(القطعة الرابعة)
*********
استيقظ على صوت منبهه صباحاً فابتسم وهو يقوم من فراشه ليمتع عينيه بهذا المنظر البديع للنيل والذي ظهر من خلف النافذة العريضة لغرفته حيث تسير بهم الباخرة الضخمة من أسوان إلى الأقصر ...
لقد رأى العديد من المظاهر الطبيعية في انجلترا وبعض الدول التي زارها على فترات متباعدة مع زوجته السابقة سيلين خلال عامي زواجهما ...لكنه لا ينكر أن مشهد النيل بشاطئيه هذا يقع في قلبه موقعاً لا يماثله سواه ...
ربما لأنه يرمز ل"العودة للجذور" !
هذا المعنى الذي افتقده طوال عمره حيث عاش في غربة عما يفترض أن يكون له الأساس والمنبع!
هو الذي حرم من أمه ...ومن قريته ...ثم من أبيه ...
ليعيش بعدها غربة لا تنتهي ختمها بغربة حقيقية في لندن قبل أن يتلقى صفعة القدر الأخيرة ليعود إلى وطنه محملاً بخيباته !
تنهد بحرارة وهو ينفض عنه غطاءه ليقوم من فراشه حيث ذهب ليغتسل ويؤدي صلاته ...
تناول هاتفه ليتصل بأمه كي يوقظها لكن محاولته باءت بالفشل بعد سهرها الطويل هي وداليا ليلة أمس ...
فخرج لتناول إفطاره في مطعم الفندق وحده ...
وهناك تسربت إلى أنفه رائحة "القرفة" من مكان ما ...
فارتسمت على شفتيه ابتسامة باهتة وصورةٌ بعينها تتجمع في ذاكرته...
"امرأة الفوضى"!
مطاردته المجهولة التي أثارت الشغب في وطنه الهادئ ...
وألقت حجر غموضها لتحرك مياه حياته الساكنة !
هنا تلفت حوله وهو يراهن نفسه على خاطر مجنون ...أنها هنا!!
ورغم عبثية الافتراض لكنه عاهد نفسه إن وجدها أن يمضي فيما ينتويه ...
امرأة مثلها بتألقها وذكائها ...واهتمامها الغريب بملاحقته ....هي ما يحتاجه هو تماماً الآن كي ينفذ "خطته"!
كان قد أنهى إفطاره فقام ليتوجه نحو سطح الباخرة ...
بضع خطواتٍ لم يزد عليها قبل أن يلمحها هناك واقفةً تستند بذراعيها على ذاك السياج ...
ورغم أنها كانت تعطيه ظهرها لكنه تعرف إلى قامتها القصيرة المميزة ،وأناقتها البسيطة التي صار يميز تفاصيلها بعشقها الواضح للألوان.
اتسعت عيناه وهو يقترب بخطواته أكثر يتنازعه شعوران ...
أحدهما ب-الرضا- عن اهتمام واحدة مثلها به وهو ما يعزز غروره الذكوري بشدة ...
والآخر ب-الضيق- المبهم الطبيعي من سبب ما تفعله !
كان الآن يقف خلفها تماماً فتحرك خطوة ليجاورها قبل أن يقول دون أي مقدمات:
أنت تقرأ
سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد الله
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة سينابون ... =========== ليس الحب أن ترجح كفتي في الميزان... الحب أن أكون أنا الميزان! ليس الحب أن يوافق شخصي مزاجك... الحب أن أكون أنا "مزاجك"! ليس الحب أن "تلمس" كفي، "تشم" عطري،"تسمع"صوتي،"تتذوق" أنوثتي،"ترى"فتنتي... بل...