القطعة الثلاثون

14.1K 476 24
                                    

القطعة الثلاثون

======

_اللي انت عايزه هادفعهولك بس إياك تسافر ..وإلا وديني وما أعبد لا أجيبك ولو في آخر الدنيا ..وهاخد البنت ولو اضطريت آخد روحك قبلها .

يهتف بها إسلام بصرامة وعيناه تتابعان نشوى بقلق وقد انهارت أرضاً تصرخ صرخات قصيرة تكتمها بكفها من آنٍ لآخر ..

ليصمت الرجل على الجانب الآخر من الاتصال وكأنما فوجئ بتدخله قبل أن يقول بسماجة :

_اتكلم على أدك ! مفيش في إيدك حاجة تعملها ..بنتي وحقي أربيها في حضني بعد ما أمها اتجوزت ماهو مش معقول أسيبها لراجل غريب ..طيارتي قدامها ساعة ..انت وشطارتك ..هات الفلوس وخد البنت !

يقولها ذاكراٌ المبلغ المطلوب ثم يغلق الاتصال بعنف دون انتظار الرد الذي اعتبره مسلماً به ..

لينعقد حاجبا إسلام بمزيج من غضب وعجز ..كيف يمكنه تدبير مبلغ كهذا في ساعة ؟!

لكنه يتمالك نفسه بسرعة كعهده في المصائب فيلقي الهاتف جانباٌ ليتوجه نحو هذه المنهارة أمامه فيرفعها من ذراعيها نحوه هاتفاً بغضب خالطه الكثير من الإشفاق:

_هو ده اللي كنتِ مخبياه ؟! الزفت ده كان بيبتزك لما عرف إنك اتجوزتيني ..فاكر إن تحت القبة شيخ مع سمعة الوالد المحترمة ..وطبعاً مارضيتيش تحكيلي عشان كالعادة خفتِ أبعد وأسيبكم ؟!!

تتسع عيناها بدهشة للحظة من ذكاء استنتاجه فتمنحه نظرتها الجواب قبل أن تعود الدموع تنهمر من عينيها وهي تدرك أن أسوأ كوابيسها قد تحقق!!

ذاك الوغد الذي تذكرها وابنتها فجأة بعدما علم عن زيجتها الثانية من إسلام ..لتفاجأ به يطلب منها مبلغاً كبيراً نظير أن يسمح لها بحضانة ريما ..

الخوف الذي ملأها من ساعتها منعها من إخبار أحد محاولة إقناعه باللين أنها لا تملك هذا المبلغ ولا حتى إسلام ..

ماطلته طامعة أن ينسى الأمر بمرور الوقت خاصة وهو مقيم خارج البلاد ..

لكنها لم تتوقع أن يعود خصيصاٌ كي ينفذ فعلته الخسيسة هذه ويرحل بابنتها!!

_مش قادرة أطلب منك أكتر م اللي عملته ..مش قادرة أقوللك رجعلي بنتي ..أنا هاتصرف وأ ..

تقولها بصوت مرتجف يدعي القوة وهي تمسح دموعها بينما جسدها كله ينتفض فاضحاً هشاشة خوفها ليقاطعها وهو يهزها بعنف هاتفاً :

_بنتنا ! ريما دلوقت بنتي زي ما هي بنتك ..على جثتي يخطي بيها خطوة واحدة بره مصر !

ورغم اليقين المطمئن في صوته لكن تصوّر العكس يجعلها تنهار في البكاء من جديد ليسقط رأسها على كتفه فيربت على ظهرها هاتفاً بغيظ رغم إشفاقه :

_أشرف كمان أكيد ما يعرفش ..كالعادة اتصدرتِ للمشكلة لوحدك !

لم ينتظر جوابها الذي يعرفه يقيناً من درايته بشخصيتها ليدفعها برفق هاتفاً بعجلة :

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن