(القطعة الثانية)

30K 659 86
                                    

(القطعة الثانية)

===========

**قبل عام من الأحداث السابقة **

***************

كان يجلس على مكتبه في غرفة الكشف الخاصة به في عيادته انتظاراً للزائر القادم...

وما إن علم من مساعدته أنها طفلة حتى استخرج من درج مكتبه ذاك القناع الملون برسومه الطفولية -والذي لا يظهر منه سوى عينيه- ليضعه على وجهه ..

طريقة لطيفة تعلمها هناك في انجلترا لإزالة الخوف المعتاد لدى الصغار من طبيب الأسنان.

أجل ...هو كان شديد التفاني في عمله خاصة أن عيادته هنا حديثة الإنشاء ويحتاج لبناء سمعة جيدة لها بعد عودته الوشيكة من لندن...

والتي لم يتجاوز عهدها بضعة أشهر بعد عامين كاملين قضاهما هناك .

فُتح الباب لتدخل منه الصغيرة التي ملأت ضحكاتها المكان فور رؤيته بقناعه المرح ومعها امرأة لم يتبين ملامحها كعهده ...

فآخر ما يلفت نظره في هذا العالم....النساء!

ربما يكون هذا غريباً على رجل بوسامته وشخصيته الجاذبة...

لكنه كان مناسباً لماضيه على أي حال!

جلست الصغيرة على الكرسي الخاص بالكشف وهي تضع كفيها على شفتيها لتداري ضحكاتها فابتسم وهو يسألها بلطف:

_الحلوة بتشتكي من إيه؟!

_ضرس مسوس...ورافضة تخلعه...ومامتها قلبها خفيف مش قادرة عليها.

والإجابة جاءته من المرأة التي اصطحبتها والتي لم تزد في عينيه عن فتاة مراهقة ...

فنظر إليها ليقول بلهجة مهذبة:

_حضرتك تقربيلها إيه؟!

_أنا جارتهم .

قالتها باقتضاب فأومأ برأسه بلا معنى قبل أن يقوم من مكانه ليجلس على كرسيه جوار الصغيرة كي يبدأ عمله الذي أداه كما ينبغي...

صحيح أن الصغيرة كانت مزعجة -نوعاً - لكنه عرف كيف يحتوي دلالها بحزمه تارة وبحنانه تارة أخرى ...

تماماً كما يفعل مع بنات خالته منذ سنوات مارس فيها دور الأخ بجدارة ...

سواء كان قريباً هنا معهن أو بعيداً في انجلترا !

_خلاص يا بطلة...وادي يا ستي الضرس المتعب...قوليله "باي باي"...واستعدي لاستقبال الضرس الجديد .

قالها بمرح وهو يرفع الضرس المخلوع أمام عيني الصغيرة الدامعتين والتي ابتسمت رغم ألمها قبل أن تشيح بوجهها قائلة:

_ماما؟!

فجذبتها الفتاة من كفها لتوقفها برفق ثم قبلت جبينها لتقول لها برقة:

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن