الفصل الثامن عشر

21.2K 549 159
                                    

القطعة الثامنة عشرة

======

_غادة !

تهتف بها إيناس بلهفة وسط دموعها وهي تلتقي بالأخيرة في مبنى النيابة لتعانقها بقوة وجسدها ينتفض ببكائها ..

فيما بدت غادة متماسكة تماماً وهي ترفع رأسها نحوهم ..

علاء بنظراته الحنون المحتوية ..

هانيا بنظراتها ذات الحمية ..

رامز بنظراته الداعمة ..

إسلام بنظراته المشفقة والذي لم يتركهم لحظة منذ سمع الخبر ..

وأخيراً سيف الذي بدت نظراته مزيجاً من هذا كله ..

وإن اتشحت كعادتها بخليط "الذنب والحب"!!

_اتكلمي يا غادة ..قولي الحقيقة كلها ..قولي اللي كان بيحصل من زمان وافضحيه قدام الدنيا كلها.. مادام البجح بيتهمك إنك زقيتيه عشان ظبطك بتسرقي فلوسه !

تهتف بها هانيا بحميتها المعهودة وبسخط له ما يبرره بعد الأحداث الأخيرة ..

فالرجل الذي أثرت به السقطة لتصيبه بشلل في أطرافه لم يعتبر بما كان ..بل وجدها فرصته للانتقام منها واتهامها زوراً ..

_ما تخافيش يا بنتي ..احنا وكّلنا محامي كبير وربنا أكبر من الكل .

يقولها علاء بنبرة متهدجة وقد بدت ملامح الهرم على وجهه فجأة فلم يكن مصابه بها هي بالذات سهلاً وقد اعتبرها حقاً ابنته ..

_المشكلة إن مفيش دليل على كلامك ..مفيش أي دليل ..كلمتك قصاد كلمته ومفيش حاجة ملموسة نثبت بيها اللي حصل ..خصوصاً إن والدتك ..الله يرحمها ..

قطع إسلام حديثه بعجز وهو يهز رأسه محاولاً العثور على مخرج ..

لكن ابتسامة غادة الواثقة قابلت كل عباراتهم بقوة مستحدثة لا تدعيها ..

قوة ناسبت قولها بعدها وأناملها تداعب "دبلة أحمد" في إصبعها بحركتها المعهودة التي عادت تشعر بحاجتها إليها الآن :

_أنا مش خايفة ..أنا عملت اللي كان المفروض أعمله من زمان ..وأي نتيجة هاقبلها مهما كان الوضع ..

تقولها وهي تتذكر بيت المكعبات القديم ..

رائحة الفراولة الخانقة ..

الأرنب المذعور الذي ربته في صدرها عمراً ..

لكن كل لم يعد له وجود !!

هي قهرت عقدتها القديمة والحادث الأخير خير برهان ..

لكن نبرتها ارتجفت نوعاً وهي تطرق برأسها لتخونها دموعها باستطرادها :

_أنا بس صعبان عليا الست اللي ماتت بقهرتها وهي شايفة المنظر ده قدام عينيها .

تبادلوا جميعاً نظرات مفعمة الانفعالات وهم يدركون صعوبة الموقف الذي عاشته ..

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن