القطعة الثالثة عشرة

26.4K 551 72
                                    

القطعة الثالثة عشرة

======

_أنا مش صعبان عليّ اللي ماتوا أد ما صعبان عليّ اللي هيفضلوا عايشين وجسمهم متشوه كده !

هتف بها رامز بإشفاق عفوي بينما يتابع مع هانيا ووالدته أخبار أحداث انفجار محطة القطار الأخير في بيت الأخيرة التي غمزته بخفة لينتبه لوقع كلماته...

كلماته التي شحب لها وجه هانيا وهي ترفع ياقة بلوزتها الطويلة تتأكد من أنها تداري رقبتها !

_ربنا يرحمهم برحمته ...اقلب بقا القناة دي ...كفاية كده !

هتفت بها والدته وهي تعاود غمزه خفية ليغير القناة نحو أخرى تعرض مسلسلاً ترفيهياً ...

قبل أن يزدرد ريقه بتوتر وهو يمد كفه نحو راحة هانيا التي قبضتها جوارها بحركة دفاعية لم تتعمدها ...

بينما كفها الآخر متشنج حول ياقة بلوزتها كأنما تخشى أن تنكشف "عورة نقصها"!

عيناها تمتلئان بدموع حبيسة والمشاهد الحية التي رأتها لحداث الانفجار تعيد إليها ذكرى حادثها هي الخاص فينقبض قلبها برعب مسترجعة تلك اللحظات العصيبة ...

هذا الذي شعر هو به ليمد ذراعه قسراً فيحتضن كتفيها ضاماً إياها نحوه بينما يجلسان على الأريكة ليتصنع المرح بقوله :

_حلو قوي المسلسل ده ...قليل قوي لما بقيت بشوف حاجة محترمة في التليفزيون .

فالتقطت والدته منه طرف الخيط وقد أشفقت أمومتها على هانيا لتقول بانطلاق:

_ده أنا متابعاه على قناتين من كتر ما بحبه ...واحدة فيهم سابقة بكام حلقة ...لسه هيحلو أكتر ...

_انت اللي كل يوم تحلو أكتر يا جميل ...خسارة الحاج مشي وساب الحلويات دي كلها !

هتف بها رامز مشاكساً وهو يمد ذراعه الحر نحو وجنة أمه يداعبها لتضحك ضحكة قصيرة سبقت هتافها :

_طول عمرك بكاش وبتاع كلام ...أما أشوف هتجيبلي إيه في عيد الأم اللي قرب.

_بدعة ! عيد الأم بدعة يا حاجة ...رجس من عمل الشيطان !

هتف بها بخشوع مصطنع لتخبطه أمه على كتفه هاتفة باستنكار:

_هي الأعياد تيجي لحد عندي وتبقى بدعة ؟! واللا الإيمان ما بينورش وشك إلا لما تحب تقفلها في وشي أنا ؟! بس هاقول إيه ؟! نصاب من يومك !

هتفت بها وهي تلوح بكفيها في وجهه ليضحك ضحكة عالية وهو يميل نحوها ليقبل رأسها بقوله :

_عيوني ليكي يا ست الكل...عيد أم ده إيه بس ؟! انتِ يتعمللك كل يوم عيد !

قالها ليغرق وجهها بعدها بقبلاته العفوية لتضحك المرأة ضحكة صافية وهي تتفلت منه هاتفة وسط ضحكاتها :

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن