Ch 16

294 14 0
                                    

البارت السادس عشر

بعد تشريح الجثث تم فتح قضية تحقيق في الأمر و بأن الحادث كان جريمة قتل متعمد و ما زال التحقق جاري و البحث عن المجرمين مستمر . لم أستطع إبلاغ الشرطة بأي شيء ، فلم يكن الأمر بصالحي تماماً .
تمت مراسم الدفن و حضر المأتم جميع الأصدقاء و المقربون ليواسوني على فقدي لأبي و من بينهم مارك الذي لم يفارقني منذ أن علم بالأمر فقد كان بجواري كل الوقت ، كان يحاول و بشتى الطرق ان يواسي حالتي المنكسرة و الصامتة ، فأنا و منذ تلك الليلة لم اتحدث مع أحد كنت في صدمة كبيرة سحبتي نحو المجهول ، فم استطع معها ان اسمع او أشعر بمن حولي . لم اكن أشعر سوى بمشاعر الحقد و الكره و الانتقام من بيتر و باللحظة التي سأقضي بها عليه .
كنت جالسة بجانب قبر د. بن الذي أمرت بدفنه بجوار قبور عائلتي .
إنهارت حالتي و أشتدت بكاءاً و أنا اراقب هذه القبور الأربعة أمامي ، و الوم نفسي على رقودهم هنا .

كنت ابكي حالي بعد رحيل د. بن فكيف سأتدبر اموري من بعده الآن؟ لقد كان كل شيء بالنسبة لي بعد فقدي لعائلتي و الشخص الوحيد الذي ساندني و انتشلني من غياهب الحزن و انقذ حياتي من الهلاك . كيف سأعيش من دونه الآن و انهي ما بدأته فهو كان مصدر طاقتي و مأمن اسراري و الشخص الوحيد الذي يعرف كيف يبدد احزاني و مخاوفي .لا أظن بأني أستطيع أن اكمل من دونه .
شعرت بالوحدة و الغربة من بعد موت د. بن و فقدتُ نفسي مع فقدانه و لم أتمكن بعدها من العودة لعالمي ، و لكن لولا مارك الذي لم يغب لحظة واحدة عني و الذي ساندي كثيراً بمحنتي هذه فقد كان يحاول و بشتى الطرق أن يعيدني لصوابي و رشدي .
مرت الأيام و لا أعلم كم انقضى منها ، ففي إحداها ارغمني مارك على الخروج من المنزل و الذهاب لمكان آخر قد يشعرني بالتحسن قليلاً .
طوال الطريق كنت صامتة و لا اتحدث فقط أنظر عبر نافذة السيارة و أشعر بدموعي الحارقة تكوي مقلتيّ تتوسلني أن أحررها ، لكني و كما وعدتُ نفسي بأني لن أذرف دمعة واحدة ما دام بيتر حراً طليقاً .

مارك 👇🏻
كنت أشعر بالأسى الكبير تجاه جيمي و على ما أصابه بعد فقدانه لوالده . فأنا و منذ اللحظة التي سمعت بها الخبر لم استطع تركه بمفرده بتاتاً و بقيت إلى جواره عليّ أتمكن من تخفيف ولو قليلا من الحزن الذي اعتلاه. كان قلبي يعتصر الماً و أنا أراه بهذه الحالة من دون التمكن من فعل شيء ، فهو لا يصغي لما اقوله ابداً و كأنه منوم مغناطيسياً .
بعد أن يأستُ من محاولاتي الجمة لجعله يعود لواقعه قررتُ ان اخذه لمكان هادئ آملاً أن يمكنه من إستعادة توازنه و الخروج من حالة الكآبة التي سيطرت عليه . ففي كل مرة أنظر فيها إلى زرقاويته أجدهما يجفان و يذبلان و يكتسيهما الحزن يوماً فيوماً . لم أكن أعلم انه متعلق بوالده و يحبه لهذه الدرجة .
حينها قلت كاسراً الصمت عله يجيبني ثم ناولته شطيرة كنت قد اعددتها مسبقاً :" جيمي ارجوك كل شيئاً ، فأنت و منذ الذي حصل لم تضع شيئا في فمك . "
لكنه لم ينظر الي حتى ، و كأنه لا يسمعني و كأنني جالس بمفردي و لا أحد بجواري ..

الحب سيأتي يوماًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن