الفـَصــل العُـشــرون | عانِقـيـه لَعلـُه يـِتـَجـمـَع

928 55 67
                                    

كتِمانـَك لِلشئ يقتَلِكَ وأنتَ تعلمَ ذَلِك جيداً ، تَترِكهُ يَقتِلكَ بُِبطئ شَديـد وتشُاهدُه ببِرود أبطَئ وعنِدما يسألكَ لمِاذا تَتركِني ؟
تَقـول " البُطئ أحياناً يُعطي لا مُبالاه ، تمَهيد لِلأمَر قَبل حُدوثــِه .. وربُما يأتَي شيئاً عَظيماً ويُغيـر كُل ذلِك
ولكـِن أذا افصحَت عما بداخِلي ، لنَ يغُير شئ ولنَ يؤمِن أحَد بحُزني بقَدر حجَـمُه بداخِلي
فسأمـوت سريعاً ! "
_________________

كانـِت ليـلـة شِبـه مُثيـرة لمعَرفـِة شيئاً كهَذا ، ومُحبطِة أيضاً لـِلتفاجئُ بذلَِك ..

تقـَف بجانِبي أمـام البحَـر بعَدمـا طلَبت منِكَ ذلِك ولنَ أقـول أمرَتكَ فـأنـا علـى أتَم المَعرِفـة بأنـَك تكَره الأوامِر ، أفعَل ما تُريد حتَي في عَقلي !

يلسَع هَواء شتـِاء ديسمَبـِر وجَهي ووَجهـَك ، يمَحي حُزني وغضَبي مِنكَ ، و يمَحي ندمَك لعدَم قـَول شئ كهذا ، نفَثت سِجارتَك إلذي تعَُد كـَتوأمَ روحَك لا تستغَني عنَها ..

هَـل تعَلم لمِا أنـا حَزينـة ؟ ليسَ لعدَم معَرفتي بذَلـِك .. لأنَ وبِبساطـة لـِ رُبمـا كُنـت حزيـن في ليلـةً مـا ولمَ أكُن هنُاك لأضمُـَك وأمتَص حُزنَك بداخِلي ، لـمَ أتفوَه بكلِماتي لأمحو قلقَك وألمـَك .. لمَ يحَزني فضُولي زيـن ولا حتَي شعُوري بأننِي لستُ مهُمـِة لكَ لعدَم قَولكَ ذلِك ، وإنمـا حَزِنَت لأننِي لمَ أحمِل عنَك هذا ، لمَ نتشاركَ كمـا أعتدنا أن نفعَل ..

أقتربَـت مِنـَك بخَطوات هادئـِة ، قَلبي سَبقني لكَ .. أخذتَك بينَ عِناقي لأنِي أشعُر بتَبخُر كلِماتَك وتَعقيد لِسانَك ، سأعلَم بهُم مِن عِناقـَك !

تشبَثت بي سريعاً وكإنَك كُنت منُتظِر مني ذلِك ، لـَم أعُد أشعُر بلَسعِة الهـواء ولا البرَد القارِص ، ذاَبتَ الكلِمات بداخِلي عِندما تلامسَت أجسادنـا..

دفَسَت وجهَك في عُنقي وبدأت بالبُكاء ، لمَ أقُل شئ ، معَ كُل نفَس يخُرج مِنَك كُنت أتسابَق بضمَك أكثـَر ، وأنتَ تتشبَث أكثَر وكأننِي سأختفَي بينَ عِناقَك !

لـمَ نتفَوه بكِلمـة لمُدة طَويـلة كانِت كافيـة بطرَد كُل ما بدِاخلِنا مِن حُزن .. نظَرت في عيَني بهُدوء ثُم أستقرَت يَدي عِند ذقَنَك لأنُه ولـِ طالما كانِت هذه الحَركة تشَعرُكَ بالأمـان ..

أصبحَـت عسلِيتاك تلمَع أكثـَر ، يُزينهُما لـون أحمَر يسَير بينَ شرايـن عيَنـَك ، رموُشَك أبتلَت مِن كثَرِة دموعَك ، بلعَت ريقَك بهُدوء مِما جعَل ظهُور تُفاحِة أدمَ بشكَل أوضحَ ، ثُم مررَت بلسانَك علي شفتَيكِ دليلاً لحرجَك علي بُكائَك أمامي ، لطِالمـا كُنت رجَُل يقُدِس الكرامـة أكثـَر مِن كُل شئ .

The detective | المُحقِّىِقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن