صعدت إلى غرفتها تكاد تعدو ...
أنفاسها هاربة من صدرها تجاهد للخروج...
وصلت غرفتها أخيراً لتتناول بخاخها...لعلها تهدئ خفقات قلبها المذعورة...
ماذا ستفعل الآن...؟!!!!!
لا حل أمامها سوى الاستعانة بعزيز....
لكن...
كيف ستورط عزيز مع رجل مثل عاصي...؟!!!
عاصي قد يؤذيه...
هي لا تأمن شره ومكره...!!!!
انهارت جالسة على سريرها...
وهي لازالت تفكر بحل...
نعم...السيدة حورية قد تنقذها من هذا الوضع عندما تعود...
هي بالتأكيد لن ترضى عن هذه الزيجة...
لكن...
السيدة حورية ضعيفة مقهورة مثلها....
هي لم تستطع إنقاذ نفسها من بطش عاصي...
فكيف ستنقذها هي؟!!!
رفعت رأسها للسماء في دعاء متضرع للحظات...
ثم تمددت على سريرها وهي تتحسس عنقها المخدوش بحسرة...
عاصي المجرم أحرق سلسلة عزيز....
الشيطان أهلك مصدر سلوتها الوحيدة في هذه الحياة...
سالت دموعها على خديها وهي تشعر بالقهر...
دعاء كانت محقة عندما حذرتها منه...
دعاء!!!!
انتفضت بسرعة عندما وردت على ذهنها لتتناول هاتفها...
اتصلت برقمها لترد عليها دعاء التي رحبت بها بشدة عندما تعرفت عليها...
شرحت لها ماسة الوضع بكلمات سريعة ...
ثم طلبت منها أن تدبر لها سيارة خاصة تنتظرها غداً لتهرب سراً من هذا المكان...
ولم تخيب دعاء ظنها فقد وعدتها بمساعدة سريعة !
أغلقت ماسة اتصالها معها وهي تشعر بنوع من الارتياح...
لعلها تنجح في الفرار من هذا الجحيم الذي وجدت نفسها فيه فجأة...
خاصة والسيدة حورية كما سمعت من الخدم ستصل غداً في الظهيرة...
وستستغل انشغالهم بها لتخرج من القصر دون أن يشعر أحد.
تنهدت في حرارة...
وهي تشعر بحاجتها لخواطر عزيز...
لشعورها بحبه الذي يهون عليها كل مصائبها في هذه الحياة..
حبه الذي يحتضن آلامها كلها ويهدهد روحها الكسيرة....
تناولت هاتفها لتقرأ آخر ما كتبه....
رائعةٌ أنتِ...
كنسمة صيفْ...
ساحرةٌ أنتِ...
كأعذب طيفْ...
قادرةٌ من كانت مثلكِ...
أن تقلب خارطة زماني..
لا أعرف كيف!!!!
لكنّ حبيبة أيامي...
لازالت تملك أزماني...
معجمَ ألفاظي وكلامي...
من أول حرف ...
ولآخر حرفْ!!!
ولذلك عذراً سيدتي...
ما عاد مكانٌ لنشيدكِ...
في قلبٍ ...
لن يتقنَ لسواها العزفْ!!!
كالطفل أقبّل صورتها...
أتنفس عطر براءتها...
حقاً...لن ينصفها وصفْ!!
ألتقط الريشة كي أرسم...
عينينْ وشفتين وأنفْ...
وضياءً يسكن جبهتها...
ويقيناً لا يعرف خوفْ...
وجهاً لا يحمل أصباغاً...
لا يعرف كذباً أو زيفْ...
تسرق عيناها أسراري...
تكتشف -يقيناً-أخباري...
فتنافس كل العرافين...
وقرّاء الكفّ!!
تغتال همومي ضحكتها...
وزهور النور بجبهتها...
فيذوب الحزن بهمستها...
بل يُدفَنُ في أعمق كهف!!!!
أذكرني إذ كنتُ غريباً...
يطرق أبواب مدينتها...
تخنقني الحيرة والأحزان ...
وطول الخوفْ!!
فتحت لي كل الأبواب...
عبرت أيامي كالطيف...
صنعتني بيديها رجلاً...
ملكاً...وهواها لي عرشْ!!
وتراصّت كل شموس الكون...
فدعتني...في أول صف!!!!
وأعادت تسجيل ميلادي...
منحَتْني اسماً وثياباً...
وطناً..
جنسية...
أصحاباً...
وفؤداً لا يعرف ضعفْ!!
فهواها لا يعرف زمناً...
قد كان...
ولا زال...
وسوفْ!!!!
أحتاج لعمرٍ يسعفني...
كي أعشق كل ملامحها...
وأعانق عذب جوارحها...
قفْ عندك يا عمري...قفْ!!!
كي أوفي لغرامي حقاً..
أحتاج لعمرين ونصفْ!!!
عفواً يا ساحرة الكون...
أعترف جمالكِ براقٌ...
حاد كالسيف!!!
وأنيقٌ جداً معطفكِ...
لكن ..لن أرفعه عنكِ...
مائدة عشائكِ تدعوني...
لكن...لست أنا ذا الضيفْ!!!!
تكفيني أحداثي معها...
لن أسمح في قصة عمري...
بإضافة فصلٍ أو حذفْ!!
فحبيبة أيامي أبداً...
لن تبلغ يوماً فتنتها...
واحدة مثلكِ أو ألفْ!!!!
وضعت كفها على شفتيها عندما انتهت من القراءة وهي تشعر بثقل صدرها يزداد...
هناك امرأة أخري تحوم حول عزيز!!!
لعلها العروس التي سمعت رحمة تحدثه عنها وتطلب منه أن يرضخ لرغبة أبيه ويتزوجها...
تأوهت بقوة وهي تشعر بمزيد من القهر يسحق ضلوعها بقسوة...
هل يفعلها عزيز؟!!!!
هل يحب غيرها يوما؟!!!
ربما لن يحب غيرها...
لكنه قد يتزوجها...
قد يرضخ في النهاية لرغبة والديه...
خاصة وقد ابتعدت هي عن حياته نهائياً ولم يعد لها أي اتصال به!!!!
هزت رأسها في عجز وهي تشعر بالضياع...
إنها حقاً لم تعد تعلم ماذا تريد...
ماذا يهمها الآن لو تزوج عزيز من غيرها أو لم يفعل...
أنت تقرأ
ماسة وشيطان
ChickLitأنا ماسة! لا أدري في الواقع من اختار لي هذا الاسم... من الطبيعي أن يسمي الابن والداه... لكن اللقيط من يسميه؟!!!! قصة منقولة للجميلة الكاتبة ❤نرمين نحمدالله❤