" حروف سَتُنسى "

خاطرة " ٥٨ "

وإذا سألوني عنكِ يا مُهجتي ، سأقول لهم : هي التي أحبتني في جميع أحوالي ، عندما كُنت ضعيفاً ولم يكُن هناك شخصٌ بجانبي ، عندما كُنت ضعيفاً ولم يساعدني أحد ، عندما كُنت بحاجة إلى الحب ولم يُعطني أحد جُرعة منه ..

سأقول لهم : أنكِ الوحيدة التي لم أحتاج لِأُغير شيئاً بي لتبقيّ معي ، بقيتِ رغم أنانيتي وقسوتي ، رغم الأيام الصعبة التي أجبرتكِ على عَيّشيها بدون حتى أن أشارككِ بها ، بقيتِ بالرغم من أني لم أُحسن مظهري عندما كنت أخرجُ معكِ ، ولم أعتذر منكِ عندما جرحتك ، ولا سألتُ عنكِ عندما كنتِ بحاجة إلى سؤالي ، ولم أضمكِ عندما بكيتي أمامي ..

سأقول بأنك الوحيدة التي شديّتني إليكِ ولم تُفلتيني ، التي غيرتني لكني لم أدرك ذلك حتى رحلتِ عني ، كنتِ أهم شخص في حياتي لكن حبك لي أنساني كم كُنتِ مهمة في حياتي ..

سأخبرهم بأنكِ أغرقتيني بالحب ، كنتِ تنظرين إلى عينيّ بجرأة وتقولين لي كم أنكِ تحبينني بدون تردد ، أنتِ التي قلتِ لي ذات ليلةٍ تأخرتُ بها عنكِ متعمداً بأنني الشخص الوحيد المهم في حياتك حتى دون أن اسألكِ ، والحقيقة أنني لم أكن مهتم لمعرفة أكثر شخص مهم بحياتك ، سأقول بأنكِ أكثر من أحبني ولكني لم أُقَدر حبكِ لي ...

......................

أما أنا يا قاتل روحي سأخبرهم بأنكَ جعلتني أعيشُ بمأساة بوجودكَ معي من أجل أن تعيشَ بنعيم ، سأخبرهم عن تلكَ الدموع الصامتة المبتورة التي كنت أبكيها ليلاً على وسادتي التي كان سببها أنت ولم أخبركَ حتى تبقى بنفسية جيدة ..

سأقول لهم : أنكَ أنكرتَ حبي لكَ وأنك لم تهتم يوماً لمشاعري ، سأخبرهم بأنني كنتُ الطاقة الإيجابية في حياتك وأنتَ كنتَ الطاقة السلبية في حياتي ، مع ذلك كنتُ كالعمياء غارقة بحبكَ ولم أتخلى عنكَ بسرعة ..

سأقول لهم بثقة مفرطة بأنكَ خسرتني وهذه المرة نهائياً وإلى الأبد ، وأنني لستُ نادمة لأني فعلتُ كل الأشياء التي أقدر عليها لأحافظ على حبٍ كان أساسه صدأ ، وأنكَ لم تفعل أي شيء بسيط لتحافظ عليّ في حياتك ..

الخاسر ليس الذي فعل كل شيء طيلة هذه السنين ، الخاسر هو الذي أهمل ما كانَ طيلة هذه السنين ... الخاسر هو أنت ...