عزف الشتاء

-البارت السادس-

تنهدت لتقول "انظر جواد اعرف ان إتفاقنا كان هكذا لكن انا في حالة ميؤوس منها، لدي عملي ومدرستي ومذاكرتي وحقاً لا املك الوقت للمسؤوليات".

امسك بيدها وقال"قلت لكِ ان لا تعملي، اخبرتكِ انني سأعطيكِ كل ما تحتاجينه"، ابعدت يدهُ وقالت بغضب"وهل النقود هي نقودك؟انت لا تعمل ولا تجني الاموال وهذا يعني انك ستعطيني من اموال عائلتك".

عقد حاجبيه"ما المشكلة في هذا؟".

حكت جبينها بيأس وقالت"المشكلة ان والدك يكرهني، المشكلة انه لا يريدني ان اكونَ زوجتك، هل تعرف كم عانيتُ بسبب والدك وكرهه لي؟".

تنهدَ بقوة وقال"اعرِفُ انه يكرهكِ لكنني انا من سأتزوجكِ وليس ابي، لا يهمني رأيه ابداً".

عَضَت شفاهها السفلية بإحباط وقالت"جواد دعنا نفكر بشأن زواجنا مرة اخرى".

فتح فمه بتعجب وقال"ماذا؟نفكر مرة اخرى؟لما؟اعني نحنُ نُحِبُ بعضنا منذ الصِغَر".

قاطعتهُ بقولها"بل انت من تُحبني منذ الصغر جواد، انت تعرف جيداً انني قَبِلتُ بهذا الزواج من اجلك رغم انني ما زلت اراكَ كصديقٍ لي لا اكثر".

نظر لها بِصَمت لتكمل"عندما قَبِلتُ بك اخبرتك ان تعطيني فرصة حتى أحبك حتى اشعر ان قلبي لك لكنك تضغط علي بقوة جواد".

تنهدَ وإرتشفَ من مشروبه الغازي ليقول"وما هو الحل المناسب الان؟".

بللت شفتيها وقالت"لا اريدُ ان افكر بشيء جواد، اريدُ ان اعودَ لمنزلي".

حملت حقيبتِها ليومئ بيأس، وضع النقود على الطاولة ثم خرجَ برفقتِها حتى وصولهم الى منزلها.

امسكَ بمرفقِها قبل ان تدخل ليقول"اعطني فرصة واحدة دايانا، صدقيني انا احبكِ ولا اريدُ سواكِ في حياتي".

تنهدت وإرتجفت يديها بضيق، نظرَ الى يديها ثم الى عينيها التي تحمَرُ لشدة حزنها.

كادَ ان يقترب منها لتبتعد مردفة"انا مصابة بالسرطان جواد وهذا حقاً يؤلمني، اكره تناول الادوية كل يوم، اكرهُ ان اذهب للمستشفيات حتى اتعالج انا حقاً اكره هذا".

إكتسحت رموشها بعض الدموع الحارقة لتكمل"اكره انني اعمل من اجل علاجي، اكره ان الجميع يعاملني هنا بعنصرية، اكره ان الجميع يسخر مني، عندما اشعر بالتعب اريد ان اختبئ في احضانك لكنك لم تعد ذلك الصديق الذي اعرفه".

أجهشت بالبكاء لتقول"بسببي ماتت امي في حربِ فلسطين، بسبب غبائي وطفوليتي توفيت امي، لم يعد لدي ام اعانقها عند شعوري بالتعب لم يعد لدي ام تطهو لي وتربت على كتفاي انا حقاً متعبة جواد".

إقتربَ منها بتوتر وكادَ ان يعانقها لتبعده بخفة مردفة"دعنا نبتعد جواد ارجوك".

تنهدَ لتمسح دموعها وتدخل بيتها بحزن وضعف.