معكم بهاء مستقبلا 👆👆
************
مازال زائرُ تلك الذكريات لم يعد بعد قد وقف الآن أمام الجانب المظلم منها، عبر ممرات عميقةً بداخله حتى وصل للسنة الأولى في الابتدائيةآنذاك لا أنسى التنمر الكثير الذي تعرضت له، وكما جرت العادة فإني لم أكن أنبس بحرف واحد، تتالت الأحداث وصولاً إلى نهاية قصة الأقلام تلك، حينها قال لي لؤي بضع كلمات سمعتها بإصغاء
~ أتعرف؟ كان عليك المحافظة على قلمك قبل أن يحدث كل هذا أو فكر لمَ قد يفعلون ذلك اصلاً؟ وابقَ هادئا في وقت واحد .. والأهم بهاء لا تنسى أن تبتسم في النهاية~
بعد ذلك بدأت أغير بعض تصرفاتي حتى لايتنمروا عليَّ فهذا مافهمته من كلامه
كنتُ مجنوناً يخاف كل شيء في البداية دون أن أهتم وما زاد الوضع سوءًا رسوبي بتلك السنة .. بعدها هادئًا لا أنطق بكلمة .. لدرجة انتشار شائعات بأني أبكم أصم .. لأصبح شيئا فشيئاً أكثر الطلاب تميزًّاً وعبقريّة بالمدرسة .. رغم ذلك لم أهتم كثيراً .. لؤي هو كل ما شغل بالي .. لقد كان سعيداً بما أفعل
لم أنتبه لكل تلك المحطات بحياتي ولؤي معي وحين اختفى أصبحت مجهول الصف وكان يجب على ذلك أن ينتهي فقد وعدت ضياء
أياً كان المكان الذي كنت فيه لم أكن وحدي لؤي وضياء كانا معي .. هذه الفكرة جعلتني أستريح قليلاً ويختفي كل انزعاجي ..
فُتح الباب على غفلة ليدخل شاب ذو بدلة زرقاء انيقة و رباط عنق مفتوح واضح من تنفسه المضطرب أنه أتى راكضاً بسرعة عنده
ما إن لاحظ بهاء ملامحه حتى أسرع ليعانقه بشدة قائلاً والألم يعصر قلبه لِمَا اصاب أخاه ويكمل كلماته : ما كان عليَّ الانزعاج منهما أصلاً .. مع ذلك تحملَ حماقتي
فهم كل شيء يجول بداخله ليحيطه بذراعيه، قبل كل شيء حاول أن يطمئنه : لمْ يتحملك بل تقبلك كما لم يفعل أحد قبله صحيح
أغمض بهاء عينيه بقوة فهو على وشك أن ينهار : أربعة وعشرون سنة أو أربعة عشر أو حتى أربع سنوات أنا مازلت لا أحتمل ابتعاده .. لا أعرف كيف أمضيت ثلاثة أيام دون سماع صوته والآن ..
قبل أن يقول أي كلام سلبي أوقفه فقد تفقدَ الأطباء وخالته ليعرف الوضع قبل وصوله لهذه الغرفه : أحمق حتى الخمسين أو المئة سنة لن ينتهي ذلك أبداً .. لاشيء سيمنع ذلك
_لكن ..ربت على ظهره قاطعاً كلامه : إن كان طبيب العائلة هكذا فكيف حال مريضها؟
بانزعاج وقد هدأ ما بداخله : طبيب لا ينفع بشيء .. لم يسمحوا لي بالدخول لو فقط أجلت العملية لسنتين على الأقل لاختلف الأمر
بضحكة : حسنا حسنا توقف أو سأخبره حين يعود أنك مازالت تبكي كطفل صغير
ابتعد بهاء عابساً ليرتب شعره الذي تبعثر : لم أبكي .. لاشيء من ذلك حدث
فقط كان منزعجاً من عجزه وقد أتى من يعيد له تفاؤله بدل كبت ما بداخله
ابتسم الواقف قربة برضى : إذاً سأخبره أن بهاء عانقني بدلاً عنه بعد عشر سنوات من الإنتظار
أخيراً انتبه لنفسه فابتعد بخطوة للخلف ارتجفت يداه بخفة ليقبض عليهما بتوتر : انا .. فعلت ذلك حقا !
بضحكة رد عليه : اظنك لم تنس تلك الايام حقا
بهدوء اخفض رأسه محاولا التركيز بما يجري حوله : الأمر ليس بيدي لانسى
_إذا كان يجب أن تبتعد عنه قليلاً لتعرف قيمتي!حمل عينيه محدقا به بابتسامة : بل اعرف جيدا .. لذلك طلبت مجيئك .. آسف
_أمزح فقط لا داعِ لتعتذر كنت سآتي بأي حال .. إهدأ وأخبرني أين وصلت؟عادت الملامح الجادة لوجه بهاء ليتنهد براحة حمل هاتفه ليرد على رائد بعد أن مرت عشر دقائق منذ بعث تلك الرسالة ليطمئنه ثم تقدم بهدوئه للباب : لنعد عند خالتي أولا لا يجب أن تبقى وحدها
بضحكة سار خلفه : بضع لحظات وقُلِبَ مزاجك لمَ تفاجئنا دائما هكذا؟
أسرع بخطاه ليصل عند خالته وعمه حيث مازالا ينتظران خروج ضياء
تمنى أن تعود تلك اللحظة حين يستيقظ قربه بعد كل ذلك البعد وكل آماله قد تجددت ففي النهاية لن يواجه شيئا وحده
سيكون كل شيء بخير ككل مرة
********
أنت تقرأ
لست وحيدا 2 _ماذا اكون ؟
Ficção Adolescenteيريد تقبل العالم كما هو يريد ان يعيش مع الجميع بشدة تلك اللحظات التي رسمت بعقله جعلته ملحا ليتعلم اكثر .. لكن "هل سيحدث العكس؟ .. هل سيتقبله العالم كما هو؟" او "هل ما حدث كان بإرادته حقا؟" بل لنقل "ماذا كان يحدث قبل تلك سنتين؟" مازال يريد ان يفهم...