القطعة الرابعة والعشرون

24.8K 590 179
                                    

القطعة الرابعة والعشرون

=======

على جبينكِ -دلوعتي- وجدت معجزتي !

تفتحين عينيك.. فتشرق للكون شمسان غير شمسه ..

تتبسمين ..فيولد بين شفتيك ألف فجر ..

تتكلمين.. فتنثرين الحروف سحراً للغواية ..

فأي تحية صباح ترضيكِ ؟!

صباح الخير؟! ..وأنتِ للصبح خيره !

صباح الحب؟ !..وأنتِ للحب صبحه !

لا صباح يليق بكِ إلا صباحك ..

فلا صباح خير ولا صباح حب ..بل صباحكِ "أنتِ"!

تتنهد بهيام وهي تعيد قراءة رسالته الصباحية التي تركها لها من حساب "العاشق المجهول" قبل أن تقبل شاشة هاتفها لتغادر فراشها ..

تعلم أنه لم يغادر للعيادة بعد فلاتزال حاجياته الضرورية هنا ..

تتفقده في الشقة لترى باب الغرفة الصغيرة التي يعدونها لأطفالهما في المستقبل مفتوحاً ..

تتحرك بخطوات حذرة نحو هناك قبل أن تتسع عيناها بانبهار وهي تميز الصورة الكبيرة للفتاة على الحائط ..

بشعرها النحاسي ..وقوسها الذي تمسكه بين ذراعيها ..

مع هذه النظرة المتمردة في عينيها ..

صورة "ميريدا"!

وأمامها كان هو ينهي آخر خطوط فرشاته وقد جلس على ركبتيه ولم يكد يشعر بها حتى التفت نحوها لينهض واقفاً ..

ثم يلقي ما بيده جانباً ليفتح لها ذراعيه ..

فتندفع نحوه لتتعلق بذراعيها في عنقه هاتفة :

_إيه ...

فتذوب بقية حروفها بين شفتيه قبل أن يرفع إليها عينين عاتبتين بمرح:

_قلنا أول ما نصحى نعمل إيه ؟!

فتبتسم بدلال وهي تغرق وجهه بقبلاتها السريعة ثم تعود ببصرها نحو الرسم على الحائط لتهتف بانبهار:

_عملتها إزاي دي؟! معقول رسمتها ؟!

_لا مش للدرجة دي ..دي رسمة جاهزة أبيض وأسود بس أنا درت عليها بالألوان .

يقولها بفخر تزايد مع هذه اللمعة الفرحة في عينيها ليردف وهو يتحسس بطنها المسطح بأنامله :

_كنت عايزها تبقى أول حاجة نعملها في أوضة "البيبي" المنتظر!

_هتشككني في نفسي ياعم ..أقسم بالله ما حامل !

تهتف بها بنزقها المعهود ليضحك ضحكة عالية وهو يعاود ضمها إليه قائلاً :

_باعتبار ما سيكون يا مجنونة ..

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن