فتحت عيونها ...لكن لسا شايفة ظلام ... في حاجة مغطية عيونها ... حاسة بيها، قطعة قماش خشنة معصوبة بقوة على عيونها ... حاولت تحرك يدينها .. شعرت بيهم مربوطات مع بعض بحبل وراء ظهرها .. حركت رجلينها لقتهم برضو مربوطات ... بتحاول تتحرك لكن ماقدرت مقيدة بشدة على كرسي خشب قاسي ، راسها بوجعها شديد .. صداع عجيب بكسر دماغها تكسير كأنها اخدت ضربة بمطرقة حديد كبيرة ... بتتألم بسبب الصداع ... و بتتلفت حولها ممكن تفهم البحصل .
المكان هاديء ... بارد .. رطب وفي ريحة مقززة ماعرفت مصدرها . تاني بقت تتحرك على امل تفك قيودها بس بدون فائدة كل محاولاتها باءت بالفشل .... بتحرك راسها يمكن القماشة المربوطة على عيونها تتفك ... شعرت بالخوف .. نبضات قلبها اتسارعت ...انفاسها بقت متقطعة ... بترتعش و بتسأل نفسها ... أنا وين ؟! .. شنو البحصل ؟ .. ليه مربوطة كده .. بدأت تصرخ و تكورك .. ياناس .. ياعالم .. حد يساعدني... هو المكان دا مافيه زول ...عدت فترة طويلة على المنوال دا ... أستمرت صرخاتها لساعات لكن مافي انسان سمعها ... قعدت تبكي و دموعها بللت القماشة المغطية عيونها ... بتصرخ بطريقة هستيرية .. تضرب رجلينها المقيدات بالارض .. لما الكرسي يهتز .. ويصدر ضجيج ... للاسف مافي حد نجدها ... فجأة سمعت اصوات عربات كتيرة وقفت .. ابواب العربات انفتحت و اتقفلت .. شعرت بشرارة أمل ...رفعت صوتها ... انا هنا ... تعالو طلعوني من المكان دا بسرعة ... انا هنا ياناس...سمعت اصوات رجال .. اصوات خشنة و عالية ... كلمات مامفهومة ... ضحكات ... قهقهات ... سكتت .. حست بالخوف ... تاني سمعت خطوات أرجل بتضرب الارض بقوة ... و الاصوات بتقرب عليها اكتر وأكتر ... احساس الرهبة أتملكها ... قلبها حيطلع من مكانو ... عايزة تتكلم لكن صوتها كان مخنوق ... سمعت صوت باب انفتح و من صوتو واضح انو باب حديد ... الصوت قريب منها عرفت انو باب المكان القاعدة فية .. بقت تتلفت وتتكلم بلعثمة ..أ أ أنتو مين ... ع ع عايزين مني شنو .. ابعدو عني ... مافي زول يقرب مني ...
هي شاعرة بالناس معاها في نفس المكان بس مافي حركة ولا صوت ... شامة ريحة السجاير فايحة في أرجاء المكان... بترتعش لدرجة ان الكرسي المقيدة فية برتعش معاها ... بتصبب عرق و تقريبا قلبها اتوقف عن العمل .
سمعت صوت خطوات ثقيلة بتتحرك نحوها ... حاسة بحاجة واقفة قصادها ...تاني شعرت بأنفاس حارة على وشها مباشرة ... هي بصوت مبحوح و كلمات متقطعة ... أنت مين ؟ .. عايز مني شنو .. بترجاك ماتاذيني
_ هي دي البت ؟
_ ايوا يامعلم
_حاجة مفعوصة زي دي يطلع منها كل دا
_ عملت لينا صداع تلاتة ساعات بتكورك
_ اديتوها حاجة تاكلها
_ لا سيادتك منتظرين الاوامر
_ معقول بس.. عايزها تقول علينا بخيلين و مابنكرم الضيف .. حالا جهزو ليها اكل
_ حاضر يامعلم
هي قالت ليه : ما عايزة حاجة .. بس خليني امشي من هنا
_ جدا حتمشي لكن بالاول ادينا الامانة العندك وبعدها طريقك اخضر
هي : اي امانة البتتكلم عنها ؟!
_ اكتر حاجة بكرههافي الدنيا اللف و الدوران ...سلمينا الشنطة واتوكلي ... عايزة تعملي فيها شاطرة بتشوفي نجوم الظهر
هي : والله ماعارفة انت بتتكلم عن شنو
_ شكلك مابتفهمي ....
مسكها من شعرها و شداه ليها بقوة ... قعدت تصرخ و تكورك
_ شوفي يابت الواضح لسا مابتعرفيني ... انا بالي ماطويل ... لعب العيال دا مابنفع معاي يا اماتتكلمي يا اما تشوفي العمرك ماشفتيه و من المكان دا ما حتطلعي ولا تحلمي تشوفي نور الشمس و من الليلة اعتبري المكان دا قبرك... هو اختيارك انتي قرري
هي بتبكي ...والله ماعارفة انت بتتكلم عن شنو ولا عارفة اي شنطة العايزها مني
_ رفع صوتو عالي جدا ... اتوصو بالحشرة دي خلال ساعة تكون اعترفت بكل شي انا طالع ما فاضي للكلام الفارغ دا
سمعت خطواتو و البا اتقفل .... قعدت تبكي بأنين ... والله ماعارفة حاجة تعالو طلعوني من هنا....بترجاكم ... والله ماعارفة لو عايزين قروش اي مبلغ بابا بدفع ليكم بس طلعوني من هنا .... بتكورك مساااافة مافي حد جاوب عليها .
و بعد ساعة من البكاء المتواصل بقت تقول لنفسها هو الحصل شنو ليه ماقادرة اتذكر حاجة .... كل الفي خيالي صور .... وجوه... نغمات موسيقى ...اصوات ضحكات .. ناس برقصو ... لكن ليه مامتذكرة ..... بدأت تهدأ عشان تقدر تستجمع ذاكرتها .... بتقول لنفسها ايوا المكان كان فخم و اصحابي كلهم موجودين ... بس تاني حصل شنو ؟ ... كيف وصلت هنا؟ ! .. ليه ماقادرة اتذكر ...و أي شنطة البتكلم عنها الزول دا و هو مين اصلا ؟!!! .
انا جوان يحصل معاي كده أنا جوان كمال الشيخ مين في البلد مايعرف ابوي هو نار على علم من اهم رجال الاعمال في السودان .. من يوم اتولدت و في فمي ملعقة دهب ... الخدم تحت امري .... ساكنة قصر في افخم منطقة فيك يابلد ... امي إنصاف السيد من اسرة مرموقة و مشهورة .. أخوي الكبير جهاد 29 سنة شغال مع بابا في إدارة المصنع حقنا ... اختي جيهان 21 سنة خريجة مختبرات طبية و انا اخر العنقود 20 سنة .. بين الناس معروفة بجمالي الباهر الورثتو من حبوبتي أم امي هي من اصول يونانية ورثت منها اللون الشعر الاسود الطويل العيون الواسعة والقوام الممشوق .... كل شباب الجامعة مكسرين فيني و يتمنو رضاي ...حتي الاساتذة مبهورين بي لكن مافي حد يقدر يتجرأ .. ما هم عارفين ان قلبي ملك ل هيثم خطيبي ... بحبو و هو بموت في الارض البمشي عليها ... هيثم طول ... قوام ...وجاهه وهيبة .. والاهم ولد اسرة مشهورة ابوه وزير و هو بدير كل شركات و مصانع ابوه ... العربيات عندو زي القمصان ... كل كم شهر بغير عربية ... عشان كده كل البنات حاسديني عليه .
المشكلة هو وين ... بابا و جهاد وين ... ليه انا وحدي هنا ... اكيد الدنيا مقلوبة برا بفتشوا علي ... مابعيد هيثم يكون عامل حالة إستنفار للشرطة والجيش.... ماانا خطيبة ولد الوزير ...لكن ليه لحد هسب مافي زول جا و نجدني ؟!!! ...سمعت اصوات بتقرب عليها قطعت حبل افكارها الهي في الحقيقة مقطعة ...الخطوات بتقرب عليها .... خافت بقت تصرخ ابعدو عني .. زحو مني قلت ليكم ....مافي زول يلمسني ... ماعارفين انا بنت منو و بابا مين ... حيحرقكم كلكم لو مسيتو شعرة مني فاهمين ...
سمعت اصوات ضحكات عالية و ناس بتكلمو مع بعض .
_ هي لسا فيها حيل و بتهدد كمان
_ وين بابا دا ياروح بابا خليه يجي يطلعك من تحت ايادينا لو لقاك اصلا
هي بتحرك راسها يمكن قطعة القماش من عيونها تتحركو تقدر تشوف شي(أزمة مواصلات بقلم شيماء عثمان) قالت ليهم ... طيب طالما عارفين انا منو أكيد عارفين ابوي مين ... هو ممكن يغركم قروش و يعمل العايزينو و ماراح يأذيكم بس انتو فكوني بعدين الرئيس بتاعكم دا أكيد ما اغنى من ابوي .....فكرو صح
قعدو يضحكو ياخ الزولة دي معلمة و بعرف الرشوة كمان
_ شكلك ما عارفة انتي اتورطتي مع منو ياحلوة ... انتي حفرتي قبرك بيدك
سمعت صوت حاد عالي .. انطقي يابت الشنطة وين احنا مافاضين ليك
هي خافت و بدات ترجف .... وووالله ماعارفة انتو بتتكلمو عن شنو
_ الظاهر حابه تشرفينا كتير
جوان : صدقني ماعارفة شي
قرب منها و بصوت عالي ... تعترفي بالحسنى ولا......
سمعت صوت واحد دخل المكان
الكان بتكلم معاها قال ...اووو البووس يا
_ لسا ماعايزة تعترف
_عاملة فيها شاطرة لكن ولا يهمك بنوضبها
_ اطلعو كلكم خلوني معاها
شعرت بيهم طالعين و الباب اتقفل ... حست بيه بقرب منها شديد ... شاعرة بيه قصادها سند اياديه في الكرسي القاعدة فيه قرب وشو من وشها لدرجة انها حاسة بأنفاسو الحارة البنبعث منها ريحة السجاير ....قعدت تبكي بكاء مخنوق بترتعش .. انفاسها اتقطعت تماما ..
قال ليها انا راجل جنتل .. مابغصب زول على حاجة و خصوصالو كان القدامي بنت ..فما بالك بنت حلوة زيك كده .... عندي زوق و بخيرك تحبي استخدم معاك اي اسلوب الضرب ولا الاغتصاب !!! ....لنا لقاء أخر ......