أسود II |إكتشاف المجهول ☔︎ ✓

أســودII| إكتشاف المجهول☔︎

أســود Ⅱ ☔︎

فضولَك نحو شخص لايعرِفَه أحد هو شيء أخطر مِمّا تتخيّل، وإقترابَك مِمن يبتعِد عنه الآخرين مُخاطرَة أكبر، ولٰكِن أن تتبِّع قلبك الذي يُخبِرَك أن خَلف كُل حِكاية هُناك حِكاية أُخرى مُناقِضة لَها وأن ما يختِلف بين كِلتا الحِكايتان هو وجهة نَظر الراوي هٰذا هو بِداية الجُنون...

إنّهُ ذاك النوع مِن الرِجال اللذين يرمز لهُم بِالقوّة والقسوّة، مِن الرِجال المسيطرين على كُل ما يمتلِكونَه ومتحكمين بِكُل ما يخصّهُم، منطوٍ على نَفسَهُ ويمتَلِك هالَة مِن الغموض، هو المعروف المجهول، هو الرجُل الذي يُجسِّد معنى الأسود بُكُل تفاصيلَهُ الجيدة والسيئة، لِذٰلِك كان عليها تجنُّبَهُ ولٰكِنّها عكس الجميع، فضّلت المُخاطَرَة وإكتِشاف هٰذا اللُغز الذي لم يستطِع حلّهُ أحد، الفضول الذي قتل قِطّة سحبها أيضًا إلى فخ الأسـود، الرجُل الغامِض الذي لايعرِف هويتَهُ أحد..

إقترَب مِنها مُحاصِرًا جسدها بِكلتا يداه مُتملِّكًا لِكُل مايخصُّها، وبِهمس وعيناهُ الرماديّة تَنظُر بِعُمق في تفاصيلها أردَف..

" عيناكِ هي الأسود الذي ينتمي إلي، شعرُكِ، حاجِباكِ، رمشكِ، وشامَاتُكِ المُبعثرة في كُل أجزاء جسدكِ، أخبريني إن لم يكُن الأسود في عيناكِ بِهٰذا الجمال فَأين يَكون!.."

هل هُناك مُخاطَرة أكبر مِن تتبُّع رجُل غريب الأطوار غير مرئي لِأحد سِواها!، هي خاطرت وفَعلت ومن يومها سُحِبَت إلى حياة رجُل سوداويّ يَعشق الأسود ويعيش في ظلام دون رغبة في التحرُر مِنه..

" حينَما نكر وجودي العالَم ونَبذني الجميع كُنتِ الوحيدة التي لم تَهرُب، أنتِ الوحيدة مِن بين كُل هٰذا الجموع التي إختارت الغرق مَعي عِوضًا عن النجاة مع غيري.."

ولن يبقى سوى الصادقين في مشاعرهم، أمّا اللذين ذهبوا لم يكونوا سوا الباحِثين عن المثالية..

بدأت ٢٢/٢/٢٠٢٠

_______________

~الإهداء~

لِكُل اللذين تجاهلهُم العالم، لِلقابِعين في غُرفَهُم وفي عُزلة عن البشر، للإنطوائيين اللذين لايستطيعوا تقبُّل تفاهات المُحيطين بِهُم، لِلهارِبين مِن كُل التجمُّعات البشريّة تاركين كُل ضجيج العالم ليجتمعوا مع كِتابَهُم المُفضّل وكوب مِن مشروب ساخِن، لِكل من صام عن الكلام لِأن لا أحد سيفهَم، للذين بكوا بِصمت في ظلام غُرفَهُم، لِلمُختبئين بِإحزانهُم عن الناس تفضيلًا لِعيش حُزنهُم بعيدًا، لِلذين لايخافون البقاء وحيدين، لِمن لايفهمَهُم أحد ولاينتمون لشيء عدا العُزلة..