خاطرة " ٥٥ "

68 8 4
                                        

يدكِ التي ربتت على قلبي لم تكن يداً من عظمٍ وجلدٍ قط ، يدكِ كانت جرعة من حُب ، أتيتِ تُبشري قلبي بأن كل التيه قبلكِ كان سبيلاً إليكِ ، كلما أردتُ أن أُصدّي عنكِ ، صفعتني شفتيكِ بإبتسامة تُبرز جمال تفاصيلِ وجهكِ ، وتمسحُ عن وجهي ملامح القسوة وتُسكِرُني حتى لا يُصبحَ عندي القدرة إلا على الإبتسام بطريقة غبية كأنكِ سكبتِ فوق وجهي كأساً من الخمرِ أثملتِ تفاصيلي بعمق المتصوف ...

تراكِ قرأت تعويذةً على روحي ، حتى لم يَعُد يُعجبني غير وجهكِ المقروء عليه تراتيل ملائكية مقدسة ، أما عن حديثكِ ، فأنا الآن يا عزيزتي لا قدرة عندي على مقاومتك ، وكأن كلّ ما فيّ لكِ قد حُفرَ في يديكِ التي تَضُم ضياعي ما أن لمستِ بها موضعَ قلبي المفتون بكِ ..

ابتعدي بقدرِ ما تريدين ، فشيءٌ بي معلقٌ بكِ ، وعذبيني ما شئتِ فَـمُرّكِ عندي سُكر ، وما آتيتيني مكسورتاً خذي عظمي ، خذي كتفي ، وخذي قلبي وشغفي ، خذي بعضي يا كلّ كلّي ، ودعيني على يديكِ أموتُ بحُبّ ، فَـكُل موت بكِ على شرفِ المنيّة ألفُ حياة ...

عناقٌ من يدي لوجهكِ المغطى بِضباب المسافة ، ومن صدري وسادة محشوة بالحُب تُرافق رأسكِ المُمتلئ بالأفكار المشوشة ، وقبلة طويلة لقلبكِ المنهك ..

عودي إليَّ سريعاً وأعيديني إلي أو خذيني إلى نفسي ...

" حروف سَتُنسى " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن