-البارت الأول-

3.9K 96 153
                                    

تتساقطُ اوراق الخريفِ بِخفة على الارض الصلبة لِتُغمِض عينيها الذهبية بِخفة وهي تَستَنشِقُ الهواء الطَلِق، إبتَسَمت بِلُطف مُظهِرة تِلكَ الغمازة التي تَقبَعُ على وجنَتِها اليسرى.

شعَرت بقطراتِ المطر تتساقطُ بِخفة على وجنتيها لِتفتح عينيها ببطئ، نظرت للأمطار التي تبدأ بالتساقط بقوة.

إبتسمت بسعادة واخرجت يدها من مِعطَفِها الوردي، سَمَحت للأمطار بالهطولِ على جسدِها ناظرة الى الاشخاص الذين يهرولون الى بيوتهم خوفاً من الامطار.

دارَت بِمرَح وهي تنظر للسماء حتى جائتها المِظلة من فوقِها، عقدت حاجبيها وانزلت رأسها ببطئ ناظرة الى ذلك الرجل الذي يحميها من الامطار.

يخفي فمه وانفه بِوشاحهِ الاسود،يَضعُ القُبعة على شعره وخصلات شعره تتساقط على وجهه الرقيق.

وجنتاهُ المحمرة وعينيه التي تنظر للإسفل،تاهت الكلمات من فمِها حتى رفع عينيه ناظراً لها.

تَفرقت شفتيها ببطئ منجذِبة لعينيه العسلية التي تلمعُ كبريقِ الذهب.

"لا تلعبي تحت المطر او سوف تمرضين"،خَرجَت هذه الكلماتُ من صوتِه الضخم النرجسي.

إبتلعَت ما بحنجَرتِها عندما شعرت بأن الكلمات لا تخرُج من فمِها.

امسك بيدها لِتفتح عينيها بتوسع،وضع المِظلة بيدها وهمس بالقُرِب منها"إذهبي للمنزل".

سارَ بعيداً لتضع يدها الاخرى على قلبِها لتقول"ك...كيف امسك بيدي؟لم...لقد كان...".

نظرت ليدها وقالت"لقد كان اول من يُمسِكُ بيدي".

اغمضت عينيها بقوة وهمست لِنفسِها"انتِ لن تضعَفي دايانا"،هزت رأسها وفتحت عينيها لتقول"أستغفِرُ الله العظيم".

عادت الى بيتِها ودخلته لتصرخ"اخي"، لم تسمع إجابتهُ لتصيح مرة اخرى"انور انا في المنزل".

سَمِعَت همهماتُه وهو يَقترب بِخطواتهِ اليها بينما تَخلعُ حِذائها، وقف امامها وقال"عدتي من عملكِ؟".

اومئت وهي تراه ينظف اسنانَهُ بالفرشاةِ والمَعجون، خَلعت حِجابها ليقهقه بخفة"لماذا تخلعينُه فور وصولكِ؟".

تنهدت وقالت"لانني ارتديه منذ الصباح".

إستلقت على الاريكة ليخرج انور بعد عدة دقائق مردفاً"اريد ان اتكلم معكِ بأمرٍ ما".

اومئت ليبدأ بتدليكِ قدميها مردفاً"حسناً اختي انتِ تعرفين انني سأسافر في الغد الى فلسطين مرة اخرى صحيح؟".

نهضت وامسك بيده لتقول"هل ستسافر غداً؟"، اومئ بإحباط وقال"ابي يحتاجني دايانا، انتِ تعرفين انه وحيد بدوننا".

همهمت بتفهم لينظر الى عينيها قائلاً"لقد وعدتكِ منذ زمن انني سأحقق لكِ امنيتكِ اليس كذلك دايانا؟".

عزف الشتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن