Ch 4

440 12 5
                                    

البارت الرابع

سرحت بمخيلتي لأسترجع ذكرياتي مع عائلتي ، و تذكرتُ والدي الذي كان يجهد نفسه لأجل أن يؤمن لي و لأختي أفضل حياة و مستقبل لا نحتاج بعده احداً غير أنفسنا .
و أمي التي كانت تحبنا كثيراً و كنا نعتبرها كصديقتنا المقربة لشدة تفهمها لنا . كنا عائلة مثالية حقاً ، و لكن بسببي دُمر كل شيء و انتهت عائلتي . بسبب إختياري الشخص الخطأ و الأنجراف وراء نزوات و شهوات روحي حطمتُ كل شيء ، أنا لن اسامح نفسي أبداً إذا لم ادمر بيتر و آخذ بثأري منه و أعيد أموال ابي كلها التي سرقها بأنانية و حقد .
أخذ مني البكاء مأخذه إلى أن خارت قواي و نمت .
لم استيقظ الا على صوت د. بن ، فعندما فتحتُ عيناي وجدته يقف بجانب سريري و هو يبتسم .
قلت بتعب :" اهلاً د. "
إبتسم و قال :" في المنزل عليكِ مناداتي بأبي و بالخارج ناديني ب د. "
ابتسمت بتعب و قلت :" حسناً أبي ."

هل وجهه فرحاً و لمعت مقلتيه ثم قال :" كيف حالكِ ؟ و لما عينيكِ متورمتين ؟ هل كنتِ تبكين ؟"
طأطأت رأسي و قلت :" نعم ، لم امنع دموعي من الهطول حين لاح طيفهم في مخيلتي . "
قال بعد أن جلس بجواري :" صدقيني يا ابنتي ، البكاء لن يعيدهم . و لكن ثأركِ لهم سيسعدهم ."
قلت :" معكَ حق ، و هذا ما سأفعله ."
قال :" هذا ما اريد سماعه . و الآن هيا إنهظي و خذي دوشاً منعشاً ثم تعالي للأسفل لتناول الغداء. فأنا سأنتظرك."
استغربت و أخبرته بأني لا أملك ملابس جيمي الآن لذا من الأفضل لي البقاء بغرفتي.
ابتسم و قال:" لا تقلق بني . فخزانتك ممتلئة ."
ما أن فتحتها حتى ذهلتُ مما رأيت كانت ممتلئة بملابس الرجال الفاخرة و لجميع المناسبات و على مقاسي تماما و كذلك بعض قطع الشعر المستعار للوقت الحالي . شعرت بالسرور لذلك و شكرته كثيراً.
ثم أخبرني بأن أكون حذرة جداً بتصرفاتي و كلامي كي لا يكتشف أمري في المنزل لأن سرنا هذا لا يجب أن يعلم به أحد سوانا.

ابتسمتُ له و شكرته لأنه يساعدني كثيرا و يقف إلى جانبي معرضاً حياته للخطر من أجلي .
رد علي بكلام جعلني أشعر بأنني لم أعد وحيدة في هذا العالم و إنه ما زال هناك أشخاص يقدمون المساعدة و الحب بلا مقابل قائلاً ..
:" انتِ بمثابة ابنتي و واجب الأب ان يقف إلى جانب ابنته . "
دمعتْ عيناي لهذه الجملة و شعرتُ حينها أن أبي ما زال على قيد الحياة و يقف معي بكل شيء.
ما أن أنهيت إستحمامي شددتُ الرباط حول صدري ثم لبستُ شعري المستعار و ملابسي الخاصة و القيتُ نظرة مدققة على نفسي بالمرآة بدوتُ حقاً كرجل . و لكن ليس أي رجل ، بل رجل وسيم ستغرم به كل من تراه . ثم ضحكت بألم للوضع الذي أنا فيه .
انتبهت اخيراً اني قد خسرتُ الكثير من وزني ، حسنا ذلك سيخفف عني عناء إخفاء تفاصيل جسدي الأنثوية.
أرتديتُ نظارة طبية بعدسات عادية . و أصبح الآن شكلي perfect لن يشك بي أحدا أبدا. صراحةً حتى أنا لم أعرف نفسي .

ما أن نزلتُ للأسفل رأيت د. بن ينتظرني على مائدة الطعام و بمجرد ما أن رأني نهض و هو مذهول مما يرى . إبتسم و قال :" أهلا بولدي الوسيم . "
كان إستغراب السيد جيم ( مدبر المنزل) واضحاً جدا ، و شكه بهويتي كبير ايضاً لأنه يعلم علم اليقين بأن د. بن ليس لديه أبناء . لكن الدكتور أخبره بأنه أخفى الأمر عن الجميع حتى يحميني من الخطر فهو لديه أعداء كثر و هذا قد يهدد حياتي من حين لآخر.
أخيراً أقتنع السيد جيم بذلك ، و رحب بي من جديد معتذراً عما بدر منه تجاهي في لقائنا الأول.
تناولنا طعام الغداء ثم ذهبنا إلى مكتب د. بن بعد أن أمرهم بأن يجلبوا قهوته من بعده .
افتتحنا الحديث أولاً عن بيتر ، و ماذا سنفعل لكي نبدأ فعليا بالانتقام منه ؟
ثم قال الدكتور بصوتٍ قلق :" أتعلمين يبنتي ، أنا قلق جداً حول إكتشاف بيتر بأنكِ على قيد الحياة ."
إبتسمتُ محاولةً تَبديد قلقه قليلاً فقلتْ:" لا تقلق أبي بخصوص هذا الأمر، لأن بيتر الآن يبحث عن كريستينا و ليس عن جيمي ،

الحب سيأتي يوماًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن