القطعة الرابعة عشرة

21.7K 500 64
                                    

القطعة الرابعة عشرة

=====

عيناها تتسعان بارتياع مع مرآها لدمه الذي يغطي ثيابها ...

قبل أن تتمالك نفسها لتدرك أن الجرح هناك في أعلى ذراعه .

نبضات قلبها تتسارع بجنون بينما تراه يكتم ألمه وهو يتفحصها بعينيه متسائلاً بلهفة قلقة :

_انتِ كويسة ؟!

فارتجفت شفتاها للحظات وهي تشعر برغبة عارمة في البكاء بين ذراعيه لكن طبيعتها الخاصة جعلت ملامحها تتجمد رغم انتفاض جسدها وهي تبعده عنها لتسنده برفق على ظهر كرسيه متحاشية نظراته ...

هو الذي تناول هاتفه بسرعة بكفه السليم قبل أن تسمعه يجري اتصالاً مع أحدهم يخبره عن الأمر ويطلب منه سرعة الحضور بنجدة...

فضولها يحشوها بالكثير من الأسئلة لكن قلقها عليه كان أكبر ...

خوفها من فقده كان أكبر ...

وإحساسها الطاغي أنه لم يفكر للحظة وهو يفتديها بجسده كان أكبر وأكبر!!

لكن هذه الصدمات المتتالية التي اجتاحتها في وقت قليل كانت تجعلها كالمغيبة التي تتحرك بآلية ...

تعدو وتعدو ...لأنها تدرك أنها لو توقفت فستقع!!

تتفحص الجرح بخبرتها المحدودة مدركة أنه يكتم عنها تأوهات ألمه قبل أن تمد أناملها نحو وشاح رأسها تهم بخلعه قبل أن يمنعها هو بذراعه السليم :

_بتعملي إيه ؟!

بنبرة جامدة عملية بعيدة تماماً عن انهيارها الداخلي تجيبه بأنفاس لاهثة :

_هاحاول أوقف النزيف لحد ما الإسعاف ييجي .

لكنه يهتف بها بصرامة وهو يكز على أسنانه من فرط الألم :

_سيبي طرحتك وخدي القميص بتاعي ...انتِ مش هاتفضلي معايا أصلاً لحد ما ييجوا .

لم تنتبه للشطر الثاني من عبارته وهي تخلع عنه قميصه بحرص لتنفلت منه آهة متوجعة فلقت قلبها لكنها تماسكت بقوة تحسد عليها وهي تمزقه بعنف لتحيط به جرح ذراعه محاولة إيقاف نزف ذراعه ...

ولم تكد تنتهي مما تفعله حتى فوجئت به يعيد تشغيل السيارة بذراعه السليم لينطلق بها تحت هتافها المندهش:

_هتسوق إزاي كده ؟!

لكنه لا يجيبها ومزيج الألم مع الغضب الهادر يغشي ملامحه لبضع دقائق ...

الغضب من نفسه ومما حدث !!

هو استهان مؤخراً بالخروج مع حراسته خاصةً فيما يتعلق بشأن خروجه معها هي!

هل هو خوفه على نفسه أن تنكشف علاقتهما فيتسرب الخبر ؟!

أم هو خوفه عليها هي أن ينال هذا الأمر من سمعتها ؟!!

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن