض قَائِلاً.
" ألحَق بِي أن أستطعَت أيِهُا السُحلفَاة!!"
"سَأُريِكَ مَارتِن!!"
مَر اليَوم سَريَعاً ووصَل الجَنُود للمُعسكَر كِي يَرتَاحوا إلا ليِڤاي الذِي كَان يتَأهَب للذهَاب لمَنزِل محبَوبتِه، خَرج مَارتِن مِن الحمَام عَاري الصَدر يقَوم بِتجَفيَف شعَره قَائِلاً.
"لميِكاسَا؟"
"أجَل لقَد أشتقَت لهَا"
"غَداً سنَذهَب للأحتِفال لا تنسَى!"
"بالتَأكيِد"
كَان الصَمت يخيِم أرجَاء المَنزِل فمَايِكل مَازَال تحَت تَأثيِر الصَدمَة التِي تَلقَاهَا مِن ميِكاسَا فَور قَدومِه أمَا ميِكاسَا مَازالت فِي غُرفتِهَا حزيِنة مُنهكَة.
وصَل ليِڤاي لمَنزِل ميِكاسَا وقَذف الحجَر كعَادتِه فنهَضت ميِكاسَا مُسرعَة وتَوجهَت نحَو الأسفَل وأرتَمت فِي حضنَه ليِحتضِنهَا ليِڤاي بشَوق وقَلق عَلى حَالتِهَا التِي لَم يَسبَق أن رأهَا فيِهَا، فصَل العِناق ليتَأمل وجَهها الشَاحِب وأعيِنَاها المُتورمَة قَائِلاً بِقلق بيِنما يُمَرر يَده عَلى وجنتِهَا.
"مَاذا هُنالِك ميِكاسَا؟"
"لقَد تَوفيِت جَدتِي ليِڤاي!"
صُعق ليِڤاي بالخبَر ولكِنهُ شَد عَلى عِنَاقِه سَامِحاً لميِكاسَا بالبُكاء فيِه بِكُل أريَاحيَة حتَى خَرج والِد ميِكاسَا فقَال ليِڤاي بِأسَى.
" أسِف لخَسَارتِك سيِدي"
"ميِكاسَا أذهبِ لغُرفتِك"
قَالهَا مَايِكل بهَدوء فلبَت ميِكاسَا طلبَه بيِنمَا رحَب مَايِكل بليَڤاي للداخِل وجلسَا مُقابِل بعَضهمَا فقَال ليِڤاي لكِي يُريِح بَال القَابِع أمَامَه.
"سيِد مَايِكل أنَا لا أُريِد مِنك أن تحَسب بِأنِي شَاب لعَوب أو مَا شَابه، أنَا أُحِب أبنَتك وأريِد الأقتِران بِهَا وأنَا جَاد تمَاماً فِي مَا أفعَلهُ"
"لقَد أخبرتنِي ميِكاسَا مُسبقاً عَنكَ ليِڤاي"
"أنَا أعَلم حقاً بِأن الوقَت ليِس مُنَاسِباً ولكِننِي أُريِد خُطبَة أبنتِك"
"أنَا مَوافِق ولا مَانِع لدِي لكِن أمهِلنَا وقَتاً يَا بُنِي.."
أستَأذن ليِڤاي مِن والِد ميِكاسَا للمُغَادرة ولكِنه طَلب رؤيِة ميِكاسَا قبَل رحيِله فسَمح لهُ مَايِكل وأرشَده نحَو غُرفتِهَا فَودعهَا ورحَل أمِلاً فِي أن تنتهِي هَذه الأيَام السيِئة لتَحُل مكَانهَا أيَام مُشرقَة مليِئة بالخيِر والسعَادة.
----------------
أنتهَى الفَصَل، رأيِكُم فيِه؟
الفَصَل الجَاي هَو الفَصَل الأخيِر بالروايَة:((
-سَايِونَارا.
أنت تقرأ
لأنكَ معِي||ريِڤاميِكا
Romance-رِوائِيَة؛ ريِڤاميِكا. -أحِب مِن قَلبِك لِتَرى ثِمَار حُبِك.