~المستقبل~

678 82 85
                                    

2699 كلمة
استعدووووا لصدمات

بإرهاق شديد أخذ يقلّب عينيه الزرقاء إلى ذاك الجسد الممدد على السرير من خلف الزجاج ، إلى تلك الأجهزة المتصلة بجسده ، مازال ينتظر من تلك العيون المرهقة أن تفتح ، القلق يساوره فهو لم يستيقظ بعد رغم نجاح العملية مجددا

أسند رأسه المهموم لذلك الزجاج و مازال نظره لم يفارق ذلك الجسد ، أنبس بصوت متقطع : انبض .. لا تتوقف .. أرجوك

بقي يردد هذه الجملة بهدوء ، حتى قاطعه صوت رقيق من خلفه : بهاء أعرف أن هذا كثير عليك .. أرجوك اذهب لتستريح

التفت ليجد تلك المرأة الأربعينية خلفه لتكمل كلامه : سأبقى معه الليلة

قالت هذا بعد لحظات من خروج ضياء من العملية ومازالت تعيده اقتربت لتمسك يده مترجيةً ذلك : وهل تظنه سيُسرّْ بمنظرك هذا إذا استيقظ .. أرجوك الليلة فقط سأخبرك بأي شيء يمكن أن يحدث

زاد التعب تعبا بعد تبرعه بالدم فقد امتلكا زمرة الدم نفسها وكأن الحياة جعلتهما أخوين في هذا أيضا

أخفض رأسه فكيف له ردها وفي نفس الوقت كيف له أن يتركه : لكن خالتي .. أنا ..

ابتسمت بخفة ناظرة لوجهه : سأكون معه .. ألم نتناوب على ذلك لسنوات حتى وصلنا هنا .. إنه وقت أن تستريح فلا تعاند أو سأجبره على أخذك

قصدت الشاب الذي وقف خلفها ليقول بكلمات جاد : بما أنها طلبت فيجب أن تنفذ

ثم ابتسم أيضا ليكمل : سمح الطبيب بدخول شخص واحد عنده كل فترة .. ادخل أولا وستخرج معي بعدها

بالكاد هو واقف بشكل عادي حتى يواجههم بذلك ساعدوه ليرتدي ملابس وقائية ليدخل عنده وهما خلف الزجاج

بدا وكأنه يعتذر منه لذهابه لكن لا حيلة بيده يعرف خالته إذا ما قالت شيئا ما فلن تهدأ حتى ينفد

ليس لأنها قالت ذلك فقط بل تذكر كلمات أخيه قبل العمليه وكلبه أن لا يتعب نفسه إذا حدث أي شيء له

هكذا اتجها لخارج المشفى ليتقدم الشاب ذو البدلة الرسمية الزرقاء لفتح باب سيارته السوداء

صاحب الشعر المحمر المسرّح للخلف حيث برزت عيونه العسلية الصفراء : هل تجرب أن تأخذنا للمنزل

ابتسم بهاء لينزل رأسه : آسف أصيل لا مزاج لي حقا .. كما أني أريد الذهاب لإقامتي الجامعية

بضحكة ساخرة رد : لو طلبت منه ذلك لطار من سعادته .. إن أردت ذلك فلن أتركك وحدك سيسمحون لي بالمبيت معك صحيح

قد قصد ضياء في بداية كلامه ليضحك بهاء بخفة متذكرا آخر موقف معهم بهذه السيارة : سنحدث بعض المسؤولين لا أظن ذلك ممنوعاً

حدق بهاء لسيارة ليعلق : إذا أصلحتها بعد الدمار الذي حل بها

دخل السيارة مشيراً له بأن يركب وحين فعل رد أصيل على كلامه : وهل سأرميه مثلا بعد كل ذلك الجهد لشرائها
_معك حق
_لا أعرف من الأحمق الذي قبل بإعطائه رخصة سياقة وفي النهاية لام الأشجار المغروسة بأطراف الطريق

لست وحيدا 2 _ماذا اكون ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن