الفـَصـل الرابِع والعُشـرون|لازال البحَـث مُستَمــِر

698 45 37
                                    

قرأتُ يوماً لـِ جبرِان خّليـل جُبران " بينَ منَطوق لمَ يقُصَد ، ومقَصود لمَ ينُطقَ ، تَضيـع الَكثيـر مِن المَحبـة "
ألمَ تقَصُد قولَك ؟ أمَ عنيتُه حقاً ، أمَ كان بداخِلك شيئاً أخَر لمّ تَقصدُه كما تفعَل دائماً ..
لأننِي عِندما كُنت أقـول لكَ بأنني لنَ أعـود لكَ ابداً ، كان بداخِلي يتردَد قَـول أننِي مُستحيـلة مِن دونَك ..
_______

" كيَف حالَك ؟ " تحدَثتَ بصَوت مُرتعِش بينمـا أجلِس أمـام أبي ..

تبَدل حالهُ في يوماً واحِد لا أكثَر ، رؤيتـِه بذلِك الشكَل لمَ تكُن علي بالي يوماً .. 

" بخيـَر .. كيفَ حالِك أنتِ أبنَتي ؟ "

اردَف بهدوُء شَديـد وتعَتليه أبتسامـة بسَيطـة جعَلت مِن تجاعيد وجههُ بالظهـُور .

" لمَ أتي لنتحدَث عنّي .. بلَ عنكَ ابي "

يتظاهَر كُلاً مِنا بالجمُود والثبـات .. نظَر لي نظرَة حنان بسَيطة و قـال ..

" أنتِ تعلمَي أنكِ أولوياتي ، لذلِك لا يهُمِ الحدَيث عني بقَدر معرفِة كيَف يومَك يمُر "

ليتنَي أستمعّت لهذهِ الكلمِات الصادرِة مِن قلبَك مِن قبَل وليسّ الأن !

تسائلَت مُدعية الجمُود " مـا الذي تُريد معرِفتُه ابي ؟ "

" كيفَ يمُر يومكِ .. كيفَ حالِك بعدَ كُل ذلِك ؟ "

" يومَي لا يمُر .. وحالي ليسَ سئ ، لا يوجَد شعُور مِن الأصَل "

صمَتُ قليلاً ثُم حمحِمت و قُلت " بالنِسبة لزيـن فَـنحنُ أفترقنـا .. "

ظهرَت ملامـِح التعجَُب علي وجهـهُ وكأنُه ليسَ مَن طلَب منِي ذلِك ..

سأل " لمـِا ؟ "

سخرَت " فقَط ملََل ! "

عادَ الصمّت مرَة أخُري ، نظرَت بداخِل عينّ أبي ، هذهِ النظرّة أحيّت شعُور حاولِت قََتلُه ، قامَت بتنَبيه الدموُع وسمَحت لهـا بأختراق وجَنتي ، شديتُ علي فكَ أسناني أكثَر حتيَ شعرّت أنهـا ستتكسَر ، تتسارَع أنفاسي واحِدة تلِو الأخُري كلُ ذلِك كُنت أستطَيع تحملُه عدا هذهِ الدمِعة التي سقَطت مِن أبي ..

في هذهِ اللحظـة أقتربنـا أنـا وهوَ سريعاً لـِلعنِاق ، وكإنَ عُقولنـا تتحدَث سوياً ..

The detective | المُحقِّىِقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن