_سر العلاقة المشبوهة بين ابن رجل الأعمال الشهير جاسم الصاوي ومحامية تكبره سناً ....
لم يكد يستوعب صدمته بالخبر السابق حتى تناول هاتفه بسرعة ليتصل برقمٍ ما وما إن أجابه حتى هتف بلهجة آمرة:
_جريدة (.....)الاليكترونية تسحب الخبر حالاً وتنشر تكذيباً واعتذاراً ....لقد تم نشره منذ ساعة واحدة فقط ....هددهم بإغلاق الجريدة كلها...وتابع هذا الأمر بنفسك.
ثم أردف بنفس النبرة الآمرة
_ولا أريد أن يصل الخبر لأبي.
قالها ثم أغلق الاتصال بعنف ليلتفت نحوها قائلاً بتوتر :
_لا تقلقي ...أنا كفيل بقطع هذه الألسنة.
لم يبدُ عليها أي رد فعل فقد كان بصرها شارداً في الفراغ وملامح الصدمة على وجهها...
فاقترب منها ليردف بحزم لم ينجح في إخفاء توتره هو الآخر:
_اطمئني ...الخبر لم يذكر أي تفاصيل عنكِ أنت.....سيمر الأمر كإشاعة وأعدكِ ألا يتكرر.
ظل وجهها على جموده بينما كان جسدها كله مشدوداً وأناملها ترتجف بقوة على حاسوبها...
فتصدع قلبه بشعوره الرهيب الآن بالذنب و العجز ليهتف بحدة فجرها انفعاله:
_جنة..ردي علىّ...لا تسكتي هكذا!!
التفتت إلىه أخيراً من شرودها لتهمس مصدومة :
_جنة؟!!!
ثم صمتت لحظة لتردف بعدها بنفس النبرة المشدوهة:
_أين جنة؟!! أنا؟!!!!
انعقد حاجباه بشدة وقد فقد كلماته فجأة...
عندما هبت هي من الفراش لتهتف بعدها بثورة عارمة:
_جنة الرشيدي التي أعرفها لن تكون مجرد إشاعة رخيصة...جنة الرشيدي لن تكون علاقة مشبوهة يتستر عليها صاحبها بنفوذه...جنة الرشيدي لن تعيش في ظل رجلٍ ينفق عليها من مالٍ حرام!!!
انتفض من الفراش هو الآخر ليقف قبالتها محيطاً كتفيها بذراعيه هاتفاً بانفعال :
_ومن أخبركِ أنني راضٍ عن هذا الوضع؟!!! لو كان الأمر بيدي لأخذتكِ الآن إلى والدي وواجهته بحقيقة زواجنا لكنني أخاف عليكِ أنتِ...جاسم الصاوي لا يعتبرني أكثر من مشروعٍ استثمر فيه عمره كله ...ولن يسمح لأحد أن يفسد مخططاته بشأني...ولا حتى أنا نفسي.
نفضت ذراعيه من على كتفيها بحدة فأردف بحدة أقوى:
_ومال أبي ليس حراماً...هو ليس لصاً ولا قاطع طريق...فلا تتماديْ في أحكامك.
اشتعل جسدها بثورتها وهي تصرخ بما هي مقتنعة به:
_ليته كان لصاً أو قاطع طريق ...ربما كان ضحاياه أقل...جاسم الصاوي لا يسرق شخصاً أو عائلة...بل يسرق وطناً بأكمله...هذا الشاليه الفخم وما حوله من الأراضي التي تتباهى أنت بها ليست حقك ولا حقه...هذا هو حق البلد الذي ينهبه بصفقاته المشبوهة...وأنت تساعده في هذا.
كز على أسنانه بغضب وهو يهتف مدافعاً:
_ابن الطبيب يكون طبيباً مثله...وابن العامل يكبر ليكون كأبيه...إذا كان كل رجلٍ يرث مهنة والده فما العجب في شأني أنا؟!!
هزت رأسها ولازالت تصرخ بثورتها :
_إذا كنت تريد إرث أبيك في سرقاته فلا شأن لي بك...أنت حرّ!!!
نفرت عروق جبهته بغضبه الذي يحاول السيطرة علىه لكنها لوحت بسبابته في وجهه صارخة بعنف:
_معك حق...ابن الشريف شريف...وابن اللص لصٌ مثله!!!
ارتفعت أنامله بحدة تقبض على كفها وهو يكز على أسنانه هامساً بنبرات مشتعلة:
_اسكتي الآن حتى لا تجبريني على فعلٍ أكرهه...أنا أقدر ثورتك فلا تستغلي صبري.
لكنها جذبت كفها من كفه لتعطيه ظهرها للحظات وهي تكتف ساعديها محاولةً التقاط أنفاسها مع انتفاضة جسدها المرتجف...
قبل أن تهمس بصوتٍ مبحوح من فرط صراخها السابق:
_دعني وحدي الآن.
أدار كتفيها إلىه وهو يهتف بانفعال صارم:
_لا...لم يعد لأحدنا أن يكون وحده بعد الآن...أنا وأنتِ صرنا كياناً واحداً شئتِ أم أبيتِ!!
تشنج جسدها تحت كفيه وقد اشتعلت عيناها بثورتها من جديد ...
عندما أردف هو بنفس النبرة الصارمة:
_أنا سأعرف كيف أخفيكِ عن عينيه كي أحميكِ من بطشه!!
هزت رأسها بانفعال وهي تخبط بقبضتها على صدرها هاتفةً بحدة:
_تخفيني؟!!!أنا أعرف رجلاً دافع عني بعمري كله....حماني بصدره العاري حتى آخر نفسٍ فيه...والآن تأتي أنت لتكون أقصى تضحياتك سجناً مظلماً بعيداً عن عيون أبيك!!!
وعند ذكرها ل"حسن" لم يستطع إخماد بركان غضبه الذي ثارت حممه كاملة في داخله ليجد نفسه يعتصر ذراعيها بقبضتيه وهو يهزها بعنف هاتفاً بلهجة أخافتها :
_لو ذكرتِه ثانيةً بيننا فسأكسر رقبتك...هل تفهمين؟!!!
قالها وهو يدفعها بقوة حتى سقطت على ظهرها على الفراش لتتأوه بألم...
لكنه غادر الغرفة بسرعة صافقاً بابها خلفه وهو يخشى أن يدفعه غضبه للتهور عليها أكثر...
قادته قدماه للشاطئ حيث كانا هنا منذ قليل...
ليبتسم بسخرية مريرة وهو يتذكر كيف تبدل الحال في لحظات!!
خلع قميصه ثم ألقاه جانباً ليتوجه إلى البحر محاولاً إفراغ شحنات غضبه في السباحة...
ورغم برودة الجو ساعتها لكنه لم يكن يشعر بشئٍ مع هذه النيران التي تحرق صدره...
كان يضرب الماء بذراعيه بقوة وهو يود لو يهدم كل هذه السدود التي يوقن الآن أنها تقف بينهما...!!!
هو يعلم أنها على حق...
هو في عينيها مجرد خطيئة سوداء في تاريخها ناصع البياض...
لكنه حقاً لا يعرف كيف يمكنه التصرف؟!!!
لو كان الأمر بهذه البساطة لذهب إلى والده وطلب منه أن ينفصل عنه بعمله مصرحاً له بزواجه منها!!!
لكنه يعرف أن جاسم الصاوي لا يقبل أن يأخذ منه أحدٌ شيئاً يملكه...
فكيف ب-ابنه- الذي يعدّه ليكون خليفته في امبراطوريته العظيمة؟!!!
جاسم الصاوي لن يكتفي بلومه أو حرمانه من ماله ...
بل سيكون عقابه أشد مما يتوقع ...
عقابٌ سينالها هي الأخرى وهذا الذي يثير كل خوفه....
فهو لن يحتمل أن يصيبها أدني سوء بسببه أو أن يُحرَم منها تحت أي ظرف!!!
لهذا كان من الأسلم لهما أن يبقيا علاقتهما مخفيّةً عن عيني والده...
ليس جبناً أو تخاذلاً منه...
لكنه إدراكه الحقيقي لشخص أبيه الذي لن يمرر فعلته على خير!
والمشكلة هي أن جنة لا تفهم هذا...
شخصيتها الثائرة بطبعها تأبى الهروب وتعشق المواجهة ولو كان فيها هلاكها...
لكنه لن يسمح لها بذلك...
لن يسمح لها أن تؤذي نفسها ولو أجبرها بكل الطرق!!!
حتى لو رأته جباناً متخاذلاً وليس بطلاً أسطورياً كحبيبها السابق!!!!
عند هذه النقطة ثارت نفسه أكثر ليعود أدراجه من جديدٍ إليها وهو يشعر رغم كل ما يملؤه من غضبٍ وثورة أنه حقاً...افتقدها!!!
وعلى سريرها كانت هي مستلقيةً على ظهرها ترمق السقف بشرود...
وقد انحسرت أمواج ثورتها مخلفةً وراءها شطآناً عاريةً من الحزن والألم...!!!
أغمضت عينيها بقوة تستجدي دموعها لعلها تريحها قليلاً لكنها عاندتها هي الأخري...
وكأن الجفاف الذي طال روحها وعقلها وقلبها قد وصل لعينيها أيضاً!!!
قلبها يكاد يذوب قلقاً على فهد الذي لا تعلم إلى أين غادر...وعقلها وكرامتها ينتفضان بالتحدي ضد ابن الصاوي...!
جزءٌ منها يشعر بالندم على إهانتها له...
أنت تقرأ
ماسة وشيطان
ChickLitأنا ماسة! لا أدري في الواقع من اختار لي هذا الاسم... من الطبيعي أن يسمي الابن والداه... لكن اللقيط من يسميه؟!!!! قصة منقولة للجميلة الكاتبة ❤نرمين نحمدالله❤