"البـارت العاشر"
رواية غرامك يالخفوق ذبحني هآت حضنك يحتويني/بقلمي .
،
إني لا أؤمنُ في حبٍّ..
لا يحملُ نزقَ الثوارِ..
لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ
لا يضربُ مثلَ الإعصارِ..
آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني
يقلعُني.. مثلَ الإعصارِ..
إنّي خيرتك.. فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري
أو فوقَ دفاترِ أشعاري
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنّارِ..
*نزار قبّاني.،
كمّلتْ تقليب الصفحات وصلتْ لآخر صفحه
هنا الطامّة الكُبرى ...!
هنا الصدمة السّاحقة لجميع الصدمات...
قرار الموافقة بالإلتزام بالقوانين
او الطلاق ومُغادرة القصر الآن ..!
سكرتْ الملف من هول الصدمة
يدها ترتجف خوف .. تتكرر كلمة طلاق
على مَسامعها .. تكرهه طاري الكلمة بكبرها
حستْ بنفسها بين نَارين قاعدة
تحترق بينهم ..!
وش هاليوم واحداثه المشؤومه ..!
أمه من جهة تقول " نَاديني بطويلة العمر"
ولدها من جهة اُخرى " السَيْد عُمر .."
لا والله هَزُلتْ ..!
وش هالنرجسية الإنفصامية بالعائلة ..!
كرهتْ نفسها على هالحُب اللي تكنه لعُمر
كل ما تقربْ له تضعف أكثر
تنكسر اكثر ..!
شخصيتها القوية بدا يصيبها مرض
تسميه بمرض
" ذبحة القلبْ الغراميه..! "
هي مُغرمه به لحد العِشق..
ماهي قَادره تتخيله انه يطلّقها
وبنفسْ الوقت ماهي قادره تتخيل انها
راجعة لأهلها مطلّقه بليلة دخلتها
بتتثبت فيها الفضيحة ..!
هنا مَا راح يرحمها أبوها .. ولا راح يرحمها
كلام الناس ..! دام عُمر طلّقها
أكيد إن فيها شي ولا ليش رجل يطلّق
حرمته بليلة دخلتها ...!
ماتتْ من الهم والتفكير اللي تعيش فيه
قالت بنفسها " معقوولة حريييمك وافقوا عشان فلووسكْ
ماهمتهم كرامتهم ...يرضون يعيشون بهالعيشة
المُهينه كله عشان فلوووسك ..
آاااه ياربي بموتْ من القهر والغبنّه اللي انا فيها
وشلوووون ورطت نفسي فيييك
وشلوووون طحت بغراامك ..!
آااه من غرامك يالخفووق ذبححني
جننني خلاني بلا عقلْ ..."
ضحكت على حَالها بسُخريه : ههههههههههه
صدقتي يا يمّه بنتك راحت للنار برضاها
وبتحرق نفسها برضاها بعد ...!
قَاعدة تعيش بصراع مع نفسها
لأجل تختار الإجابة الأصح بين هالنَارين
نار الإهانه وقوانين السَيْد عُمر
أو
نَار الطلاق لأجل أبوها يكمّل عليها
ويفجّر فيها مره وحدهـ..!
بحسرة على حَالها الحين
قالت : نَار زوووجي ولا جنة أهللللي ..!
شادة على شعرها من كثرة التفكير
طاحتْ عينها عالمرايه الكبيرة
شافت الفستان عليها .. كرهته
ودها تحرقه وتحرق قوانين عُمر معها
والأهم تحرق قلبها مرّه وحدة لأجل ترتاح ..
غمّضت عينها ..تتمنى تهرب لو للحظة
من هالواقع اللي تعيشه ..
ضحكتْ على نفسها وطيشها
ثقتها العمياء ..بنفسها !
وتحديها للزواج من عُمر تشوفه
خَسارهـ فَادحه من أولها ..!
قطع حبل أفكارها وصراعها مع نفسها
صوتْ البَاب إنفتح ...!
رمشتْ بعينها .. بصدمه
ماحستْ بالوقت أنه مرّتْ ساعه بالتمّام
لمحته يمشي بخطوات واثقه جدًا
اطرقتْ مسامع شُموخ ..
عيون عُمر تراقب ملامح وجهها
مصدومه .. متوترهـ
منزله راسها ..
إبتسم بخبث ومكر..!
حسْ بإرتباكها لما سحبْ الكرسي
جلس بهدوء حط رجل على رجل
سند ظهره ..
ناظر بالملف كان مقفل
" اكيد من الصدمه قفلّتيه يا بنتْ نَاصر ..!"
شاف شعرها لامته .. عرف انها
غَارقه بالتفكير والهم بسبب قُنبلته
سرقْ النظر لخصرها مازال مُورّد وآثار غرزته واضحه
عدل جلسته .. شبك يدينه وتكى على الطاولة
ناظر بعيونها .. مَازالتٌ صَاده عنه
قال : الى متى وانتِ صَادهـ عيونك عنّي ..!
شُموخ نَاظرتْ فيه بحقد .. ثم ابتسمتْ
قالت : سم طال عُمرك آمرني وش بغيتْ ؟
قال : ابي أسمع قرار المُوافقه
أو في حَال الرّفض راح اطلّقك الآن ترجعين
لبيتْ أهلك مع كامل السكنْ والنفقة ..
خذي وقعّي ..
مد لها القلم ... عشان توقع
شُموخ حستْ بكلامه كأنه اسهم
مسمومه بالإهانه والذل والإستحقار ..
أي ليلة دخلة هذي..!
أو بالأصح ليلة مصيرية
يخيّرها بين الحياة أو الموت ..!
اطلقتْ " آااه " بقلبها موجوعَه منه
حستْ دمها يغلي ، ودها تبرد حرّتها فيه
نَاظرت بالقلم ودها تطعنه وترتاح
لكنْ ..،
كبّرت عقلها .. ماتبي تخرّب سمعتها
وسمعة أهلها .. بعد ما نظفها
حضرة السَيْد عُمر ..!
فكرتْ إن هذا اختبار من عُمر يختبرها فيه
هل تجتازه أول لا ..!
لكن ماتدري إن الحَقيقة المُرّة إنه متعمّد
يحشرها بنارهـ لأجل توافق عليه غصب عنها ..!
فكرتْ بجانب إيجابي " يمكن اكسبه
واكسر كل هالقوانين السخفيه
وافوز بقلبه ...! بجرّب حظي
وش وراي غير الهمْ ينتظرني "
صعب ترفضه بترجع خسرانه ذليله
الكل بيتشمتْ فيها ..عقب اللي صَار
واللي بتثبت عكس ماقِيل عن تبرئتها !
شتت أفكارها ..
أخذتْ نفس عَمييق
عدتْ بشكل عَكسي من 10الى 1
لأجل تهدّي أعصابها التالفة منه
غمضت عيونها للحظه
عُمر مل الإنتظار
قعد يدق الطاولة بالقلم ماسكه بيده اليمين
بشكل استفزازي لشموخ ...
اللي انزعجت من الصوت وطنّشت
لأن حركته مَقصوده منه ..
عُمر يمّثل العّصبيه : ترااااك طوّلتيها وهي قصيره
اخلصي علي يا ستْ شُموخ
زفرت بضجر مالها الا هالقرار" نار زوجي ولا جنة اهلي"
رفعت راسها بكبرياء مكسور...
رسمتْ ابتسامه واثقه مْصطنعه
على وجهها ...
ثم نَاظرتْ فيه
بهدوء ظَاهري ..داخلها براكين تغلي قهر..
قالت بنفسها " هيّن يا عُمر ما اكون انا شُموخ
إن ما ورّيتك وش بسوي"
مدت يدها تاخذ منه القلم تعمّدت تلمس
يده بشكل مطول تكلمت ببحة ناعمه
قالت : لو سمحت سَيْد عُمر ممكن تعطيني القلم..
عُمر فهم حركتها المقصودة وتعمدها للمسه
سحب يده وبنبرة عصبية مُصطنعه:
قال : تفضلي يا بنت نااااصر اخلصي علي..
شُموخ اخذت القلم وبنظرة ثقه مع إبتسامه خفيفه
قالت : ابشر طَال عمرك ..
تعلقت عينها بعين عُمر للحظه
عيونه ...نظرته جذابه فيها قساوة ماقد شافتها
شدّت على القلم بيدها بحقد وقهر " ودي اطعنك بهالقلم
اللي معي وابرّد حرتي فيك انتْ وامك طويلة العمر "
صدت عيونها عنه بكبرياء مجروح من الداخل ..
شدّت على القلم اكثر تبي تخفف من رجفت يدها
اللي فضحتها طالعت بعُمر للحظه تشوفه يراقبها
ولا لا كان صَاد عنها حستْ براحه
قالت بنفسها " الحمد لله ماشافني "
عُمر طبعًا ماغابت عن عينه لكنْ رجفتها فضحتها
شفقة منه صرف عيونه
عنها عشان تاخذ راحتها أكثر ..
حطت القلم عند خَانة المُوافقه
داخلها يصيييح بألم مجروح
" يااااارب حلم واصحى منه
ياااااارب حلم واصحى منه "
قلبها يدق طبول .. الخُوف ،الرُعب ،التوتر
غمّضتْ عيونها ثم بلعتْ ريقها ..
ماحست على حركته ..واقف وراها
الا لما شمّت ريحة عطره.. صارت تتنفسها
انفاسه قريبه من رقبتها.. حستْ بالتقزز منه
سند يدينه على تكاية الكرسي وكأنه محاوطها
بَاس رقبتها ... ثم بعدتْ عنه بسرعه
لكن ثبتها بيده ، حست ببرودها على كتفها
عُمر همس بأذنها بنبرة هَاديه أطرقت مسامعها
قال بخبثْ : أهلاً بك في عَالم السَيْد عُمر
زوجتَي العَزيزة..
شموخ بلعتْ ريقها ... وضحكت بسُخريه على نفسها
"أي عَالم اللي اشوفه جّحيييييييم دخلته ..!"
حاسه الجو حَار ...هو من غضبها
ولا من عُمر وقربه منها بكل جراءته ووقاحه
وكأن يشوف اللي سواه عادي !
صحيح عادي عنده ،لكن عند شُموخ مو عادي ابدًا ...
تقززت منه قامت بسرعه من مكانها ودها تبكي
الى الآن ماسكه نفسها لا تتفجر قدامه ...
قالت بنبرة حادة : لو سمحتْ سَيْد عُمر ممكن أطلع
عُمر بعد عنها رفع
حاجبه بإعجاب من نبرتها
قال: تقدرين حَبيبتي تطلعين ..
شُموخ حطّت القلم على الطاولة ...
ومشت بخطوات سريعه مرّت قدامه
لكن سحبها من يدها لحضنه وضربت بصدره
شُموخ انصدمت من حركته طالعت فيه بحقد
قال: أمر سَيْد عُمر وش بغيت ؟
عُمر يناظر عيونها حابسه دمعتها كاتمه
غضبها وحقدها عليه فهم حالتها من عيونها
قال: ماخلصت كلامي سَيدة شُموخ
شُموخ اخذت نفس طويل تحاول تهدي من نفسها
وتحبس دمعتها لا تطيح ، نزلت عيونها
قالت: وش بغيت طال عمرك
عُمربإستغراب ، رفع ذقنها : مسرع تنسين القوانين
يا سِتْ شُموخ ..!
شُموخ شدّة على قبضة يدها " من صدمتي فيك نسيتها "
رفعت عيونها : لا مانسيت يا سَيْد عُمر
عُمر ابتسمْ بخبث: حلو تداركتي الوضع ..شَاطرة زوجتي
شُموخ ودها تعطيه كف يصحيه من اللي عايش فيه
قالت: لو سمحت ممكن اعرف وش تبي طال عُمرك
عُمر اشر للعاملة تجيب الصندوق الابيض واشر له
قال: خذي هذا معك فيه حبوب منع حمل اكليها
وان لقيتك يا سِتْ شُموخ مخالفة
القانون والله ثم والله لا اوريك شي
ماراح يخطر على بالك ابد ..
فكرة احمل منك عشان ما تطلقني
هذي شيليها من راااااااسك
انا حذّرتك وانتِ احفظي الكلام زين
يا بنت نااصر...
شُموخ ناظرت فيه بإستحقااار
قالت: اللي تآمر عليه طال عُمرك
ممكن تسمح لي اروح ؟
عُمر نزل يدينه وبعد عنها فسح لها الطريق
قل : تفضلي وعلى غرفتك على طول
شُموخ هزت راسها بالإيجاب : إن شاء الله
اخذت الصندوق من العاملة شاده عليه بقوة
تمشي بخطوات غاضبه ..
عُمر بإبتسامه خبيثه : شوي شوي لا تكسرين الأرض ..
شُموخ حقرته ولا ردت عليه طلعت من الغرفه ....
عُمر اطلق ضحكته الساخره : ههههههههههههه
ثم قال : والله طحتي ومحد سمّى عليك يا بنت ناااااصر ..
توّك ما شفتي شي هذي مُجرد بدااايه
تمهيديه لحياتك الجديدة ..
عدّل لبسه اخذ الملف على الطاولة
ابتسم بخبث وبمكر قال : خليت بنتك توافق غصب عنها
وبإرادتها يا ناصر....
جاء الوقت اللي أنفذّ فيه انتقامي منك ..
نظرات عيونه فيها حقد ..شر ...إنتقاام
شد على الملف بيده
وطلع من المكان متجهه لمكتبه المُعتاد ...
