القطعة التاسعة عشرة

14.5K 495 116
                                    

القطعة التاسعة عشرة

**********

_عايزين نوضب الأوضة دي ...يامن هييجي يعيش معانا.

قالتها نبيلة بنبرة عجيبة مزجت سعادتها بعودة ابنها لحضنها مع حزنها على حاله ...

نفس الشعور الذي وجد صداه في قلب كل من هانيا ورانيا اللتين كانتا تدركان معنى قبول يامن بالإقامة هنا أخيراً !

يامن الذي لم يفعلها يوماً ...

طالما استقل بحياته مقدماً له دعمه لكن دون أن يسمح لأحد بالاقتراب من منطقته الخاصة ...

رضوخه للبقاء هنا يعني ببساطة أنه لم يعد قادراً على الصمود وحده ..

حتى ولو ادعى أنه يفعلها لمؤازرتهن في أحداث حياتهن التي ساءت مؤخراً !

_هيبيع بيته الثاني؟!

سألتها رانيا بأسى متذكرةً ما أخبرتها به نبيلة منذ قليل والتي تنهدت بحرارة لتجيبها :

_قالهالي كده في وسط الكلام...وما رضيتش أضغط عليه في تفاصيل.

_عين العقل.

قالتها هانيا وهي تزيح بعض الأغراض من مكانها في الغرفة مردفةً:

_لازم يقطع على نفسه الطريق ده ...لازم يرمي ورا ظهره أي حاجة تفكره بيها ...قصتهم خلصت خلاص .

ترمقها رانيا بنظرة غير مقتنعة لتبتسم نبيلة ساخرة وهي تقترب منها قائلة بتعجب:

_انتِ مصدقة فعلاً على ياسمين الكلام اللي اتقال ده ؟!

_مصدقة واللا مش مصدقة الفضيحة دلوقت أمر واقع ...يامن هيرفع وشه في عين الناس إزاي ؟! وبعدين مااصدقش ليه ؟! ياما ناس اتخدعنا فيهم والزمن كشف حقيقتهم ؟!

قالتها بمرارة تقطر من بين حروفها وهي تتحدث عن مأساتها الخاصة ...

لتهز نبيلة رأسها قائلة بثقة :

_أنا بقا مش مصدقة على ياسمين الافترا ده ...بكرة يامن يعرف إنه ظلمها ...

ثم تنهدت لتردف بأسى حقيقي:

_بس ياريت وقتها ما يكونش فات الأوان .

ومن بعيد كانت داليا تسمع حديثهم بنظرات خاوية ...

تتحرك كالشبح وهي تشعر أنها ما عادت تكترث بأي شيئ أو أي أحد ...

كلهم منخرطون في مشاكلهم الخاصة وهي في سجنها الانفرادي هذا بلا أي هدف ولا غاية ...

يامن لا يحدثها منذ تلك الليلة مكتفياً بالسؤال عنها من بعيد مع توصياته بعدم خروجها من البيت ...

عقابها الذي اختاره لها كما تراه هي ...

وحيلته هو الأخيرة بعدما استنفد كل سبله معها فلم يعد لديه ما يحميها به من عنفوان طبيعتها التي لا يفهمها !

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن