القطعة السابعة عشرة
************
دخلت عليها غرفتها لتجدها ممددة في فراشها تغطي وجهها بذراعها فتنهدت بحرارة لتجلس جوارها قائلة :
_إزيك يا داليا ؟! ممكن نتكلم شوية ؟!
_عايزة تديني محاضرة انتِ كمان ؟!
غمغمت بها داليا ببرود تعِس غريب على طبيعتها التي تعرفها ياسمين ...
والتي تأملتها بالكثير من الإشفاق !
رغم بداياتهما المشتعلة معاً لكنها تشعر أن داليا ليست أكثر من طفلة ترتدي ثوباً أكبر منها ...
طفلة افتقدت القدوة...أو -فلنقل- أساءت اختيارها في صورة بيللا الخادعة !
وعندما حلقت بجناحيها نحو ما ظنته نوراً كادت تحترق!
_لا ...مش هاتكلم معاكي خالص عن اللي فات...خللينا نتكلم في اللي جاي.
قالتها ياسمين وهي تزيح ذراعها عن وجهها ليصدمها شحوب ملامح داليا الواضح وعينيها الذابلتين من فرط البكاء...
والتي انتفضت الآن مكانها لتهتف بها بحدة :
_لو يامن اللي باعتك قولي له مالوش لازمة كل ده ...أنا أهه حسب أوامر سيادته محبوسة في أوضتي ومش هاخرج منها لحد ما أموت ...استريحتوا؟!
انتهت عبارتها بشهقة بكاء استسلمت له سريعاً ومشاهد تلك الليلة البشعة تعاود غزو مخيلتها ...
تأثير الكحول شتت ذهنها ليلتها فلم تسترد وعيها الكامل إلا في اليوم التالي لتصدمها بشاعة التفاصيل !
الظلام...مشاعل النار ...الخيام...صوت الموسيقا الصاخبة...
يد الرجل الغليظة تمتد لها بالكأس...
وابتسامة معتز الشيطانية وهو يغادر الخيمة ليتركها له !
كأنها مجرد عاهرة يسلمها بلا ثمن !!
ولولا الظروف لكان قد انتهكها بلا رحمة !!
"الظروف" أم "مروان"؟!
لا!
لن تعترف لذلك "القبيح" بفضل ...أي فضل!
ازدادت حدة بكائها وهي تشعر بأنها حقاً سيئة!
لم تشعر في حياتها أنها تكره نفسها كما الآن!
تلك الليلة استخرجت أسوأ ما فيها لتجد نفسها مجرد أمة لشيطانها...
بداية من خروجها مع معتز وانتهاء باتهامها البشع لمروان !
لقد أفسدت أنانيتها إنسانيتها!
وها هي ذي تفسد بوشاية صداقة عمر !
ضمتها ياسمين لصدرها وهي تربت على شعرها مدركة شعورها ...
أنت تقرأ
سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد الله
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة سينابون ... =========== ليس الحب أن ترجح كفتي في الميزان... الحب أن أكون أنا الميزان! ليس الحب أن يوافق شخصي مزاجك... الحب أن أكون أنا "مزاجك"! ليس الحب أن "تلمس" كفي، "تشم" عطري،"تسمع"صوتي،"تتذوق" أنوثتي،"ترى"فتنتي... بل...