١٣

515 23 0
                                    

(في وقت سابق) .....

في اليوم التاني بالصباح ... ضربت ليها هالة انو لازم تجي عشان محاضرة الليلة مهمه مع انها كانت ناويه ماتمشي ... لبست سريع و طلعت اول ماركبت العربية شعرت بالكرسي مامريح الظاهر في زول غير الوضعية حقتو .. بتحاول تصلح المقعد لمست حاجة تحتها طلعتها كانت قزازة شراب اتصدمت وقالت مين جاب القرف دا عربيتي ... اتحركت وهي معصبة ... الولد الببيع مناديل كان واقف جنب بيتكم اشر ليها حمرت ليه و واصلت طريقها ... لما وصلت و المحاضرة انتهت مشت الكافتريا عشان تقابل مهند ... شافتو مع مجموعة من الاولاد ندهت عليه
مهند : نعم
جوان : انت حر بحياتك و انا مامجبورة اتعامل مع القرف البتعملو
مهند : في شنو دي اسطوانة جديده
جوان : قزازتك حقة الشراب كانت في عربيتي
مهند : بتخرفي انتي ولا شنو بتعرفيني مابشرب تانيا كل العملتو وصلت ليك عربيتك هنا .. دي اخر حاجة تتوصلي ليها ياجوان سجاير و شراب بالجد بقيتي مثيرة للشفقة عن اذنك ... مشى خلى وشها عامل خمسين لون و من الغضب حتنفجر ...
عايزة ترجع البيت جنب عريبتها في ولد بتاع ورنيش كان قاعد عاين ليها وابتسم .. صرت وشها و عاينت ليه بطرف عينها .... وصلت البيت لقت حافلة وضاح وافقة بعيد من البوابه ... دخلت مدت يدها تحت الكرسي شالت القزازة و مشت على غرفة البواب ... دقت الباب فتح وضاح و الظاهر كان بياكل ابتسم و قال ليها حصانك جراي اتفضلي معانا شوربة كوارع ولحمة راس حاجة خطيرة
جوان : دا شنو البتقول فيه .. وملامح وشها ظاهر عليها القرف ... رفعت القزازة في وشو ... دا شنو ؟؟
بأبتسامة عريضة رد عليها ... تصدقي ياشيخة دا الكان ناقصنا دقيقة اجيب كاسين
جوان : انت بتهرج .. الزفت دا وصل عربيتي كيف
وضاح : ماتقولي اتهام جديد ... مش قلت ليك خيالك بعجبني ... خايف يوم تجيبي قتيل و تتهميني بية معقول للدرجة دي ما طايقاني و عايزة تتخلص مني بأي طريقة
جوان : اتكلم زي الناس .. العربية بتكون واقفة في القراش الليل كلو و مافي زول غيرك في البيت دا يعمل كده
وضاح : تمام يابتنا اذا افترضنا انا واحد شماسي ساي و ماولد ناس زي مابتقولي ايوا ممكن اعمل اي حاجة و وارد اشرب في عربيتك كمان لكن بما اني شماسي و معدوم لما احب أسكر بجيب شراب محلي على قدر قروشي ... القزازة الفي يدك تمنها اكتر من الف جنية ... وسكي مستورد خاص بأولاد الذوات ... هم حاجتين اما انك عايزة ترمي مصايبك و بلاويك علي و اما انك مصاحبة اشخاص مشكوك في أمرهم .. نصيحة ماتتسرعي واحسبي الامور صح ...دخل الغرفة قفل الباب خلاها مندهشة ماقادرة تقول كلمة .
مر يومين قضتهم في تجهيز نفسها لعرس اختها ... طول الوقت معاها هالة الواقعة في مصيبة كبيرة و انور مامعبرها لكن جوان وعدتها بعد العرس تحسم الموضوع .. تم العقد في فيلاتهم وسط فرحة الكل .... وضاح كان قاعد في البيت و واقف على خدمة الضيوف لدرجة ان حاج كمال بنفسو مشى شكرو ... اما هيثم كان بحاول يضرب ليها و هي ما شغالة بيه ولافي زول من ناس البيت غير جهاد عارف حكاية فسخ الخطوبة ... حتى انو يوم العقد طلب يشوفها بس رفضت تقابلو .
اليوم التاني كان يوم الزفاف ...في صالة تعتبر عادية و دا كان طلب مأمون و جيهان ... جوان لبست فستان كوبي مصمم خصيصا عشانها و مستورد من دبي .. مشت لاشهر ميك اب أرتست في البلد م مع تسريحة خرافية دخلت الصالة و كانت زي نجمات هوليود في الاوسكار ... اتجمدت انظار كل الموجودين بأتجاهها .. وبدأت الحفلة ... واقفة مع اختها مبسوطة ليها وبترقص معاها .... فجأة شعرت بشخص واقف جنبها مسكها من يدها و همس في اذنها ... هو القمر عادي يمشي على الارض بين الناس ... إلتفتت عليه بخلعة ... هيثم !
هيثم : كويس لسا مانسيتي اسمي
جوان : عايز شنو
هيثم : لازم اتكلم معاك
جوان : ماوقتو الليلة عرس اختي
هيثم : تعالي معاي قبل ما اتهور قدام الناس واعمل حاجة ماتعجبك
عاينت ليه ...قال ليها بتعرفيني لما اقول كلام بنفذو ومابخجل من زول ... اتنهدت بغضب و مشت معاه .... طلعو برا كانو واقفين جنب باب الصالة ..
جوان : نعم في شنو
هيثم : قلبك طلع حجر
جوان : كلمتك قبل كده ماتراهن علي بتخسر
هيثم  : لو اعرف بس عملت شنو
جوان : المصيبة انت مابتعمل
هيثم : فهميني في شنو
جوان : خلاص البينا انتهى وانا منتظرة عرس جيهان يخلص عشان اكلم ناس البيت
مسك يدها و ضغط عليها بقوة ... مستحيل افرط فيك بسهولة انتي عشقي الاول والاخير
جوان : افعالك عكس اقوالك
هيثم : لو اعرف ترضي كيف يابت الناس
جوان : ماضروري تعرف ولا حتعرف ... حاسة اني مخطوبة لراجل عجوز عمرو ستين سنة ... دايما ماعندي مكان في حياتك ... بتسافر عادي ولا تفكر تكلمني ولا بعرف سافرع وين و لا جاي متين ... ماحصل رديت على اتصالاتي من اول مرة و طبيعي تلفونك مقفول بالساعات ... بتعرف شنو عن مشاكلي .. كلمتك في حاجات  غريبة بتحصل لي و لا فارق معاك ... في ناس بتراقبني اتصالات و رسايل مريبة ماكلفت نفسك حتى تسأل الحصل معاي شنو ... ولما نكون مع بعض كلامك كلو المشاريع .. الارباح ..و البورصة حاجات مابتهمني اتصالك لي عبارة عن صباح الخير و تصبحي على خير بس .... مسكتو من يدو تعال شوف مأمون وجيهان شوفهم فرحانين ببعض .. شوفو بعاين ليها كيف .... تقدر تعاين لي بحب كده ... مشكلتي معاك اني بشحد المشاعر ال هي اصلا من حقي ! .
نزلت من عينها دمعة غمضت و دارت وشها .... رفع ليها راسها و مسحها
هيثم : اعذريني حبيبتي ما متعمد اوجعك ... مشكلتك ارتبطتي بواحد داخل في دوامة الشغل من ايام المراهقة ... الوالد مع العمل السياسي وسلمني الشركات من بدري
جوان : جهاد برضو اشتغل مع بابا من بدري و عايش حياتو زي البشر ... انت المعقد الامور
هيثم : ياستي اوعدك اتغير اديني فرصة تانية بس اخر فرصة و بعدها انتي حرة .. لو حابة نقدم مواعيد العرس مامشكلة الخميس الجاي يكون عرسنا قلتي شنو
جوان : اخر فرصة ماشي ... لكن المره دي انا العايزة العرس يتأجل
هيثم : اوامرك قلبي انا ... و بالنسبة للموضوع داك في غضون ايام بحلو بس انتي غيري شريحتك و ماتدي رقمك الا لاهلك و الناس الموثوقين .... هسي ممكن تفرديها و توريني احل  ابتسامة في العالم
عاينت ليه وابتسمت بخجل
هيثم : حلاتك بفستانك الخطير دا تجنني الواحد
جوان : بطل حركات و يلا ندخل ماظريفة اخلي جيهان براها ...
لما عايزين يدخلو جوا تلفونو ضرب طلعو قال ليها .. ادخلي اني برد على الاتصال وبلحقك ... فتح الخط و بعد منها(أزمة مواصلات بقلم شيماء عثمان) .... هي عايزة تدخل رفعت راسها انتبهت لواحد بعاين ليها من بعيد ... ركزت فيه و قربت كم خطوة عرفت انو وضاح واقف متسند بالحيطة مولع سيجارة و بعاين ليها .... و قفت قدامو و عاينت ليه من قوف لتحت بطريقة استفزازية ... قالت ليه ... بعدين انكر و قول انك مابتراقبني
هز راسو وابتسم ... ألف مبروك لأختك و عقبالك .... صرت وشها و دارت ظهرها عايزة تمشي .... هو رفع صوتو و بغني .... آه ياقلبي ياخالي ياماعندك حبيب آه آه .

   ( في الوقت الحاضر) .....
ختت رجلها في طرف الشباك و نطت .... الشباك كان عالي نزلت على كاحلها و الظاهر إلتوى ... اتألمت شديد لكن حبست صرخاتها عشان ماتنكشف .. بتتلفت يمين و شمال ... المكان مظلم .. موحش .. كلو اشجار الواضح انو بيت وسط مزرعة في منطقة مقطوعة .... الهدوء كان مخيف ماسامعة إلا اصوات اوراق الاشجار مع حركة الرياح ... صوت صرصار الليل ... نعيق الضفادع و نباح كلاب جاي من بعيد .
شعرت بالخوف بس اصرت تواصل و ماتستسلم ... سمعت صوت البت الشغالة من جوا بتنده عليها .. لسا ماخلصتي اطلعي سريع ... ضغطت على رجلها البتوجعها و ماشة بخطوات سريعة بترجف تتلفت خوف قلبها عايز يطلع من مكانو .... ماشة لكن المزرعة كبيرة و الاشجار على مد البصر ...و مافي أثر لأنس ولا جان.... شعرت بنفسها وحيدة في الكون الكبير .... فجأة حاجة من وراها مسكتها .

                                           لنا لقاء أخر .. .

أزمة مواصلاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن