القطعة الثامنة

19K 575 94
                                    

القطعة الثامنة

***********

_أول مرة أشوفك بتاكلي كتير كده !

هتف بها هيثم بدهشة وهو يجلس معها في أحد المطاعم حيث فاجأته برغبتها في تناول الغداء معه بعيداً عن الجامعة ...

كانت ترتدي سروالاً أبيضا شديد الضيق مع قميص وردي ملفت فتحت أول وثاني أزراره بينما تركت شعرها دون حجاب كعهدها عند اطمئنانها لعدم وجود يامن ...

فبدت ملفتة جداً خاصة مع فتنتها الطبيعية التي جذبت لهما أنظار رواد المطعم عندما تعمدت إمالة رأسها بدلال لتجيبه:

_جرى إيه يا روميو ؟! هتعد عليّ الأكل من دلوقت ...امال لو وافقت واتجوزنا هتعمل إيه؟!

_ماتهزريش في الموضوع ده يا داليا ...مابحبش تستخفي بمشاعري كده .

قالها بضيق حقيقي وهو يشيح بوجهه متوقعاً منها محاولة جديدة لمشاكسته ...

لكنه فوجئ بصمتها التام بعدها ليلتفت نحوها فيجدها مطرقة برأسها بذاك المظهر البائس الذي يستنفر عاطفته نحوها....

زفر بقوة ليميل على المائدة قائلاً :

_احكي يا آخرة صبري ...مالك ؟!

لكنها ظلت مطرقة برأسها فأردف بنبرة أكثر رفقاً:

_أنا عارف إنك بتفشي غلك في الأكل ...وإنك خارجة

باللبس "الأوفر" ده النهارده عشان تغطي على حاجة معينة مزعلاكِ ...قولي بقا ...

ثم خبط ساعدها بكشكول محاضراتها ليستطرد :

_اتكلمي بقا هتلاقي حد غيري يستحمل رغيك ؟!

رفعت إليه عينيها أخيراً بابتسامة شاحبة ثم أزاحت طبقها بعيداً لتقول بنبرة بائسة:

_مخنوقة قوي يا هيثم ...من ساعة يامن ما اتجوز وأنا حاسة إن فيه حاجة غلط .

فهز رأسه ليقول مستنكراً:

_ياشيخة أنا قلت هتبقي مبسوطة إن الكتمة هتخف شوية لما ينشغل عنكم بمراته .

لكنها أشاحت بوجهها لتكمل اعترافها :

_بالعكس...أنا حاسة إنه "اتاخد" مني ...زي ماما وبابا الله يرحمهم...

ثم عادت إليه بملامح متنمرة لتردف بغيظ:

_معرفش البتاعة اللي اتجوزها دي فيها إيه عشان تعجبه كده .

فضحك ليجيبها مطيباً خاطرها:

_ولا فيها أي حاجة ...عادية جداً ...دي شبه لعب الأطفال.

هنا عقدت حاجبيها بشك لتسأله :

_وانت عرفت شكلها منين ؟!

حك رأسه بحرج للحظة ثم تنحنح ليجيبها :

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن