القطعة الثانية عشرة

26.7K 572 144
                                    

القطعة الثانية عشرة

=======

"سينابون"!!

حقاً ...هكذا نحن ...مزيج من مذاق القرفة اللاذع و"الصوص" الحلو ...

والعجين المتخمر بماء الماضي!

========

تخطو ياقوت داخل الحديقة بقدمين مرتجفتين من فرط تأثرها بجمال المكان ...

رائد لم يبنِ لهمسة بيتاً بل صنع لها عالماً بأكمله هنا !!

الحديقة الواسعة ...الكوخ المستدير بنوافذه المزينة بالزهور ...

المبنى ذو الطابقين بالغ الأناقة والرقة ...

المسبح الواسع ...

وما هذا أيضاً ؟!

غرفة للألعاب مفتوحة السقف !!

_همسة طول عمرها بتحب المراجيح ...لعبة الميزان دي عندها عشق ياما لعبناها سوا زمان ...والزحليقة ...والعُقلة دي ...كنت بفهمها زمان تلعبها كتير عشان تطوَل !

قالها رائد بنبرته ذات الشجن التي امتزجت ببعض المرح في عبارته الأخيرة وهو يلاحظ دهشة ياقوت لغرفة الألعاب ...

فالتفتت نحوه لتقول بابتسامتها الطيبة :

_ياريت لكل مريض عندي ألاقي حد بيحبه زيك كده ...هيسهل مهمتي كتير .

فتنهد بحرارة ليطرق برأسه وهو يسير جوارها متجهيْن نحو كوخ همسة قائلاً :

_ماتتصوريش فرحتي لما لقيتني بتكلم وهي بتسمعني عادي ...حسيت وقتها إن قلبي هيقف ...حسيت إني ممكن أرجع أسامح نفسي ع اللي عملته زمان ...بس لما رجِعت تصرخ أول ما شافتني ...

قطع عبارته دون أن يكملها بقنوط تفهمته هي لتقول بنبرتها المهنية :

_من ناحيتي بعتبر ده تطور ممتاز ...مش أي حالة زي حالتها هتوصلله ...انت عملت في كام يوم اللي ما قدروش يعملوه في كام سنة ...همسة كانت فعلاً محتاجاك .

فارتسمت على شفتيه ابتسامة تقدير وهو يلاحظ تواضعها الذي منعها نسب أي فضل لنفسها ...ليقول بامتنان وافر:

_تعرفي ؟! أول مرة شفتك فيها سألت نفسي يا ترى هتكوني نعمة العيلة دي واللا نقمتها ؟!

رفعت حاجبيها بترقب تنتظر تكملة عبارته ليجيبها باحترام حقيقي:

_وكل يوم بلاقي الإجابة أوضح ...مش بس تأثيرك على همسة...لكن كمان كنتِ سبب إني أتجرأ وأقف قصاد زين ...بالمناسبة ...هو عامل إيه معاكي؟!

_عمله اسود !

هتفت بها "العفريتة الساخطة" بداخلها لتترجم هي العبارة بما يليق:

_مفيش جديد ...ماتشغلش بالك أنا هاتصرف ...

ثم تصنعت الانبهار لتغير الموضوع بقولها :

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن