كل ماحدث بالفصل الماضي كان غريبة وقد انتهى بتلاشي ضياء اما عيني بهاء فما سبب الصوت الذي جعله يستفيق حقا؟
.... لنكمل
ذلك الصوت الذي جعله يقع أرضا من مقعده أشبه بالأحلام الغريبة فأحيانًا تكون كابوسًا مرعبًا وأحيانًا أخرى تكون سعيدة مطمئِنة إذا ليست كل الأصوات بتلك الخطورة فما كان بعدها نغمات هادئة دلت على شيء واحد
_أخي
نهض بسرعة من مكانه لتختلط كل مشاعره لحظة التقاء عيناه بتلك العينين السوداوتان التي انتظر رؤيتها كثيرا
بالكاد تمكن من إيجاد بعض الكلمات ليرد بها وشفتاه ترتجف :"لحظة .. امك!"
التفت للباب ناويا اخبارها بسرعة ثم توقف :"لكن .. أنا!!"
حتى هو مشتاق له بقدر والدته حتى هو تعب ليصل لهذه اللحظة عاد بنظره لذلك الوجه الذي رسم ابتسامة متعبة فتتالت دموع بهاء مباشرة :"ضياء .. ماذا أفعل؟"
أمال ضياء رأسه قليل على الوسادة بإرهاق ليسرع بهاء ويضع رأسه قربه باكيا جاثيا على ركبتيه أرضا ففي النهاية هو يعرف أن ضمه سيشكل خطرا عليه فجرح العملية لم يشفى بعد
لم يستطع تحريك شيء من جسده فكله يؤلمه لكن من أجل هذه اللحظة قال كلمات متقطعة ووجهه يلامس شعر الآخر كأنه يحاول التربيت عليه بخفة : "كنت .. بحلم .. جميل .. وأنت قربي"
بهاء بين شهقاته :"أما أنا كنت خائفا جدا .. خفت أن .. أن .."
ضياء :"أنا معك"
تلك الجمله القصيرة جعلت كل ما بداخله يهدأ، ابتعد قليلا ليلامس وجهه :"وأنا معك سأكون قربك دائما .. والآن سأتصل بوالديك"
لم يبعد عينيه عنه يتفحص وجهه كأنه لم يره منذ زمن طويل وتلك الدموع لا تتوقف
لا يريد الاستفسار عن شيء فقط ابتسم ليطمئن أخاه ليقول بكلمات متعبة : "ليس قبل .. أن تهدأ .. لا.."
فأكمل بهاء مكانه بابتسامة:"لا أحد سيرى دموعي غيرك .. حسنا لا ترهق نفسك وحسب أنا بخير مادمت كذلك"
ضحك ضياء بخفة شديدة :"رغم أنه حلم .. لكن ستعيدها"
بهاء بابتسامة :"ماذا أعيد؟"
ضياء:"جبهتي .. بسرعة"فهمه مباشرة لينحني مقبلا جبهته ليغلق ضياء عينيه ويأخذ نفسا طويلا كأن الروح عادت لجسده مع تلك القبلة على جبينه
سقطت بضع دمعات على وجهه ففتح عينيه ليتأكد أنه استيقظ حقا وهذا بهاء يبتسم له :"شكرا لعودتك .. ولستَ صغيرا"
ضياء :"كنت كذلك بالحلم"
لم يبتعد عن وجهه كثيرا لتتحول ابتسم لبعض الألم متذكرا ماقال للؤي ماسحا وجه الآخر :"ضياء أنا لن انساه"
أنت تقرأ
لست وحيدا 2 _ماذا اكون ؟
Roman pour Adolescentsيريد تقبل العالم كما هو يريد ان يعيش مع الجميع بشدة تلك اللحظات التي رسمت بعقله جعلته ملحا ليتعلم اكثر .. لكن "هل سيحدث العكس؟ .. هل سيتقبله العالم كما هو؟" او "هل ما حدث كان بإرادته حقا؟" بل لنقل "ماذا كان يحدث قبل تلك سنتين؟" مازال يريد ان يفهم...