القطعة السابعة

21.2K 567 173
                                    

القطعة السابعة

=======

_انت بتعمل إيه هنا؟!

هتفت بها ياقوت بحدة مستنكرة بعدما رأته من عناقه وقبلاته لهمسة التي انكمشت مكانها مصدرة أنيناً خافتاً متصلاً يمزق القلوب ...

فعقد رائد حاجبيه بشدة لاعناً غباءه !!

كيف غفل عن موعد الطبيبة هذه ؟!!

خطأ كارثي ...لكن ...

كل شيئ قابل للإنقاذ في عُرفه ...كل شيئ!!

لهذا استقام واقفاً بجسده يرمقها بنظرة تهديد قوية لكنها تقدمت نحوه لتردف بنفس النبرة :

_مين فتح لك الباب وسابك معاها لوحدكم ؟! هو البيت ده مالوش صاحب؟!!

أطبق رائد شفتيه وهو يعاود النظر لهمسة التي كتفت ساعديها مطرقة برأسها ...

لتقف ياقوت قبالته تماماً مستطردة بنبرة قاسية :

_مش عايز تتكلم ليه ؟! خلليني أشوف الندل الرخيص اللي مغمّي عنيها عشان يستغل ظروف زي دي يبقى مين!

_اخرسي!!

هتافه الهادر فجّر الموقف فجأة !!!

فلم تكد همسة تسمع صوته حتى صارت تصرخ بجنون وهي تنتفض مكانها لتخلع عنها عصابة عينيها قبل أن تشهق بارتياع وهي تنظر نحوه محتضنة جسدها الهش بذراعيها ...

أنفاسها اللاهثة مع صراخها المتقطع يجعلان الغرفة قطعة من الجحيم قبل أن تسقط بعدها أرضاً وجسدها يتلوى كأنها ممسوسة !!

_عاجبك كده ؟! عشان كده ماكنتش عايز أتكلم !!

صرخ بها رائد بثورة مخاطباً ياقوت التي وقفت مكانها تراقب الوضع بعينين متفحصتين قبل أن ينحني محاولاً السيطرة على جسد همسة التي بدت وكأنها لم تعد تنتمي إلى هذا العالم ...

_مالك يا ست همسة ؟! إيه اللي حصل ؟! زين بيه هيخرب بيتي!!

هتفت بها الخادمة التي ظهرت أخيراً لتتقدم نحوهم بوجه مرتعب شاحب ...

لتلتمع عينا ياقوت لمعة خاصة وهي تربط الخيوط لتستجمع الصورة كاملة بما جعلها تقول برباطة جأش تحسد عليها بينما تكتب له شيئاً على ورقة ما :

_هاتلي الحقنة دي ...بس ساعدني الأول ننقلها السرير .

ورغم الغضب المشتعل الذي اكتسح ملامحه لكن عينيه دمعتا وهو يضم جسد همسة لصدره بينما يرفعه ليسير به نحو الفراش حيث وضعها برفق محاولاً تهدئتها لكنها كانت تغمض عينيها بقوة وجسدها الواهن المنتفض يرفض لمساته ...

_الحقنة بسرعة ...احنا هنتصرف!

هتفت بها ياقوت بصرامة وهي تطلب من الخادمة معاونتها في تثبيت جسد همسة ...

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن