القطعة الثامنة والعشرون

21.2K 561 105
                                    

القطعة الثامنة والعشرون

=======

_بسرعة يا عابد ..نفسي أشوفها ع الطبيعة بقا !

تهتف بها لجين بلهفة وهي تتحرك جواره في رواق الحرم المؤدي ل"الكعبة"..

قبل أن تتسع عيناها برهبة وهي تميز البناء المقدس الأسود يظهر لها أخيراً ..

تتوقف مكانها مأخوذة بسحر النظرة الأولى للكعبة وهي تشعر بالدموع تسيل من عينيها فجأة بتأثر ..

تقترب وتقترب ..

فلا يمكنها وصف هذا الشعور الذي يملأها

الآن ..

كأنها هاهنا ..هاهنا فقط ترى الأصل ..ترى البداية والنهاية ..

ترفع رأسها للسماء فتراها أكثر صفاء من أي مرة رأتها فيها ..

كأنها غير السماء التي أظلتها عمرها كله ..

تنظر تحت قدميها ..فتتباطأ خطواتها وهي تحك قدميها في الأرض حكّاٌ ..

يرتعد قلبها وهي تفكر ..

هاهنا ربما في مكان خطواتها بالضبط سار أطهر أهل الأرض !

جسدها يرتجف بقشعريرة عجيبة وهي تقترب وتقترب ..

الحجر الأسود !

تستلمه بيمناها كما علمها عابد ..تنحني

لأسفل كي تقبله فتشعر أن روحها تحلق

لأعلى ..

تكبّر ثم تبدأ طوافها ناظرة للسماء شاعرة أنها استبدلت روحها بأخرى ..أكثر خفة ..أكثر نقاء ..وطهراً ..

لا تدري أين اختفت كل هذه الأدعية التي ظل عابد يلقنها إياها ..

قلبها لم يكن يلهج إلا بدعوة واحدة ترددها دون تكلف ..

(اللهم إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ..فاكتبني ممن كسب نفسه وأهله)

تقولها فتذكر ثمر ..ياقوت ..إسلام ..هيثم ..وعابد !

يرتجف جسدها أكثر بالبكاء وحرارة دعائها تزداد مدركة قيمة النعمة التي شملتها بعد طول حرمان ..

"الأهل"!

تتم طوافها سبعاً لتستلم مقام إبراهيم فتصلي ركعتين خلفه ثم تعاود استلام الحجر الأسود لتبدأ بعدها السعي بين الصفا والمروة سبعاٌ ..

لتنهي مناسكها بتقصير شعرها هناك في غرفتها بالفندق الذي يقيمان فيه !

أمام مرآتها تقف مبتسمة وهي تراه خلفها قد حلق شعر رأسه كاملاً فتميل رأسها لتقول باستغراب:

_مش مصدقة إن كل حاجة خلصت بسرعة كده ..حاسة إني رحت دنيا غير الدنيا .

فابتسم بحنان وهو يقترب منها قائلاً بصوته العذب:

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن