في ذاك المبنى الضخم الذي يعد أملا لكثير من الأشخاص و بالمقابل كابوسا مريعا لآخرين كُثُر
~ المشفى ~
يجلس الشاب العشريني ذا عيون زرقاء فاتنة، شعره البني المرتب بعناية ينسدل على بشرته البيضاء التي تزينها لحية خفيفة، رغم أناقته أخذ التعب مكانا بين قسمات وجهه، تلك الهالة السوداء الخفيفة تحت عينيه كفيلة بتفسير الكثير ..
يجلس على الكرسي مقابل السرير الأبيض الذي يحمل جسدا هزيلا لشخص بعمره، ذو بشرة قمحية و شعر حالك السواد يرقد بسلام و قناع الاكسجين يغطي نصف وجهه
يخاطبه بهاء بنبرة حزينة : مازلت انتظر استيقاظك ككل مرة .. حياتي التي لم أكن بطلها جعلت لها معنىً جديداً .. انا لم اكن المُنقذ بل من اُنقِذ!! ..
لم يكمل كلماته ليرن الهاتف الموضوع على طاولة بجانبه، حمله محاولا تغيير صوته ليرد على المتصل ذو الصوت الذكري الذي يسأل عن حال الراقد بجانبه مع بعض التوتر
رد بهاء بهدوءه المعتاد : اسف لم يستيقظ بعد .. رغم أنه كل شيء مستقر
صوت بهاء المهتز جعل المتصل يقول بمزاح ليخفف عليه ما يحدث : لا تقلق ذلك الاحمق سيستيقظ لن نتخلص من ازعاجه بهذه البساطة
ختمها بضحكة عله يغير مزاج بهاء لكن دون جدوى فرد بألم : انه ثالث يوم ..
ليس اي احد بالسرير امامه و المتصل يعرف مقدار القرب الذي بينهما فلم يجد حلا اخر ليقول بعد تنهيدة طويلة : اظن اني ساتي عندك تركك وحدك لن يفيدني بشيء .. و سأرحمك من الاتصال كل لحظة
رد بهاء متردد فهو يعرف انشغاله خصوصا انه بقى ساهرا هنا امس : لا عليك ساهتم بالوضع .. اذا حدث شيء ساخبرك فورا
فقال الاخر : بعد ساعة اكون عندك واصل تحديقك به .. لم تبقَ معه منذ مدة طويلة هكذا فاغتنم الفرصة .. سيعود و يوجد من سيأخده منك
هنا يطلق بهاء ضحكة خفيفة متذكرا الماضي : انتظرك اذاً
اتفقا على اللقاء ثم فصل الاتصال ليتأكد بهاء ان كل الاجهزة المحيطة بالسرير تعمل بشكل جيد و غير المغذي المتصل بذراعة بعد ان فرغ تماما ثم عاد للجلوس و التحديق به مع ذلك الهدوء
~اتذكر~
~ انا معك انت لست وحيدا ~تلك العبارة كانت البداية .. لم يكن من السهل عليّ ان أثق بأيِّ أحد بل لم يكن سهلا أنْ أحدثهم اصلاً !
اخي لم يتركني وحدي قد وجد حلا من أجلي ما قاله تحقق .. هو حقا شخص مميز جدا .. فقط لو لم ينتهِ
بعد تلك الليلة حين خططنا لهذا المستقبل .. قررت ان اعيش مع مشاعر جديدة .. ان اتعلم اكثر .. ان احقق ما اريد .. ان اتقبل العالم كما هو لكن صدمني الواقع مجددا
كنتُ خائفا من كل ما عرفناه بعدها .. خائف من العالم الجديد و ما حدث قبل تلك السنتين .. ظننت ان كل شيء كان بارادتي فتخطيت الامر لكن..
كانت مجرد نهاية فصل من حياتي .. كان يجب ان اعرف المزيد من الأجوبة التي لم انتبه لها وحدي
لامس بهاء يد الراقد قربه ليبتسم بعيون ذابلة حزينة : لكنك كنت معي دائما لافهم ما انا عليه و من اكون حقا .. لذلك عد لي بسرعة سانتظرك قدر ما تريد .. عد فقط
و عاد بذكرياته قبل عشر سنوات ..
**************
اوهايوووو مينا
😂😂 لم تنسو الرواية صحيح
عدت من جديد هذه مجرد مدخل للجزء التانيسيكون النشر كلي ثلاثة ايام تقريبا
....
و الان لاترك لكم التوقعات من المتصل
أنت تقرأ
لست وحيدا 2 _ماذا اكون ؟
Teen Fictionيريد تقبل العالم كما هو يريد ان يعيش مع الجميع بشدة تلك اللحظات التي رسمت بعقله جعلته ملحا ليتعلم اكثر .. لكن "هل سيحدث العكس؟ .. هل سيتقبله العالم كما هو؟" او "هل ما حدث كان بإرادته حقا؟" بل لنقل "ماذا كان يحدث قبل تلك سنتين؟" مازال يريد ان يفهم...