الفَـصـَل التـاسـِع والعُشـرون| الأخـَر مِن جيـليـنا حَديـد

804 55 29
                                    

كنُت أشعُر برغَبة جامِحة لنقَـل هذا السـِر ولكنُه كانَ كَالمرَض اللانهائي
مُلازِمني حتَي المَوت ، ولنَ اتعافَي منهُ ابداً ..
متُ بالعَديد مِن المراتَ ، ومعَ كُل مرَة كنتُ أقَوم ببنِاء أمَل لأعيشِ عليهِ ولكني لمَ أكنُ أعلمَ اننِي انا منَ قتَل نفسهُ بنفسهُ ..
لا يأتِي المَوت مُتأخراً أعلمَ ، ولكنِ ماذا عنَ حياة تستيقِظ بهِا كُل يَوم لتنتظِر الساعَة التيَ ستمَوت بهِا ؟
يقَولون انَ الحياهَ كالحِلم ، والمَوت يوقظِنا
حياتِي كانتَ كابُوس ، والمَوت سيَوقظنيِ مِنها بفزَع دونَ رحمَة ..
جيـليـنا حَديـد
______________

"الصفـحَة الأوُليَ  ..
مُتعبَة انا ، كـورقِة شجَرةَ تشتاقَ للمطَر ! كلافتِة يتهاتَف الجمَيع عليهِا مِن علي بعُد ، يرونهَا جمَيلة و تحمِل الكثَير مِن الحُب والتفائُل ، ولكِن عندمِا تقترِب و تتأملهَا سترَي الخطُوط الدلةَ علي تفكيكِها ، تمزيقِها لأشلاء دونَ رحمَة ، ستعلمَ حينهـا انَ النظَر مِن علي بعُد يكَون أجمَل .. أجملَ بكِثيـر ..
يمَوت المرَء ، ويبقَي أسمهُ .. ولكِن ماذا سأفعَل بِأسماً كُلما أستمَع لهِ البعَض نفَر منهُ ..
كنُتُ مِن الأشخَاص التِي تبَحث في التفاصيـِل ، تسترِق النظَر بهِا وتحليلـها بدِقة شدِيدة .. ولكِن لمَ يفعلَ احَد معيَ ذلِك .. لمَ يبحثُو بينَ حروُف أسمِي علي مواصفاتَ تشَبهني انـا .. كـجـيليـنا ..
عشتُ لأعوامَاً كـ الصنمَ ، مُصممَة لهُم ، يشكلُوني بطريقتهُم ..
يرفَعونُي لأعليَ درجاتَ الحُب والرحَمة و ثُمَ يسقطُوني لسابِع ارضَ دونَ رحمَة وشفقَة !
لمَ أكنُ مِن هواهَ الكتِابة .. مِن الأساسَ لا اعرفِ كيفَ اكتِب بقلَم ويداً مرُتعشِة .. ولكـِن سأحاوِل ..
سأكتِب بكُل ما ستأتِيني مِن قوَُة لأفرِغ ما بداخِلي و لأنقِل سرِي الذي كتمتهُ لأعوام .. سأنقلهِ للصفُحَ فـهيَ أكثَر الأشياء تحمُلاً وانا علي يقيـن انها ستضُمني لهـا بصدراً رحِب متُحمِلة كتِابتِي السيئة و عبِاراتِي التَي ستسقَط عليهِا لتشعرُها بالقهَر والحُزن الذي يكمنُ بداخِلي حتَي أنُه قامَ بألغاءَ شخصيِتي .. ونسيتُ معنّي انَ يكُونَ المرَء سعيداً ..
اذا ستنَتهي رحِلتي في هذهِ الحياهَ معَ اخرِ فصَل مِن كتِابي لتمنيتُ وبشِدة انَ أقَوم بأنهاءُه اليـوم ..
جيـليٰنا حدَيـد .. شخصاً مِن الخاِرِج .. ومِن الداخِل فارِغ .. "

The detective | المُحقِّىِقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن