_أبي!!
هتف بها فهد بصدمة بينما اشتعلت عينا جاسم الصاوي بغضبه وهو يدفعه ليدخل مغلقاً الباب خلفه...
قبل أن يدور بعينيه في المكان ليتوقف بصره على حذاء نسائي جوار الباب...
فعاد ينظر إليه هاتفاً باستنكار غاضب:
_ألهذا غادرتَ الحفل خلسة؟!
ازدرد فهد ريقه بتوتر وقد تجمد تفكيره من المفاجأة...
عندما استمر هدير والده العاصف:
_ألن تكف عن حماقاتك؟!!ألن تتوقف عن تخييب أملي فيك؟!!حفلٌ يضم نخبة رجال البلد في المال والسياسة تتركه لأجل شهواتك الرخيصة؟!!
كز فهد على أسنانه وهو يدعو الله سراً أن تتمسك جنة بثباتها ولا تغادر مكانها في المطبخ الذي كان بابه -لحسن الحظ-مخفياً عن صالة المنزل...
لكنها ما كادت تتبين هوية الطارق حتى هرولت خفيةً إلى غرفتها المستترة نوعاً عن بقية الشقة لتدخل وتغلق الباب خلفها...
قبل أن تتوقف أمام مرآتها تنظر لجسدها شبه العاري في ثوبها القصير وهي تشعر بالصدمة !!!
هل هذه جنة؟!!!
تلك التي هربت كالعاهرات خوفاً من أن يراها جاسم الصاوي؟!!
تلك التي تتوارى في غرفة مستترة تداري جسدها المكشوف...وزواجها السريّ؟!!
وهي التي كانت تخرج في وضح النهار ترفع لافتات ضد الظلم والفساد؟!!!
أيُ حبٍ هذا الذي يشوه ملامحنا فلا نكاد نعرف صورتنا في مرايانا؟!!!
أيُ حب هذا الذي يغتال حمائم النور بداخلنا لينشر بدلاً منها وطاويط خوف سوداء ؟!!!
أي حب هذا الذي يهدم قصوراً من كبرياء ليبني مكانها قبوراً مظلمة من خزي وعار؟!!!
أي حبٍ هذا الذي ينتزع منا هويتنا فلا يكاد يبقي لنا سوى ذاكرة خاوية وشهادة ميلاد بلا اسم ولا وطن؟!!!
لا...هذا ليس بحب!!!
بل موتٌ مُقنّع خدعها سحر قناعه...والآن آن الأوان لينفك السحر!!!
نعم...الآن...الآن!!!
وبهذا التصميم بدلت ملابسها بأخرى ساترة...
وكأنها لا تستر جسدها فحسب...بل تستر كل ما تعرّى من سوءات ضعفها أمام هذا الحب اليائس!!!
ثم فتحت باب غرفتها بعنف لتتوجه بخطوات عازمة نحو جاسم الصاوي بالتحديد!!!
=======
قبض فهد أنامله بغضبٍ عندما رآها تتقدم نحوهما قبل أن يرمقها بنظرات مزجت رجاءها بغيظها وقد أدرك من نظراتها المشتعلة ما تنتوي فعله...
لكنها لم تكن تنظر إليه...
عيناها تعلقتا بعيني جاسم في تحدٍ سافر وهي تتجاوز فهد لتقف أمامه رافعةً رأسها بكبرياء لن تفرط فيه بعد!!!
وأمامها كان جاسم الصاوي يقرأ نظراتها بعينين خبيرتين...
هذه المرأة ليست عاهرة...
هذه اللمعة بعينيها هو يعرفها!!!
لمعة مقاتلة على وشك بدء معركة -هي تعرف قبل غيرها- أنها لن تكون هينة!!!
ومع هذا تطمح في الانتصار!!!
لهذا تمعن في ملامحها للحظات قبل أن تضيق عيناه وقد بدا أنه قد تذكر شيئاً....
ثم اشار نحوها بإصبعه قائلاً بتشكك:
_أنا رأيتكِ من قبل!!
حافظت جنة على صمتها مع نظراتها القوية المتحدية...عندما أردف وهو يهز رأسه بإدراك:
_جنة الرشيدي!!رجالي أحضروا لي صورتك مع ملف كامل عنكِ عندما تجرأتِ على رفع قضية ضدي!!
أنت تقرأ
ماسة وشيطان
Chick-Litأنا ماسة! لا أدري في الواقع من اختار لي هذا الاسم... من الطبيعي أن يسمي الابن والداه... لكن اللقيط من يسميه؟!!!! قصة منقولة للجميلة الكاتبة ❤نرمين نحمدالله❤