"البـارت الخَامسْ عَشرْ"
رواية غرامك يالخفوق ذبحني هآت حضنك يحتويني/بقلمي .
،
إن ضاقَ العمرُ بأحزاني
أو تاه الدمعُ بأجفاني
أو صرتُ وحيداً في نفسي
وغدوتُ بقايا إنسانِ
سأعودُ أداعبُ أيكَتنا
وأعودُ أرددُ ألحاني
وأعانقُ درباً يعرفني
وعليه ستهدأُ أحزاني
*فَاروق جُويدة.،
-كينيا
محمد غمز له : هههههه يبدوا انك لم تتغير في طريقة
تروضيك للنساء...
عُمر بإبتسامه : لم اتغير ولن اتغير يا مُحمد فأنا عُمر كما عهدتني
هيا بنا يا محمد فأني متشاق جدًا لها..
محمد بإبتسامه: امازلت تُحبها ؟
عُمر أشر على قلبه : محفورة في قلبي فكيف لي أن انساها !
محمد : رحمها الله فقد كانت إمرأة طيبه ..اتدري بأن اهل القريه
دائما يذكرونها بالخير انظر الى اعمالها الخيّريه فمازالت
مستمره الى اليوم ولم تنقطع
اسأل الله ان تكون صدقه جاريه لها ..
عُمر نزل راسه وتمتم : آميين ، هيا يا مُحمد لقد تأخرنا
والمسافة بعيده كما تعلم ..
محمد : حسنًا توكلنا على الله .
ركبوا السيارة ، عُمر ركب قدام وشُموخ ورى
حرّك السيارة لطريق القريه تبعد عن مدينة نيروبي ساعه
شُموخ سانده راسها على الشبّاك تتذكر أول زيارة لها
قبل ثلاث سنين ، تبتسم وابتسامتها ماغبت عن عين عُمر
قال بنفسه" اكيد تتذكرين ذاك اليوم يا شُموخ
بس اصبري علي شوي لِسه معنا وقت "
ثم لف عنها وطلع كتابه يكمل قِرائته ..
بالنسبة لشُموخ كانت هالزياره اللي تتذكرها
لحظة لقائها بعُمر..*قبل ثلاث سنوات*
اللغة المُستخدمه في دولة كينيا الإنجليزية
واللغة السواحليه ..
قررت شُموخ بعد مشاورات مع الأهل انها تروح
رحلة تطوع ووقع الإختيار على دولة كينيا
بحكم تجربة ابوها سُبق وسافر لها لأحد
جمعياته الخيريه له .
وصلتْ للمطار واستقبلتها احدى الأخوات اسمها
امينه فتاة بعمر ابأخر العشرين جنسية كينيه مُسلمة
تعيش في كينيا تشتغل بجمعيه خيريه للإغاثه التابعه
لأبو شُموخ نَاصر..
وصارت بينها وبين شُموخ محادثات على سكايب
وتحمست شُموخ تزور كينيا ومنه تطوع وتقديم
مُساعدات خيريه .. التقت بأمينه ذات السِن الثلاثين عامًا
صافحتها بحرارة : اخيرًا التقينا خلف الشاشة
شُموخ تبادلها السلام : الحمد لله كم انني متشوقه جدًا لهذا
اللقاء الرائع
امينه : ماشاء الله كم انتِ جميله جدًا على الطبيعة
ابتسمت بحياء شُموخ : الجميله هي عيناكِ يا امينه
امينه تغمز لها : يا إلهي من سيحظى بهذا الجمال
شُموخ : امينه ارجوكِ لا تحرجيني فأنتِ كما تعلمين لستُ مُستعده
أريدُ ان انهي دراستي الجامعيه ثم اتفرغ لسعيد الحظ
امينه بضحكه : ههههههههه اعلم اعلم هذه اجابة كل فتاة
وهي عكس ماتقول
شُموخ بغيض : لا تُقارنيني بأحد فأنا مُحقه لو تعلمين عدد
الذين تقدموا لخطبتي لما قُلتي ذلك
امينه تغمز لها : اووه حسنًا لن أحرجك هيا تعالي
شُموخ : الى اين ؟؟
امينه بإبتسامه: سأريك شيخنا الوسيم انه في غاية الجمال
شُموخ بإستغراب : اي شيخ تقصدين ؟
امينه تسحبها بيدها : شيخ الدار أنسيتي الذي حدثتك
عنه عبر سكايب ..
شُموخ تتذكر : اها لقد تذكرتْ الذي كان يدرس الأطفال القرآن
الكريم؟
امينه : نعم انه هو ،وهو موجود الآن يقوم بتوزيع التبرعات
شُموخ تحمستْ وراحت معها : هيا بنا..
وصلوا لمقر توزيع التبرعات اللي جابتهم شُموخ بأسمها
واسم عايلتها ، وافقه هي وامينه تدور بعيونها
على الشيخ ، فقالت بضجر : يا إلهي كان هُنا قبل قليل
اين اختفى الشيخ ..
شُموخ تتلفتْ وطاحت عينها على رجل وسيم جدًا
أجملْ من شافته عيونها ، كان يلاعب الأطفال تحت الشجرة
والاطفال حابينه مرره ، ويداعهم واصوات الضحك
ماوقفتْ ، وشايل طفل على اكتافه ويدور فيه
شُموخ سرحتْ للحظه وطاحتْ عينه بعينها
ثم انتبهت على نفسها وصدتْ عنه ، الرجل ابتسم
على تسترها وحيائها لما صدتْ عنه ونزلتْ عينها للأرض
صحى من سرحانه وابتسم وسأل الأطفال : جاء دور من الأن؟
وكمّل لعب مع الاطفال ...
شُموخ لفتْ لأمينه وقالت: اعتقد انه ذهب هيا بنا
نذهب الى الجمعيه
امينه بتأفف : يا إلهي كنتُ مُتشوقه ان ترينه لكنه اختفى
شُموخ بإبتسامه وقفت قدامها : لا عليكِ الرجل لن يضيع
فمازال لدينا مُتسع من الوقت لذلك لا تقلقي
امينه توسعت عيونها بدهشه : اتقصدين انكِ ستبقين هنا
بعضة ايام ؟
شُموخ بإبتسامه : اجل فالمكان جدًا رائع فمدتت إقامتي
هنا لأسبوع
امينه نطت من الوناسه : هذا رائع جدًا ، سنقضي وقتًا ممتعًا
شُموخ : اجل ،هيا لقد تأخرنا وانتِ مازلتِ تُثرثرين
امينه ضحكت وحطت يدها على فمها : لقد نسيت هيا
وصلتْ للجميعه " جمعية الناصر للتبرعات والإغاثه الخيرية "
سلمتْ على الموجودين واستقبلوها احسن
استقبال ، ثم تكلموا عن جهود الجميعه واثرها لتحسين
احوال الفقراء المسلمين في كينيا
حستْ بالرضى كثير وقالت بإبتسامه: الله يجعلها في ميزان
حسناتك يا بابا ..
بعد الزياره قررت تتمشى في القريه برفقة امينه
اللي كانت مشتققه من الوناسه قالت : تعالي لأريك المدرسة
التي قام بتشييدها الشيخ
شُموخ بتعجب : يهالشيخ اللي ذاكرينه واجد ماشاء الله
معلهم قرآن ثم بناء لهم مدرسه تحمست اشوفه
امينه بتأفف : ماذا تقولين انني لم افهم اللغة العربيه بعد
ارجوكِ تحدثي بالإنجليزيه
شُموخ ضحكت : هههههههه حلطمه يا امينه مالها داعي
تسمعينها
امينه بضجر : يا إلهي كم قلت لك تحدثي بالإنجليزيه
شُموخ ماحبتْ تزعلها : حسنًا انا آسفه ، فقد كنتُ
أحدث نفسي لذلك لا شيء مهم يستحق ان تتأففي
امينه بتنهيده : حسنًا صدقتك ،هيا لنذهب للمدرسه
شُموخ لحقتها ، ووصلت لمدرسه مبنيه بدور واحد
لكن مساحتها كبييره تضم صفوف دنيا وعليا
شُموخ بإنبهار : ماشاء الله انها كبيره
امينه : نعم مدرسه كامله بها كل المراحل المدرسيه
شُموخ التفتتت لها بإعجاب : حقا ، هذا رائع
امينه بإمتنان : جزاه الله خير ، لو تعلمي كم كانوا الأسر
يعانون من صعوبة التنقل والبعض منهم لا يستطيع
واصبح الجهل يتفشى في هذه القريه ، لكن
منذ ان اتى هذا الشيخ تغير الحال اشكر الله على تسخيره
لنا هذا الرجل ..
شُموخ تسألها : كم مضتٌ سنة على هذه المدرسه ؟
امينه تحاول تتذكر : اعتقد والله اعلم 12 عشرة سَنه
لقد بناها لأجل والده رحمه الله
شُموخ : رحمه الله كم انه شيخٌ بار بأبيه
امينه تهمسْ لها : لكن للأسف سمعتُ بأن علاقته بوالدته
سيئه ..
شُموخ : لماذا ؟ اليس المفترض ان يكون بارًا بها !
امينه بتنهيده: هذا المُفترض ولكن والدته سمعتُ بأنها أميره
وانتِ تعرفين ان هذا الشيخ لا يُلقب بالأمير كون
ان اباهُ خارج العائله الملكيخ لذلك يتنمّرون عليه كثيرًا وأمه
لا تُدافع عنه ..وكذلك عداوته مع خاله
وأمه تقف دائما ضِد ابنها الوحيد..فالعلاقه مشوشه بينهم
للاسف الشديد..
شُموخ كسر خاطرها هالشيخ : كم هذا مُحزنْ اسأل الله
ان يُصلح ذات بينهم
امينه : آميين
شُموخ دخلت المدرسه تتأمل الصفوف كانت طاولات من خشب
وصبورة طباشير ،وشبابيك كبيره عشان ضوء السمش
يدخل الصف ، ابتسمتْ مرت عليها ذكريات
حياتها المدرسيه ،وانها كانت بنعمه عظيمه
كلمتْ درست بدون اي معوقات تمنعها حمدتْ ربها
وكلمت دراستها والآن بأخر مرحله في
دراسة البكالوريوس كان عُمرها وقته 23 سَنه
تنهدت فقالت : الحمد لله على كل حال ، وجعله الله في
ميزان حسنات هذا الشيخ
امينه التفتت للجهة الساحه تبع المدرسه ثم ناظرت
بشُموخ وقالت بهمس : لقد اتى الشيخ
شُموخ التفتت لمحل ماتأشر عليه امينه : أين هو ؟
شافت الرجل الوسيم ، فز قلبها ماشي مع مدير المدرسة
ويتكلم معه : ياربي ماشاء الله عليه هذا ما اذكر انه
من فريق التطوع حقنا ؟!
امينه تسحبها لعندها وهمستْ بأذنها : انه ذلك الشاب
شُموخ حطت يدها على فمه وقالت بالعربي : يالله تقصدين الشيخ
الرجل ذا ، يمه ما اصدق !!
امينه حطت يدها على فم شُموخ تسكتها : اصمتي لا يسمعك
الشيخ عُمر ..
عُمر لمحها وعرفها من امينه لأنها تشتغل بجمعية ناصر
وبنفس الوقت عندها دوام مسائي لمحو الأميه في
المدرسة ، إنصدم ماتوقعتْ انها راح تجي
لهالمكان ولا واحد بالميّه
هي نفسها البنت اللي صادفها لما كان يلعب مع الأطفال
، شدّ على قبضة يده
وقال بنفسه " اكيد جايه عشان جمعية ابوها الخسيس
الله ياخذه ليته مات ولا ماتت زوجتي حسبي الله عليك
يا نَاصر والله يجي يوم أوري كل هالناس على حقيقتك
ومن تكون يالمجرم وأولهم بنتك شُموخ
والسنين بيننا يا ناصر .."
تنهد دخل لإدارة المدرسة مع المدير ..
شُموخ توسعت عيونها ، وبعدت يد امينه : هل هو رجل عربي ؟
امينه : نعم انه عربي ومشهور بأعماله الخيريه في هذا البلد
وكذلك وسييم جدًا انظري لجَماله
شموخ حطت يدها على خذها بصوت واطي قالت : يافضيحتاه اكيد
انه سمعني اثاريه مب شايب كبير طلع شباب ، الله يسامحك
يا امينه كان قلتي انه صغير الشيخ عندنا واحد كبير
امينه حطت يد فوق يد وبتأفف : ماذا تقولين انا لم ابدأ بدراسة
اللغة العربيه جيدًا اقصد لم أمارسها..
شُموخ منصدمه : كيف وانتِ تقولين انك بدأتِ
امينه حطت يدها على راسها : يا إلهي اقصد بعض الكلمات
فأنا لم افهمك الا ان تكلمتي الفُصحى فأهم قليلاً
هل فهمتِ
شُموخ تستوعب ثم ضحكت : ههههههه آسفه لقد نسيت
لكن لا تقلقي لن اتحدث عنك ، بل كُنت اتحدث عن الرجل اقصد
الشيخ عُمر، لأن كلمة الشيخ عندنا تعني بالرجل كبير السِن
و ذو علم ..لذلك اسأتُ فهمك
امينه : اها نحن كذلك لكن الناس اصبحوا يلقبونه بالشيخ
لأنه قام بتدريسهم لمُدةِ سَنة العلوم الدينيه وكذلك القرآن الكريم
الى ان اتى طلابنا من الجامعة الإسلاميه فقاموا بدوره
والآن كثرت حلقات التحفيظ ..
شُموخ بإعجاب كبيير : ماشاء الله وكتب الله اجره
يا إلهي كم انني اغبطه على هذا الإنجاز العظيم
امينه : نعم جزاه الله عنا كل خير..
شُموخ تناظر فيه بإعجاب : اتعلمين انني لم اعرف عنه شيء
الا منك جائني الفضول لأعرف عنه اكثر
امينه تغمز لها وضحكت فقالت : هههههههههههه
ماذا هل سوف تتزوجينه ؟!
شُموخ استحت : لا لن أفكر بالزواج الآن ، يجب ان أكمل دراسة
الماجستير والدكتوراه ثم أفكر بالزواج بعدها
امينه بإعجاب منها : ماشاء الله طُموحكِ عالي، اسأل الله لكِ
التوفيق والنجاح
شُموخ ابتسمت : آمين اجمعين ،اشكرك يا امينه على هذه
الرِحله الجميله مثلك
امينه استحت : لا داعي للشكر فإنتِ بمثابة الأخت لنا
وسعدتُ جدًا بزيارتك لم اكن اتوقع اننا سنلتقي
شُموخ : الحمد لله الذي يسر لي هذه الرِحله فلولا
الله ثم انتِ ومُساعدتك لم تكن كما اريد
امينه ضمّتها بحب : آه يا صديقتي واختي التي لم تُنجبها
امي لا اعرف ماذا اقول سِوى انني احبكِ...
شُموخ تبادلها نفس المشاعر : آميين
وقلبها معلق بعُمر ، حست بإعجاب له اكثر لما سمعتْ عنه
من امينه وتحسمتْ تعرف عنه اكثر..