في المستشفى جالس يلعب بضجر بطاولة الطعام المتحركة التي استخدمها ليكتب دروسه
ماذا أفعل وحدي هنا .. كتبت الدروس بل ونظمتها .. لمْ أدرس هنا من قبل .. سأبدأ بالمراجعة كما قال
ااه امي ستعود وقت الغداء وبهاء سيأتي مساءً كل هذا بسبب حلم والأهم لؤي لم تكمل كلامك ما به بهاء؟
فأكمل تائها مع نفسه باستياء
بهاء يريد أن يعرف ما يكون .. ماذا سيتغير مثلا؟ لكني لا أعرف كيف أجيبه مهما فكرت أنا أراه كبهاء فقط وسأبقى معه لا تقلق لؤي
أخذ يصرخ ضاربا الطاولة بقبضته : بهاء عد سأموت ااه
تنهد فلا مجال لذكر ذلك : وستقتلني وقتها
عاد التفاؤل ليدُّب بجسده متذكرا ابتسامة أخيه حين خرج
هو مختلف عن الجميع ولا نعرف لماذا؟ .. أخي مذهل .. يجب أن ابتسم سيعود مساءً لن يحدث شيء
.............
دق الجرس منذرا على أن وقت الغداء قد حان فنزلا الدرج ليدخلا الطابق المخصص للسنة الثالثةكان على امل العودة لمنزلها لكن بقت تبحث عن شخص واحد برفقة بهاء بين الحجرات أخيرا وجدته جالس وحده بالمقعد الاول وهما واقفان جهة الباب بآخر الحجرة فأشارت له : مازال يدرس في الحين الجميع غادر اسمه هشام
ابتسم بهاء فمجددا قد لبت طلبه دون انزعاج : شكرا .. أصبحتِ أرشيف المدرسة
ضحكت لوصفه : لابأس نلتقي مساءً
ذهبت امل والابتسامة تزين وجهها في حين بهاء تجمد مكانه
«يجب أن أتأكد أنه سيشارك بالمسابقة لم يحدث وبادرت بالحديث مع أحد فما بالك بشخص لا أعرفه أصلا .. كيف أفعل هذا؟»
توتر وتوتر حتى أوقف كل ما يجول بعقله ليتقدم بخطوة لداخل الحجرة
«إن أردت أن يختفي خوفه لأبدأ بخوفي أولا .. هذا لأجل ضياء .. هذا لأجل ضياء .. تحدث وحسب هيا جد فكرة وتحدث»
لم يبالي الجالس بالمقعد الاول بأي صوت خلفه مركزًا بما يفعل، كأنه يمثل بهاء تماما قبل سنتين فابتسم براحة
«هو يدرس حسنا سيكون الأمر سهلا لو حاولت مساعدته»
أكمل خطواته باتجاهه دون أن يلتفت الآخر لوقع الخطوات التي خلفه
_مرحبا
قالها بهاء مبتسما وهو واقف قبالة طاولته فرفع رأسه لتبرز عيونه الصفراء البريئة وشامة بجانب عينه اليمنى ذو شعر محمر مرتب للأمام
ابتسم بلطف رادا عليه : أهلا أتحتاج شيئا
«ابتسامته غبية جدا واضح انه يريد البقاء وحده» فقال بهاء : رأيتك تدرس .. فأردت مساعدتك
هشام: مساعدة !! حسنا كنت أفكر في حل لهذه الأسئلة
بهاء:أ يمكنني الجلوس؟
أنت تقرأ
لست وحيدا 2 _ماذا اكون ؟
أدب المراهقينيريد تقبل العالم كما هو يريد ان يعيش مع الجميع بشدة تلك اللحظات التي رسمت بعقله جعلته ملحا ليتعلم اكثر .. لكن "هل سيحدث العكس؟ .. هل سيتقبله العالم كما هو؟" او "هل ما حدث كان بإرادته حقا؟" بل لنقل "ماذا كان يحدث قبل تلك سنتين؟" مازال يريد ان يفهم...