القطعة الرابعة عشرة

19.2K 563 53
                                    

القطعة الرابعة عشرة

=======

_حمداً لله على السلامة يا عريس؟!

قالها مساعده في الشركة وهو يدخل عليه مكتبه فقام له أشرف مصافحاً بحرارة وهو يشعر بود حقيقي نحو الرجل الذي يتولى أمور المصنع منذ عهد أبيه ...

ليقول بعدها ببعض الضيق :

_الله يسلمك يا عمي...طمني...عرفت توصل لحاجة ؟!

جلس الرجل مكانه مصطنعاً الأسف مع قوله :

_ولا أي حاجة يا أشرف ياابني...ده حتى المصنع عامل أرباح ممتازة الشهر اللي فات ..والطلبيات وصلت في معادها من غير أي مشاكل...أنا مش قادر أحط إيدي على غلطة.

زفر أشرف بقوة ليجلس بدوره مغمغماً بعجز:

_أنا بفكر أبيع المصنع.

_تبيع المصنع؟! شقا أبوك الله يرحمه؟!

قالها الرجل باستنكار مصطنع ليجيبه بنفس النبرة العاجزة:

_ما انا مش قادر أعمل حاجة...ولا عارف أتصرف لوحدي .

ضيق الرجل عينيه وهو يسأله بحذر متفحصاً ملامحه:

_بتفكر تبلغ البوليس؟!

_هابلغ البوليس إزاي من غير دليل؟! هتبقى شوشرة على المصنع

وخلاص...حتى سيدة اللي كان ممكن تشهد معايا اتقتلت والقضية اتظبطت إنها بغرض السرقة...مش عارف أعمل إيه...بجد مش عارف...

قالها أشرف بقنوط وهو يخفي وجهه بين كفيه ليردف بنبرة أكثر يأساً:

_أنا حتى ماعدتش قادر أركز في أي حاجة...خايف على أمي...على أختي ...على مراتي...ماعدتش بنام يا عمي.

_شكلك فعلاً مرهق جداً.

قالها الرجل متصنعاً الإشفاق ليرفع أشرف كفيه عن وجهه قائلاً بتجهم:

_أنا حاجز عند دكتور النهارده يشوف لي موضوع الصداع اللي ما بيخفش ده.

التمعت عينا الرجل بدهاء والفكرة تبزغ في ذهنه براقة شيطانية...

يقولون إن "طباخ السم يتذوقه"!

فليتذوق صاحب المصنع إذن مذاق ما يطبخونه هم!!

ربما تكون هذه هي الوسيلة الوحيدة لإسكاته كي لا يفسد صفقة عمرهم الأخيرة...

لهذا أتقن رسم قناع حنانه على وجهه وهو يقول له :

_دكتور إيه وبتاع إيه؟! بيهولوا الأمور على الفاضي...أنا عندي دوا أمريكي مستورد ابني بيجيبهولي من بره مخصوص ...ممتاز ياابني...هاجيبلك منه علبة جربه...وربنا هو الشافي!

=======

_إيه اللي بينك وبين مراتك يا رامز؟!

سألته والدته بقلق صباحاً وهي ترى تدهور حاله وصمته الذي يصر عليه منذ غادرت هي البيت ...

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن