البارت الأول
استيقظتُ و كان الظلام يحيط بي من كل جانب و أشعر بصداعٍ قوي يشل حركة اطرافي و جسدي.
و لكن ماذا حدث ؟ أين أنا؟
وضعت يدي على رأسي لعلي اخفف الم هذا الصداع قليلا و أتذكر شيئا . لكن مهلا !! قلت بفزع : اين والديّ ؟ و أختي ليزا ؟ ثم صككت على أسناني بغضب عندما خطر ببالي بيتر الحقير.
و نزلت دموعي مع تذكري للحادث الذي حدث معنا و كيف إنفجرت السيارة أمام ناظري .
فبدأت بالصراخ و كأني احاول ان أستنجد أحداً ما لينقذهم قبل أن تنفجر السيارة .
عندها أتت الممرضة مهرولة نحوي تحاول تهدئتي قليلاً لعلي أكف عن البكاء و الصراخ بأسماء والدّي و أختي طلباً لنجدتهم .
لكنها و بحركة سريعة دست شيء غريب في يدي سرعان ما أفقدني الشعور بكل شيء و كأنه قد رمى بي بعيداً عن الحياة ثم غُصتُ في نومٍ عميق .لا أعلم كم مضى من الوقت و أنا طريحة الفراش في المشفى . و لكن كلما حاولت فتح عيني الثقيلتين اللتان تأبيان أن تفتحا بسبب ضوء الغرفة المزعج ، فتارة أفتحهما ببطء و تارة اخرى أغلقهما بعدها رأيت شخصاً غريباً برداء أبيض و كأنه ملاك واقف فوق رأسي و ينظر إلي بتفحص و كان يتابع حالتي بقلق ثم يقوم بتدوين بعض الملاحظات على الاوراق التي بيده . ما أن حاولت أن أستعيد وعيي أدركت و أخيراً بأنه الدكتور المسؤول عن حالتي و يتابعها .
ثم و بصعوبة تدحرجت الكلمات من فمي المتيبس : أشعر بالعطش أريد بعض الماء.
بحركة سريعة قامت الممرضة بسكب الماء في قدح شفاف و ساعدتني على أن أعدل جلستي لأشرب الماء بسهولة .
ما إن إرتويتْ قال الدكتور مخاطباً إياي بعد أن جلب كرسي و جلس بجانب سريري و طلب من الممرضة أن تغادر الغرفة : كيف حالكِ الآن يا آنسة ؟
كانت كلماتهُ واضحة و مفهومة و لكني لم أستطع أن أجيبه لأني لا أعرف ماذا أقول فعجزي و ألم جسدي و صداع رأسي كأن به كرة حديدية ثقيلة تعلو جسدي ، كلها جعلتني لا أعرف ماذا أُجيب . فقط أستطعتُ أن أقول جملة واحدة بعد أن استجمعتُ قواي :
ماذا حدث يا دكتور ؟
صمتْ الدكتور لبرهة و تغيرتْ ملامحهُ من البشاشة الى الضيق و التكدر لكنه و أخيراً نطق و قال : صراحتا آنستي لا أعرف كيف أشرح لكِ الأمر و لكني سأحاول أن أختصره لكِ ببساطة. أنت هنا ترقدين في المشفى منذ ثلاثة ايام تحت المراقبة و العناية المركزة و ذلك بعد أن قاموا رجال الشرطة و الاسعاف بإحضارك الى هنا لتعرضك لحادث خطير أصابك بكسور في حوضكِ و ضلعان أسفل صدركِ و ضربة خفيفة في الرأس كانت حالتكِ خطرة جداً و لكننا حاولنا و بذلنا مجهوداً .......
قاطعتهُ بفزع ، فأنا لا أريد أن أعرف شيئاً عن صحتي عندما تذكرتْ كل شيء ، نعم الحادث فقلتُ بجزع و خوف و سألته : أ أ أخبرني دكتور و ماذا عن والدّي و أختي لقد كانوا معي في الحادث؟ أين هم الآن و ما وضعهم ؟أخبرني بسرعة ارجوك أين هم ؟
كنتُ أشد بيدي على الفراش و دموعي منهمرة على وجنتي خوفاً من جواب الدكتور المتوقع صراحتاً و لكني أحاول أن أتشبث ببصيص الأمل لعلي أظفر بشيء لكن جوابه أغلق كل الأبواب امامي .
إكتفى بأن يطأطئ رأسه و تفوه بكلمات قتلتني و أنا في الحياة قال ما سلب الروح من جسدي كما تسلب الأزهار عطرها و يبقى لونها الشاحب : أنا آسف يا آنسة و لكن لم ينجو أحداً منهم . لقد لقوا حتفهم جميعاً .
ماذا ؟ ماذا يقول ؟ لم أستوعب شيئا كانت الصدمة كفيلة بأن تسدل ستار الحياة أمام عيني و تظلمها . لقد فقدت وعيي و لم أستعيده إلا عندما تراوت لي صورة ذلك الحقير المجرم بيتر و كيف كان السبب الحقيقي وراء كل ما حصل لعائلتي لقد كان يخنق رقبتي بشدة و أنا أحاول أن أمنعه لكن لا جدوى كانت يداه قويتان و كبيرتان بالنسبة لعنقي الصغير. حاولتُ و حاولتْ و أنا أصرخ : إبتعد عني أرجوك إبتعد . عندها استيقظتْ و إتضح إنه كابوسٌ مرعب ، فأدركتْ بأن بيتر لن يفارق مخيلتي أبداً ما حييت .
أنت تقرأ
الحب سيأتي يوماً
Romanceبعد أن فقدت عائلتها بسببه اخذت عاتقا على نفسها بأنها ستنتقم منه شر انتقام بعد أن تحبس الحب في قلبها و ترمي به في جوف البحر ظننا منها انه لا وجود للحب ابدا .... تتنكر على هيئة رجل و تنفذ خطة الإنتقام بطريقة احترافية و رائعة... لكن تعترضها أمور لم تكن...