الفصل الاول

76.3K 834 49
                                    

#ماسة_وشيطان

#لـــ_نرمين_نحمدالله

أنا ماسة!

لا أدري في الواقع من اختار لي هذا الاسم...

من الطبيعي أن يسمي الابن والداه...

لكن اللقيط من يسميه؟!!!!

نعم...

وجدتني"رحمة" مجرد "قطعة لحم حمراء" كما يقولون ملقاة جوار مسجد في حارتنا الصغيرة...

فاعتبرتني هدية القدر لها بعدما فرّ زوجها هارباً بابنها الوحيد مع زوجته الثانية إلي بلد عربي...

ليبعث إليها بورقة طلاقها بعدها بأيام!!!

رحمة -التي جعل لها القدر من اسمها نصيباً -ربتني كابنتها...

لكن عندما عاد ابنها الحقيقي كان عليها أن تختار بيننا....

خاصة بعد الحادث -المخزي-الذي تعرضتُ أنا له...

وبالطبع....اختارت ابنها...

لأجدني فجأة في وضعي الطبيعي الذي كان ينبغي أن أكون عليه من البداية...

مجرد لقيطة!!!

================================================== =================

وقفت في محطة القطار تنتظر وصول قطارها القادم...

تأملت تذكرتها في يدها بنظرة ساخرة مريرة...

إنها ليست مجرد تذكرة سفر...

لكنها وسيلتها للهرب من عالمها الذي عرفته طيلة عمرها....

لم تتصور أبداً ولو في أسوأ كوابيسها أن تخرج يوماً من حضن رحمة...

رحمة التي كانت لها الأم والصديقة والأخت....

والآن تجد نفسها محرومة من كل هذا!!!

لكنها مضطرة...

من أجل رحمة نفسها ...ستفعلها!!

سمعت صوت صافرة القطار فانقبض قلبها بشدة...

لتتحسس أناملها تلقائياً سلسلة صدرها الصغيرة المنقوش عليها اسمه...

عزيز...

"حب قلبها "الذي كان أروع من أن يكتمل في عالم كهذا...

و"خطيئتها" التي دفعتها للهرب رداً لمعروف رحمة التي تستحق تضحية كهذه...!!!

التفتت خلفها وكأنها تبحث عمن يودعها...

لكنها بالطبع لم تجد أحداً !

ماسة صارت وحدها في هذا العالم...

وحدها تماماً هذه المرة!!!

سارت بخطوات متثاقلة نحو القطار المتجه لإحدى مدن الجنوب البعيدة...

حيث اختارت الفرار ...

ماسة وشيطان   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن