خرجت ليلا من غرفتها متجهة للمطبخ لتشرب بعض الماء في طريقها انتبهت لضوء من غرفة بهاء فصعدت الدرج مغيرةً وجهتها لترى ما يحدثحين فتحت الباب ابتسمت مباشرةً من منظر بهاء النائم مسندا رأسه لمكتبه والأوراق حوله من كل جهة حتى انها تبعثرت أرضا فتقدمت لتلمها ثم وقفت تحدق بها
«كتابته المنظمة مازالت .. اهتمامه بالدراسة والمراجعة كما هو .. فماذا تغير إذا»
جلست على سريره لتمد يدها لرأسه محاولةً ايقاظه بصوت هادئ : بهاء .. بهاء انهض لفراشك واكمل نومك
فرد مغمضا عينينه نائما : أريد أن أدرس
كتمت ضحكاتها : ولمَ تدرس؟مازال على وضعه : لن أخبرك .. أحمق
«تحدث ضياء في نومك أيضا» ذلك ماكان يفعله حقا لتضحك : أنا امك استيقظ_امي!
فتح عينيه بعدها ليجلس مكانه محرجا : امي آسف لم أنتبه .. لم اقصدك
بضحكة : ولن تخبر امك لمَ تدرس بهذا الوقت من الليل
توترا باحثا عن جواب ليخلط كلامه فقطعت ذلك بابتسامة : لابأس هيا إلى سريرك
مع تلك الابتسامة نهض ليجلس بجانبها طالبا ان لا تخبر ضياء فأضاف بعد موافقتها :لدينا امتحان غدا .. هي مسابقة بين طلاب المدرسة وقد شاركنا فيها
_حظ طيبا .. يبدو أنك درست كثيرا لذلك لا تقلقابتسمت لها ليأخذ يدها بهدوء لوجهه وستند لها كما لم يفعل من قبل : ما بك؟
_أريدك أن تبقي معي قليلاضمته لتمسح على شعره بلطف : أنا معك .. ألا يمكنك أن تنام؟
بضحكة خفيفة رد : أريد أن أدرس سأنتهي قريبا وأنام
_حسنا
_امي
_ماذا؟«لا تبتعدي عني مجددا» فغير كلامه ليغمض عينيه براحة بين ذراعي والدته : لا شيء .. أنا أحبكِ
بضحكة : أتعرف أن هذا أول ماقلته لي عندما تحدثت في صغرك
تظاهر بعدم معرفته بذلك ليرد : حقا! وماذا أيضا؟
_كنت تنادي لؤي بالأحمق كثيرا
_هذا ماتنادونه به جميعا
_نعم .. لذلكلحظات ليغو الهدوء المكان فبهاء عاد لنومه بسرعة «تقريبا لم تجلس معي هكذا من مدة طويلة»
_لمَ انت هادئ دائما هكذا؟
قالتها والدته لتكمل بنفسها «لا تعرف كم افتقد بقائك معي .. بهاء متى ستخبرنا مايحدث؟»
.................
فتح عينيه بسبب نداء هادئ عليه لينتبه على نفسه ويتذكر جلوس والدته قربه : امي
_ هل نمت جيدا هكذا؟
لم تغير مكانه طول وقت نومه فوقف بقلق مكانه : آسف امي أنت بخير
بابتسامة : نعم بخير
تذكر امتحانه ومراجعته التي لم تنتهي ليتوتر كليا فالتفت حوله ليجمع أوراقه لقد نام من تعبه لكن لم يكن من المفترض أن يحدث ذلك : كم الساعة؟
أنت تقرأ
لست وحيدا 2 _ماذا اكون ؟
أدب المراهقينيريد تقبل العالم كما هو يريد ان يعيش مع الجميع بشدة تلك اللحظات التي رسمت بعقله جعلته ملحا ليتعلم اكثر .. لكن "هل سيحدث العكس؟ .. هل سيتقبله العالم كما هو؟" او "هل ما حدث كان بإرادته حقا؟" بل لنقل "ماذا كان يحدث قبل تلك سنتين؟" مازال يريد ان يفهم...