القطعة الخامسة عشرة
==========
_مالك يا حبيبي ؟! بتسوق بسرعة كده ليه ؟!
سألته رانيا بقلق وهي تلاحظ اندفاعه المجنون في القيادة كما لم تعهده من قبل ...
لكنه كان يشعر باحتياجه الصارخ للعودة للمنزل...
كيف نسي إحضار هذه الأقراص "السحرية" معه؟!
تأثيرها الفعال في تسكين ألمه يدهشه حقاً ...
منذ أهداه إياها مساعده في المصنع وهو لا يكاد يستغني عنها .
_مصدع بس شوية وعايز آخد الدوا.
قالها بنفاد صبر نال من حلمه المعهود فرمقته بنظرة قلقة وهي تتشبث بمقعدها أكثر ...
تراقبه بعدم ارتياح وهي تراه يصل أخيراً فيوقف السيارة ليغادرها بخطوات مندفعة دون أن ينتظرها كما يفعل يوماً !
حاجباها ينعقدان بدهشة مرتابة لتغادر السيارة خلفه بخطوات متمهلة...
قلبها يشعر بأنه -كالعادة- يخفي عنها ما يسوؤها لكنها -كالعادة أيضاً- تجبن عن مطالبته بالبوح...
طالما بدا لها هذا العالم بحراً لا قبل لها بالخوض فيه ...
وحده أشرف هو "جدارها" الذي يحميها ...
هو أمانها ودعمها ...ليس لها فقط...للجميع!
ولو صدقت نفسها لأدركت أن هذا الجدار يوشك أن يتصدع من فرط ما صار يتحمله !
هل تسأله عما يشغله ؟!
سيخفي عنها كالعادة مكتفياً بابتسامة مطمئنة وعناق دافئ!
وحتى لو صارحها ...هي أوهن من أن تمنحه حلاً أو حتى دعماً...
شخصيتها المتواكلة لا تجيد سوى الاتكاء على عصيّ الآخرين!
تنهدت بعجز وهي تدخل البيت لتتردد قليلاً قبل أن تريح جسدها على الأريكة ...
شيئ من الفتور بدأ يتسرب لعلاقتهما المشتعلة...
هل يقتل الزواج الحب كما يزعمون؟!
أم هو فقط انشغال أشرف بعمله ومرض أمه ومسئولية شقيقته ؟!
الحل؟!
طفل!
أجل...هذا هو ما تفتق عنه ذهنها وقتها !
ربما فرحته بطفل تلهيه عن كل ما يؤرقه...
لاسيما لو كانت أنثى ومنحها اسم أمه الغالية...
ستكون فرحة لا تقدر بثمن !
أناملها تتحسس بطنها بأمل وهي ترفع رأسها للسماء فيما بدا كالدعاء ...
قبل أن تسمع صوت ضحكاته العالية يصلها من غرفتهما مع صوته يحدث أحدهم...
إذن فقد استعاد مزاجه الرائق!
أنت تقرأ
سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد الله
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة سينابون ... =========== ليس الحب أن ترجح كفتي في الميزان... الحب أن أكون أنا الميزان! ليس الحب أن يوافق شخصي مزاجك... الحب أن أكون أنا "مزاجك"! ليس الحب أن "تلمس" كفي، "تشم" عطري،"تسمع"صوتي،"تتذوق" أنوثتي،"ترى"فتنتي... بل...