قبل أربعة شهور ....
في ارقى منطقة في الخرطوم ... واحد من افخم البيوت على الاطلاق ... فيلا كبيرة مكونة من طابقين .. مسورة بسور عالي وفي حديقة كبيرة في واجهة الفيلا ..محاطة بأشجار عالية .. مزينة بالعشب الاخضر و عشرات الانواع من الزهور و الورود و في المنتصف مسبح بيضاوي الشكل ...
_ معقول حتفضلي صارة وشك كده ماهاين عليك تجي تباركي لاختك العرسها بعد شهر ياجوان
جوان : عشان انتي اختي زعلانة عليك ما مصدقة كيف توافقي على مأمون ... مأمون ياجيهان اكيد بتهضري
جيهان : و مالو مأمون .. ولد خالتك ... دكتور قدر الدنيا .. كلها شهور و يتخصص يبقى جراح مخ واعصاب
جوان : بالله انسينا دكتور شنو ... اصلا الطب مهنة المفلسين ... حيصرف عليك من مرتب المستشفى العبارة عن ملاليم ... مرتبو دا تمن فستان بتلبسيه في بيت ابوك .. عارفة ابوك مين .. حاج كمال الشيخ على سن ورمح .. احنا ما بنات اي زول ...اولاد الاسر المرموقه والمشهورة حفو ورانا ...انا جوان أختك الصغيرة مخطوبة لولد وزير .. خالتك قبل كده غلطت واتزوجت واحد من ذوي الدخل المحدود .. عايزة تغلطي نفس غلطتها و تتزوجي ولدها ... حيقدم ليك شنو ... يسكنك وين اصلا ... غرفة في بيتهم المكون من غرفتين و هول .... حيعمل ليك العرس في اي صاله .. يجيب ليك كم فنان ... يسفرك شهر العسل وين .... حتركبي معاه عربيتو المكركبة كيف .... طبعا هو طاير بيها السما اكيد عندو حق طول عمرو ممرمط في المواصلات .... ليه ترضي بالقليل .... قومي شوفي نفسك في المرايا واحده بجمالك دا توقفهم ميه تحت رجلها و تختار .... من البداية كلمتك اذا موضوع خطوبتي بضايقك عشان انا الصغيرة بلاش منو لكن ترمي روحك كده ابدا مابرضيني
جيهان : اولا انا مابفكر كده و انتي عارفه مين فينا تتزوج بالاول مامهم المهم تكون سعيدة بحياتها وانا و مأمون بنحب بعض من احنا ض
صغار وافتكر الموضوع ما غريب عليك (أزمة مواصلات بقلم شيماء عثمان).... ثانيا المادة و الشكليات مابتفرق معاي طالما انا مع الزول البحبو ... القروش ماكل شي طوالي بحاول افهمك
جوان : بتمنى تفوقي من الغيبوبة بتاعتك قبل الفاس تقع في الراس ...هسي انا طالعه مع الشلة لما ارجع نكمل كلامنا
مشت غرفتها غيرت ملابسها و اتمكيجت بأشهر ماركات الميك أب غرقت نفسها بأفخم انواع العطور ... رمت طرحتها في اكتافها ... شالت مفتاح عربيتها و طلعت .... ركبت العربية و بتضرب البوري شديد عشان البواب يفتح الباب ..
دقيقتين و لسا البواب ماظهر ... شافتو طالع من غرفتو فتحت القزاز و بتكورك زهجانه
جوان : ساعة عشان حضرة سيادتك تجي الف مره قلت ليك ماتزح من البوابة يعني نلغي مشاويرنا و نتعطل لانك نايم في غرفتك هو احنا بندفع ليك مرتب عشان تنوم
البواب: يابتي كنت بتكلم تلفون مع ام الاولاد .. البت الكبيرة عايزه تلدي تعبت واخدوها المستشفى
جوان : هو انت حتحكي لي قصة حياتك ... خلصني امشي افتح الباب
البواب : طيب
اول ما اتحركت تلفونها ضرب .... حبيبتي مشتاقييين
جوان :حياتي انت .. كيفك هيثم
هيثم : بخير ..ناقصاني شوفتك بس
جوان : المره دي سفرتك طولت
هيثم : اعمل شنو انتي عارفة كل الشغل فوق راسي
جوان : افهم من كلامك حتى بعد العرس بتكون مشغول كده
هيثم : اخلي الشغل واقعد جنبك مثلا
جوان : اسافر معاك
هيثم : يا قلبي نتزوج ويصير خير انتي وين
جوان : طالعه اقابل اصحابي
هيثم : تاني ياجوان مش كلمتك شلتك دي مابحبها وابعدي عنهم .... اصلا الزمن اتاخر كيف تطلعي من البيت في الوقت دا
جوان : حبيبي انت جادي ولا بتهظر .. اولا علاقاتي خط احمر زي مابسألك من اصحابك ما عندك علاقة بأصحابي و انا زوله فري و انت عارف كويس بابا بخليني على راحتي وابدا ما اتعودت على الاوامر خليك فاكر الموضوع دا كويس ...من البداية عايز تقيد حريتي كل واحد في طريق و نفضها سيرة
هيثم : انتي ليه كل موضوع صغير ولا كبير اول حاجة تفكري فيهت الانفصال
جوان : لاني مابحب زول يتحكم فيني ماتنسى انا ما زي البنات الضعيفات مسلوبات الشخصية ... اصلا انت حبيتني عشان شخصيتي القوية ... هسي وصلت المطعم لما ارجع بضرب ليك باي بيبي ..
وقفت عربيتها فتحت الباب وهي نازلة لقت ولد عمرو11 سنه تقريبا شايل جردل فيه مويه و صابون وعلى كتفو فوطه ... قال ليها اغسها ليك .... عاينت ليه مزفوق لتحت بأشمئزاز ... شيل القرف دا وابعد من عربيتي اهبل انت ولا شنو قال اغسلها كمان
الولد بنظرة مكسورة قال ليها ... كان ممكن تقولي لا بدون تجريح في النهاية كلنا بشر و مشى خلاها.
جوان : دا شنو ... هي الاشكال دي بتطلع من وين
وقف قدامها ...بقيتي تتكلمي مع نفسك خلاص .. نحجز ليك غرفة في مستشفى المجانين و قعد يضحك
جوان : اننن ظريف شديد يا أنور ...وين باقي الشلة ماتقول ماوصلو
أنور : علاء سحر وهالة جوا منتظرين اما مهند و بسمة كالعادة متأخرين
جوان : اوووف يا خلينا ندخل طيب
دخلو مطعم مشهور ...اصحابهم كانو قاعدين في طربيزة بتونسو و بضحكو
_ اووو حرم الوزير شخصيا مشرفانا لا كده كتير
جوان : اولا الوزير ابوه تانيا لسا مابقيت حرمو أُعتبر فري تالتا و دا المهم اكيد تتشرفو بحضوري ياعلاء باشا
جرت كرسي و قعدت جنب بنت... التفتت عليها حكايتك شنو هالة اضرب ليك و ماتردي ... الحركة دي بتنرفزني
هالة : كنت مشغولة
جوان : حتى ولو ارجعي لي
رفعت راسها عاينت لسحر الكانت شغاله في تلفونها
جوان : وانتي ياهانم ... زمان من بيتنا ما بتطلعي .... شنوالحصل و غيرك
سحر : قلت اتقل شويه ممكن تتذكري صحبتك و تجي تزوريني في بيتي
جوان : اكيد بتهضري ... انا اجي المنطقة الساكنين فيهاتاني ... نسيتي لما امك تعبت و جيت ازوركم اولاد جيرانكم كانو عاملين حفلة في عربيتي ... معذورين مابشوفو الموديلات دي في منطقتكم
علاء : براحة علينا يا أنسة عشان بنقول ليك حرم الوزير تطلعي العالي كدن
جوان : يحق لي يا بابا
انور : عصافير الحب اخيرا شرفو
التفتت وراها شافت مهند جاي مع بسمة ... ماسك يدها ... اتحرقت من جواها لما نزلت عينها الارض .... سحر شغالة بتلفونها انتبهت ليها ابتسمت ابتسامة صفراء و رجعت ترسل رسايلها تاني
علاء : يعني نموت بالجوع لحد ما تشرفو
مهند : حبينا نحتفل لوحدنا بعيد ميلاد حبيبتي عشان كده اتأخرنا
بسمة مدت يدها ... شوفو حبيبي جاب لي شنو... كانت اسورة دهب مكتوب عليها اسماءهم بالانجليزي
هالة : واااو خرافية تستاهلي حياتي
بسمة : ثانكس
جوان بطرف عينها قالت ليها : مابطال .... كونو مهند جاب ليك هدية كده ... دا في حد ذاتة انجاز
بسمة : لو ما جاب لي برضو حبيبي
جوان بصوت عالي ... حنفضل في المسلسل التركي دا كتير ... اطلبو لينا العشا خلونا نخلص (أزمة مواصلات بقلم شيماء عثمان) مهند جر كرسي عاين لبسمة و قال ليها اتفضلي ياقلبي هي ابتسمت و قعدت .... قعد جنبها .... طول الوقت منزل راسو جنب راسها و بتونسو بصوت واطي
جوان كل ثانية ترفع عيونها تعاين ليهم ... متضايقة ... خالفة رجل على رجل ضامه كفوفها مع بعض و ضاغطة على اسنانها ... سحر مراقبة البحصل من بعيد و ساكته .. إلتفتت عليها
سحر : شكلك يحزن وانتي لوحدك كده ... وين حبيبي القلب لسا مافاضي ليك مقضيها سفر و تاركك بدون ونيس
جوان عاينت ليها بطرف عينها ... لوت خشمها ... اكيد مافاضي يابيبي هيثم حبيبي ما زول هلفوت من الشارع ...انسان مسؤول عن اهم الشركات في البلد ... شي طبيعي يكون مشغول ...وهو حاليا بعقد اكبر صفقة حديد و فولاذ في تاريخ السودان ... اما الاساور بالاسماء والحروف ... حركات المراهقين دي خليناها لبعض الناس .
لنا لقاء أخر ....
