أفاقت من غيبوبتها لتجد نفسها ممددة على سرير وثير...
عقدت حاجبيها بدهشة تمتزج بتوجسها وهي تتلفت حولها حتى اصطدمت بنظرته المتفحصة ...
كان جالساً على كرسيه جوار سريرها يراقبها بنظراته الثاقبة....
فحاولت النهوض من رقدتها لكنها لم تستطع...
جسدها مستسلمٌ لإرهاقه خارج حدود سيطرتها...
فأغمضت عينيها بقوة وهي تسأله بثبات رغم ضعف نبرتها:
_ماذا حدث؟!
وصلها صوته الغاضب وهي مغمضة العينين يهتف بحدة:
_هل العناد في المرض أيضاً؟!! لماذا لم تخبريني أنك "مريضة سكر"؟!!!لماذا لم تتناولي طعاماً ولم تفكري حتى في طلب دوائك؟!!
طال صمتها للحظات أخرى فعلم أنها لن تجيبه على تساؤلاته...
عنادها هذا يثير جنونه...
لكنه يعجبه...
يعجبه حقاً!!!
فزفر أخيراً بقوة ثم سألها بتفحص:
_لماذا؟!هل خشيتِ مثلاً أن أتهمك بالكذب....أو...ربما... أصدقك فترين الشفقة في عيني؟!!
فتحت عينيها فجأة لتبتسم بسخرية هامسة بصوتها الضعيف:
_شفقة؟! عندك أنت يا ابن الصاوي؟!!!
فابتسم ساعتها ابتسامة حقيقية وهو يقول بخبث:
_الآن أستطيع الاطمئنان عليكِ...مادام لسانك الطويل هذا بخير فأنتِ أيضاً كذلك!!
أشاحت بوجهها للحظات...ثم سألته ببرود:
_أين نحن؟!
مال بجذعه للأمام وهو يقول ببرود مستفز:
_في شقتي!
التفتت إليه بحدة لتهمس بدهشة:
_هل هي نفس الشقة التي كنت تلتقي فيها برؤى؟!
شعر بالضيق عندما ذكرت أمر رؤى...
ربما لأنه تذكر فعلتها- السوداء -به والتي تركت أثرها على وجهه....
لكنه هز رأسه نفياً ليقول بابتسامة ساخرة:
_بالطبع لا...تلك الشقة ليست من مقامك...هذه شقة أخرى ...
ثم غمزها ليقول بوقاحة:
_للغاليات!
خفضت بصرها عنه وهي عاجزة عن مجاراته...
إنها متعبة حقاً...
جسدها كله يؤلمها...
لو كانت فقط تستطيع النهوض لصفعته علي وجهه...
لكنها فعلاً في أسوأ حالاتها...
خائفة؟!!!
لا...!!
أنت تقرأ
ماسة وشيطان
ChickLitأنا ماسة! لا أدري في الواقع من اختار لي هذا الاسم... من الطبيعي أن يسمي الابن والداه... لكن اللقيط من يسميه؟!!!! قصة منقولة للجميلة الكاتبة ❤نرمين نحمدالله❤